• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الثقة الغائبة .

الثقة الغائبة

كنا نتمنى أن تنقضي صفحة آلام وذكريات الأمس المحزنة وكانت غلافا كبيرا حول منظومتنا الكروية المتهالكة  وعلى وجه التحديد المتعلق منها بأنتخابات اتحاد الكرة الذي تسلمت مهمة قيادته نخبة جديدة – قديمة من الرجال الذين وبغض النظر عن تباين مستويات خبراتهم وكفاءتهم ومدى جدارتهم في احتلال مواقعهم، الا ان الواجب يقتضي منا احترام مشيئة ورغبة الهيئة العامة في اختيارهم أولا، كما علينا تعبيد الطريق أمامهم بالكلمة المشجعة والمشاعر الوطنية المخلصة كي يتمكنوا من تأدية المهمة الجسيمة الملقاة على عاتقهم، وهي مهمة شاقة وصعبة بكل تأكيد ثانيا. ومما لاشك فيه ان التشكيلة الحالية لأتحاد الكرة هي تشكيلة بحكم المطلع الوافي على كل تفاصيل العملية الكروية فنيا واداريا، كما هي تعلم سواء من خلال سنوات العمل في ظل الأتحاد السابق أو تحت جناح المعارضة له متى يجب أن تبدأ عملية التغيير والأصلاح، وهي العملية الأساسية والجوهرية التي من دونها لن يكتب لهذه التشكيلة النجاح والتوفيق في مهامها الكثيرة والمعقدة طالما ان الاخرين وتحديدا من خسروا الأنتخابات سيكونوا بمثابة جهة معارضة ورقيبة وحسيبة لهم بكل السبل، طالما ان الشفافية التي جرت بموجبها الأنتخابات والأصرار على مغادرة الحقبة الماضية بكل ما حفلت به من أخطاء وخطايا توجب على القيادة الحالية للأتحاد التعامل بمنطق الأيجابية وبمفهوم التفاعل الخلاق مع الاخرين حتى وان صنفوا في خانة المعارضة، كما ان المرحلة الحالية تتطلب الأصغاء والتعاطي الأيجابي والأنفتاح الصريح على الاخرين ليس من أجل ضمان عدم تكرار أخطاء وسلبيات الأمس، بل ولأجل التوقف عند محطات السلب ومواطن الخلل واستكشاف الطريق ووصف العلاج اللازم ليس لتطويق هذه الأزمات أو معالجتها بطريقة الأمتصاص وأمصال التخدير كما كان يحدث سابقا، بل وبطريقة الحوار المباشر والصريح على طاولة الموضوعية المستديرة مع ضرورة الأيمان والقناعة في الأستعانة بمن لديهم الخبرات والكفاءات في امكانية التطوير والأرتقاء بعمل اتحاد الكرة من خلال زجهم في اللجان الأساسية التي تتفرع عن الأتحاد والتي ليس من الضرورة أن يرأس كل منها أي من أعضاء الأتحاد، كما فشلت تجارب الماضي في هذا التقليد الذي يؤدي الى مصادرة قرارات وتوصيات اللجان وأحكام القبضة عليها من دون أن تؤدي واجباتها بشكل صحيح أو تذهب توصياتها ووجهات نظرها أدراج الرياح، طالما هي لا تتوافق مع سياسة وطموحات وافاق هذا أو ذاك في اتحاد الكرة.
ان ولاية الأعوام الأربعة التي دخل عدها التنازلي الأخوة في اتحاد الكرة منذ أسابيع قليلة توجب عليهم ليس فقط التعاطي الأيجابي مع طروحات الأخرين حتى وان وضعوا في خانة الأعداء أو المعارضين، بل والتغاضي عن كل ما يعرقل مسيرة العمل من مطبات قد يضعها البعض، وهذا لن يتحقق الا بسلوك طريق الخطوات الواثقة في العمل التي تستشرف المستقبل بعيون الحاضر بعد أن تضع أخطاء الأمس تحت مجهر المراجعة لضمان عدم نسخها مرة أخرى.

السطر الأخير

**العبيد فقط يطلبون الحرية .. الأحرار يصنعونها
مانديلا




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=125499
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 10 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18