• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أدب الطف .
                          • الكاتب : محمد الجوهر .

أدب الطف

ولما ألقوا أقلامهم في بحر الدم أيهم يرثي الحسين (عليه السلام)ليكون له شفيعا يوم الحساب

فخرجت فئة كبيرة من شعراء العرب وغيرهم يناصرون سيد الشهداء على مر القرون

إن قضية الحسين قضية عالمية وسر إلهي عظيم مخلدة حتى قيام الساعة

يقول الدكتور حسن عباس نصر الله في كتابه

الإمام الحسين (ع)قبس من نبوة

ولد هذا الأدب أثناء معركة الطف وسط الغبار وتحت وميض السيوف تغذيه قطرات النجيع كان كأسطورة شقائق النعمان رمزا ولونا مع الموت المصبوغ بالدماء تبدأ رحلة التغني بالحياة فرجال الحسين وفدوا من أعماق الأسطورة كانوا قلة في العدد ورموزا في التأريخ نازلوا حشود الأعداء بسيوف حمراء وصوروا شجاعتهم وتضحياتهم بأراجيز وضاء

إن زعمت فئة من النقاد إن ملحمة الألياذة مجموعة من من أناشيد الشعراء المندرسة أسماؤهم في غوامض الغيب نهدلها هوميروس وأخرجها في ملحمة واحدة فلم يتصدى شاعر لصنع ملحمة متكاملة من الأشعار التي أنشدت في الإمام الحسين(عليه السلام) وقاربت أكثر من مليون بيت أتت منجمة على خمسة عشر قرنا جادت بها قرائح الشعراء. حاول جواد شبر أن يحصيهم في كتابه أدب (الطف) حيث ذكر خمسمائة وستة وسبعين شاعرا توزعوا مختلف الطبقات الإبداعية منهم :

أبو الأسود الدؤلي، الكميت الأسدي، دعبل الخزاعي، ديك الجن الصنوبري، السري الرفاء، الزاهي، أبو فراس الحمداني، أبن هاني الأندلسي،السيد الحميري،خالد بن معدان الطائي، الصاحب بن عباد، الفرزدق، بديع الزمان الهمذاني، الشريف الرضي، الشريف المرتضى، السيد جعفر الحلي، مهيار الديلمي، أبو العلاء المعري، صفي الدين الحلي ... أمتدادا إلى أحمد شوقي ومحمد مهدي الجواهري محمد أقبال وبدر شاكر السياب وبولس سلامة وهم ينتمون إلى مختلف المذاهب والأديان والأتجاهات السياسية من الشيعة والسنة والنصارى والصابئة

وهناك شعراء آخرون من الطبقة الذهبية المعاصرة أمثال الدكتور أحمد الوائلي ومحمد رضا الشبيبي وأدونيس وعبدالرزاق عبدالواحد ونزار قباني

وإن كان قد ترجم للأموات فهناك عشرات الأحياء المعاصرين لم يذكرهم وسقط عدد القدماء مع وجود مئات الشعراء الفرس والهنود والأفغان والترك والألبان الذين نظموا قصائدهم الحسينية باللغات الفارسية والأردية والتركية والهندية والفرنسية والألمانية .....

وقد جمع الدكتور الشيخ الدكتور محمد صادق الكرباسي في موسوعته العالمية دائرة المعارف الحسينية كل شعراء الإمام الحسين بعدة دواوين من القرن الأول وحتى الأخير

وبينما هناك الآلاف من الشعراء من آل بحر العلوم والأسرة القزوينية والطالقانية والهندية وآل كاشف الغطاء

وضاع الكثير من أسماء الشعراء وقصائدهم المخلدة في رثاء سيد الشهداء (ع) فقد أندثرت على يد أعداء أهل البيت (عليهم السلام) كالمغول الذي أغرق الآلاف من كتب المدرسة المستنصرية في نهر دجلة بعد سقوط بغداد سنة 1258م ويقول الأدباء إن الشاعر الكوفي أبو الطيب المتنبي أيضا له قصائد في رثاء الإمام الحسين ولكن أخفيت وكيف يبخل أن يكتب شعرا للحسين وهو حسيني النسب .

هذا التراث الفياض ما زال متفرقا ينتظر همة وثابة تجمعه وتقدمه مادة خصبة لدارسي الآداب العالمية ..

مع العلم إن الشعراء إذا أرادوا الشهرة يرثون سيد الشهداء كالشاعر البصري بدر شاكر السياب صاحب قصيدة خطاب إلى يزيد أو الدمعة الخرساء أصبحت من أشهر وأجمل قصائده على الأطلاق

أما السيد أحمد البلادي وهو من شعراء القرن الثاني عشر الهجري نظم ألف قصيدة في رثاء السبط ودونها في مجلدين كبيرين مضافا إلى عشرات المصنفات والدواوين

ومن منا لا يعرف مرثية دعبل الخزاعي التي أنشدها بحضرة الإمام الرضا (ع) فأبكت كل أنيس وجليس وأغمي على الإمام مرتين

حتى طلب الحضور من دعبل أن يتوقف عن القصيدة رفقا بحال الأمام ..

ها هم عشاق الحسين بذلوا الغالي والنفيس بأحياء مآتم حسينية داخل قلوبهم وبألسنتهم وأقلامهم

فلا تغيب عن الأجيال عينية الجواهري شاعر العرب الأكبر المسماة (آمنت بالحسين) التي ألقاها يوم العاشر من محرم عام 1948 في حرم الإمام الحسين(ع) فأبكت جميع الحضور وتعالت الأصوات بالصراخ مما أضطر أعادة قراءتها ثلاث مرات ..

أعزائي القراء الكرام لو أردت أنقل لكم كل قصيدة مع قصتها فلم ينتهي الموضوع ولم يختتم

فالشعر الحسيني شرب من ماء الخضر الذي يجدد الحياة فتحولت القصائد إلى أناشيد يتغنى فيها الناس على مر العصور .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=125262
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 09 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29