• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : عقول بربع دولار  .
                          • الكاتب : حسين فرحان .

عقول بربع دولار 

 مقطع فديو انتشر مؤخرا على صفحات الفيس بوك واليوتيوب وغيرها من وسائل التواصل وحصل على ملايين المشاهدات التي تبعتها ملايين التعليقات المؤيدة لمحتواه .

المقطع يستعرض عملية حسابية عبر عنها صاحبه ( بالحسبة البسيطة ) ، يفترض فيها استقطاع مبلغ ربع دولار من كل برميل نفط يصدر يوميا ويضرب المجموع في عدد أيام الشهر ويقسمه على عدد السكان ثم يخرج بنتيجة ٧٨٧ الف دينار كحصة شهرية لكل فرد ، فيدخل بهذه المعادلة الفرحة على القلوب فيما لو تحقق هذا الأمر ويثير أشجانها وسخطها لأن اصحاب الشأن لم يحققوا شيئا منها .
الى هنا والقضية لم تدخل في حيز إعادة النظر ولا التأمل ولا التحقق رغم أن في إعادة النظر سيتم اكتشاف أن ٧٨٧ ألف دينار هي في حقيقة الأمر ٧٨٧ دينار وهناك فرق شاسع بين مرتبة الآحاد ومرتبة الألوف ...
لسنا بصدد الموضوع الذي أثاره المقطع فنحن ممن يتمنى أن تكون نتيجة الحسبة البسيطة كما صور لها فلا أحد يكره ارقام الارباح حين تكون بمراتبها العالية ، ولسنا بصدد الدفاع عن أداء حكومي سيء لم تراعى فيه حقوق الناس ، لكننا بصدد الحديث عن بعض العقول التي لا تكلف نفسها البحث عن حقيقة مايقال فترتضي لنفسها أن تكون ناعقة مع كل ناعق ، وكم من منشور كهذا او غيره نشر بقصد أو دون قصد قد تلقفه البعض دون نظر أو تحقق وأعاد نشره ليسيء مرتين ، مرة بتصديقه والثانية  بالترويج له لتنتشر الأكاذيب وتتسع دائرتها مخلفة ورائها مالا يحمد عقباه من كوارث تستجلب كل رأي شاذ وفكر منحرف بأداة العقل الغافل وصاحبه الناعق لتتشكل فرق الهمج الرعاع بالطريقة التي يريدها بعض المتصيدين بالماء العكر .
ومما ينبغي الالتفات إليه في ظل هذه الأعاصير الاعلامية الكاذبة المضللة التي تجتاح أدمغة أركسها الجهل هو الكم الهائل من المنشورات التي لاقت رواجا بفعل هذه الأدوات السيئة فطالت المقدسات واستهدفت التراث وحرفت الكلم عن مواضعه ، فالعقول التي انطلت عليها حيلة مقولة ( أهل الشقاق والنفاق ) فرددتها معتقدة أن قائلها هو الامام علي عليه السلام هي ذاتها العقول التي لم تكلف نفسها إعادة النظر في حسبة براميل النفط ، وهي ذاتها العقول التي تنعق وراء من يستهدف بحقده كل شيء مقدس  ، ولا نستغرب منها - وهي العاجزة عن إعادة النظر في الحساب الرياضي - أن تكون عاجزة عن النظر في أمور أخرى تحتاج الى دقة وموضوعية وتحليل  كالقضايا السياسية والاجتماعية  وإلى إيمان وتسليم وفهم كالقضايا الدينية والعقائدية .
لذلك تجد أن أصحاب هذه المنشورات أصبحوا في طور الاطمئنان برواج بضاعتهم بسبب وجود عقول لاتتجاوز قيمتها الربع دولار .
...................




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=126000
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 10 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18