• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : أخبار وتقارير .
              • القسم الفرعي : أخبار وتقارير .
                    • الموضوع : عودة الحياة للمشهد الفني بالموصل من بين الأنقاض .

عودة الحياة للمشهد الفني بالموصل من بين الأنقاض

 

وقد كانت كلية الفنون الجميلة بجامعة الموصل هي التي تتصدر جهود إعادة المشهد الفني المفعم بالحيوية إلى مدينة الموصل بمحافظة نينوى، وقد انضمت لها معاهد ومبادرات شعبية أخرى منوعة.

وكانت جامعة الموصل قد تعرضت لتدمير شديد على أيدي عناصر تنظيم داعش الذين كانوا يريدون محوها من الوجود ويحظرون دراسة أو ممارسة أية فنون لأنهم يعتبرونها "مخالفة للدين" حسب فكرهم المتطرف.

لكن مع فرض القوات العراقية قبضتها على المدينة، عاود الطلاب دراساتهم الفنية، وبدأت تقام عدة معارض للفن التشكيلي والرسم والنحت، إلى جانب الأعمال المسرحية والمهرجانات الغنائية والموسيقية.

وقد اختار بعض الفنانين مضامين تجسد واقعهم المُّر الذي عاشوه أثناء حكم داعش حين عانوا تحت وطأة العنف والاضطهاد.

في حين قدم آخرون أعمالًا فنية تحمل طابع التفاؤل والأمل بغد زاهر، وأظهروا عزمهم على المضي قدمًا بطريق الحرية والبناء، وفق مدير عام التربية بمحافظة نينوى "وحيد فريد".

وقال "فريد" إن "الفن يحمل رسالة إنسانية لا يمكن للفكر الإرهابي محوه مهما مارس معتنقوه من حملات تضييق وكبت، لأنه سيولد وينمو ويزدهر من جديد".

وتابع "عندما اجتاح الإرهابيون مدينتنا، كان أول ما قاموا به هو تدمير معاهد الفنون الجميلة"، مضيفًا أن التنظيم دمر بطريقة منظمة الأنشطة المدرسية التي كانت تنطوي على الفنون.

وأوضح أن "تنظيم داعش كان يتخذ موقفًا صارمًا من الفن والثقافة، حيث أن عقيدته المدمرة حرمت مثل هذه الاهتمامات. والمخالف كان يتعرض لعقوبات شديدة".

نهضة فنية
ويشير "فريد" إلى أن تحرير الموصل فتح الباب واسعًا أمام الفعاليات الفنية للظهور مجددًا والعودة بقوة.

وقال "بدأنا بتعمير معاهد الفنون الجميلة، والدوام حاليًا منتظم في مواقع بديلة، وهناك إقبال كبير من الطلبة".

ونوّه إلى أن الأنشطة الفنية صارت تقام بصورة أكثر من السابق، فالطلبة والفنانون يريدون تطوير هوياتهم واهتماماتهم.

وأوضح أنهم قاسوا كثيرًا من الحرمان ويريدون تجسيد معاناتهم والتعبير عن تطلعاتهم عبر نتاجات وأعمال إبداعية.

ومن جانبه، قال رئيس جامعة الموصل "أبُي سعيد الديوه جي" في  إن كلية الفنون الجميلة التابعة لجامعته كانت قد تعرضت للتخريب على أيدي عناصر داعش، لكنها اليوم "بحال جيد بعد اكتمال أعمال تأهيلها".

وأضاف أن "أقسام الكلية كلها أُعيد افتتاحها، كذلك جرى فتح الدراسات المسائية، وفي النية توسعة الكلية باستحداث أقسام جديدة متى ما توفرت الأموال لذلك".

وأشار إلى أن كلية الفنون تنشط اليوم بصورة غير مسبوقة في تنظيم وإقامة مختلف الفعاليات الفنية من مهرجانات ومعارض ومسرحيات.

روح من التحدي
وتابع "الديوه جي" "نريد التخلص من كل مخلفات فكر داعش والتأكيد على أن الحرية لا تقدر بثمن وأيضًا تسخير الفن في دعم الانتماء الوطني وركائز الاستقرار والتنمية".

من ناحيته، قال "حسام الدين العبار"، عضو مجلس محافظة نينوى،  إن روح التحدي قوية.

وقال إنه رغم كل البطش، لم يتمكن تنظيم داعش من طمس الفن في الموصل.

وأضاف أن عناصر التنظيم دمروا مسارح ومتاحف وقاعات للرسم، واستهدفوا كذلك المعالم الفنية، بما في ذلك تمثال الموسيقي العراق البارز "عثمان الموصلي".

وتابع أنه "بعد التحرير مباشرة، نظم الفنانون وطلبة الفنون عروضًا مسرحية وفنية فوق ركام المباني التراثية والشواهد المدمرة للتأكيد على أن الفن لا يموت".

وأوضح أنهم سعوا من خلال ذلك العمل للتعبير عن إصرارهم على رسم مستقبل جديد لمدينتهم.

وشدد على أن "مدينتنا غنية بثقافات كثيرة بسبب تنوعها المجتمعي، وساهمت برفد الثقافة العراقية بأسماء مسرحيين وممثلين وفنانين تشكيلين وموسيقيين رواد"، مستطردًا "وهذا النبع سيبقى دافقًا بالعطاء والإبداع".

تعود الأنشطة الفنية من كل الأنواع، التي كانت محظورة في الموصل أثناء سيطرة تنظيم (داعش) على المدينة، للظهور بقوة مجددًا.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=124770
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 09 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18