• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : دعوة السعودية للاتحاد .ضد من .؟ .
                          • الكاتب : حيدر الحجامي .

دعوة السعودية للاتحاد .ضد من .؟

يرى مراقبون للشأن الإقليمي أن الوضع السياسي المرتبك ألان  في العراق أحد أسبابه المهمة ؛ التدخلات الخارجية التي تنفس أزماتها الداخلية فيه .

ويضرب المحللون مثلاً بإيران والسعودية وسوريا- قبل إن يضربها نسيم الربيع العربي – المثالان الأولان جديران بالاهتمام .

فإيران تتحكم عبر منظومة واسعة من المصالح والقوى ووسائل الإعلام في جزء كبير من المشهد السياسي العراقي وتدفع الى حيث ترى أن مصالحها هناك .

تتقن طهران اللعبة وتحترف اللعب على الرقعة العراقية أكثر من أي بلد مجاور للعراق؛  يخدمها التنوع الطائفي الذي أعتمد كحجر زاوية في رسم ملامح –العراق الأمريكي – كما يطلق عليه  حسن العلوي .

أما المملكة فالورقة الوحيدة التي بيدها في العراق ؛  ممزقة مشتتة فاقدة في أحسن حالاتها لبوصلة تحديد المصالح – وسط "سني" منقسم موزع بين أصولية دينية يقودها –تيار ديني متشدد مثل القاعدة والحزب الإسلامي  وإتباعه وحلفائه – وقوى قومية يقودها حزب البعث وما شابهه والاخيرون  يضمرون حقداً ستراتيجياَ تجاه المملكة .

الدور  السعودي في العراق  أضعف بكثير مما تصوره وسائل أعلام عراقية –حكومية أو إيرانية الهوى  - ؛ لكنه كان مؤثراً الى حد ما في حشد موقف عربي ضد العراق  .

فالسعودية كانت قادرة على التحكم بما يسمى نظام الاعتدال العربي قبل إن تهب عواصف الربيع العربي الفجائية والتي فرطت عقد هذا النظام .

لتقف المملكة وحيدة بعد اختفاء حلفائها في مواجهة أخطار محدقة داخلية وخارجية تتمثل في الدرجة الأساس بالنفوذ الإيراني المتنامي في المنطقة وتنمر قطر لقيادة المشروع الأمريكي في المنطقة .

حاولت المملكة الاستفادة من الثورة السورية والإمساك  بخيط جديد للعبة "لتقليم أظافر النظام الإيراني " الذي اعتقدت  أنه  سيعيد توازن القوى في الإقليم ؛ وسيمنح السعودية فرصة اكبر لالتقاط الأنفاس .

بيد أن ظهور العراق كطرف في الساحة العربية جعل من الموقف السعودي في خضم مواجهة أخرى لم تكن تتوقعها المملكة  .

السعودية في وضع لا تحسد عليه فهي غير قادرة على أعادة اصطفاف عربي ضد ايران وحليفها الأسد والعراق في آن واحد كما في السابق  .

مبادرة المالكي التي يبدو أنها استطاعت تجاوز العقبات السعودية والقطرية والشروع بنزع فتيل أزمة ؛ مؤشر خطر دق في الرياض من احتمال انبعاث دور عراقي متصاعد في ظل عدم تكافؤ موازين القوى الإقليمية  ، وتقلص حجج الاستمرار في عزل العراق عن محيطه  العربي ومنعه من لعب دور يناسب حجمه وتأثيره في المنطقة العربية .

قد تكون دعوة الملك عبد الله الأخيرة دول مجلس التعاون الخليجي الى الاتحاد  ضربة استباقية لأي دور عراقي محتمل في هذه المنطقة ، ولحماية النفوذ السعودي في هذه المنطقة الحيوية.

يمكن قراءة الدعوة السعودية بأنها رغبة متجددة في الاستمرار في عزل العراق "حليف ايران " عن أداء دوره  ولعب أوراق تجعل السعودية حائرة أو على الأقل مرتبكة ، مثلما فعل العراق في الموقف من سوريا .

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=12475
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 12 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28