• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : اعداء الامس واليوم وغدا؟ .
                          • الكاتب : سجاد العسكري .

اعداء الامس واليوم وغدا؟

ان من الكوارث في خرق النظام الديمقراطي كما يعتقد هو تدخل الجيش في الحياة السياسية , ويعتبر من المنافيات للقيم الدمقراطية , اما في حالة الانفصال فيسمي هذا النمط في العلوم السياسية (بنظرية الانفصال) ومفاد هذه النظرية ان المؤسسة العسكرية يجب ان تبقى منفصلة ماديا وايدلوجييا عن المؤسسات السياسية بالدولة , اما الانشطة العسكرية فتكون في ايدي الحكومة المدنية ؛ ولكن فيما اذا امتد النشاط المؤسسة العسكرية الى باقي صنع القرار السياسي فسيشهد سيطرة عسكرية على المؤسسات المدنية, وبالتالي عسكرة المجتمع والذي سوف يجر الكوارث كما كان النظام البعثي الصدامي الاجرامي .
ان في هذا الكوكب الكثير من الانظمة العسكرية التي لا تفهم الا اسلوب السلاح والقتل والاوامر , وفي مراحل ما تتحول الى مرتزقة تبحث عن المال مقابل اي عمل؟! كما هو النظام في نيجيريا الذي طالما شهد انقلابات عسكرية للسيطرة على السلطة الحاكمة عبر الجنرالات , وتعتبر ذات الاغلبية المسلمة ثم نصارى ومن ثم باقي الاديان , وكانت تحت الاحتلال البريطاني عام 1946الذي كرس التقسيم والتفتيت , مقابل الوحدة والتقارب ,وقد قسم نيجيريا الى ثلاثة اقاليم هي : الاقليم الشمالي ذات الاغلبية المسلمة , والاقليم الغربي , والاقليم الشرقي ذات الاغلبية المسيحية, و مازال هذا التقسيم يؤثر على الواقع في نيجيريا ليكرس الطائفية القبلية والعنصرية , والنموذج العسكري لرئيس النيجيري محمد بخاري وهو جنرال متقاعد ايضا, الذي تربطه علاقات متميزة مع الكيان الاسرائيلي منذ 1992م , وكانت بينهم اتفاقيات ثنائية تنص على تقديم الدعم الامني والتقني , لينعكس ايجابا لأسرائيل بعد ان امتنعت من التصويت لأي قرار يخدم القضية الفلسطينية .
اما العلاقات السعودية ونيجيريا فتتميز كونها جيدة وخصوصا فيما يهم القضايا الاسلامية ؟! وكذلك التعاون في مجال مكافحة الارهاب لتحقيق الامن والاستقرار في العالم؟!!!.
وكذلك لديها علاقات جيدة مع الولايات المتحدة وبريطانيا باعتبارها اكبر مصدر نفط في افريقيا , والتعاون امني على مستوى عالي لحماية مصالحها النفطية ؟!
من هذا المؤجز نستطيع ان نفهم بأن استهداف المسلمين الشيعة من قبل الجيش النيجيري ونظامه هو استهداف (صيهوني وهابي امريكي) وان مركز (الاسرائيلي للتعاون الدولي) له دور فعال في نيجيريا؟!! وكذلك دعم سعودي لحركة (ازالة البدعة واقامة السنة)؟! فاسمها يكفي ما تكنه من عداء وانتهاك حرية معتقدات الاخرين , وهي حركة سلفية متطرفة , تتمتع بالحرية في الطرح والهجوم وهذا ما تشهده مساجد منطقة (كادونا) التي يهيمن عليها السلفيين , وان خطب ائمة مساجدها مشحونة بالكراهية ضد المسلمين الشيعة ؟ وكذلك لديهم قناة فضائية تحرض عبر قائدهم (عبدالله بالالو) استخدام العنف ضد المسلمين الشيعة! كما ايدت استخدام العنف وقمع الجيش ضد المسلمين الشيعة؟!
اما (الحركة الاسلامية النيجيرية) بقيادة الشيخ ابراهيم الزكزكي, فطالما تعرضت للهجوم والاعتقالات والقتل على ايدي القيادة السياسية والعسكرية في نيجيريا ؛ والسبب مناصرتهم للقضايا الاسلامية ومنها القضية الفلسطينية , وما يتعرض من انتهاكات من قبل الكيان الصهيوني لحقوق الشعب الفلسطيني المحتل؟! بعد احياء يوم القدس العالمي , وكذلك مهاجمة الجيش النيجيري حسينية بقية الله مما ادى الى استشهاد العشرات من بينهم ابن الشيخ زكزكي وزوجتة ومساعده وطبيبه , بالاضافة الى اعتقال الشيخ ابراهيم الزكزكي, بعد اصابته اصابات خطرة , ومازال معتقل رغم اصدار قرار بالافراج عنه؟!
واما الهجوم الجديد وليس الاخير, هو احياء اربعينية الامام الحسين ع بمسيرات سلمية خالية من المظاهر المسلحة ؛لكنها جوبهت باستخدام الذخيرة الحية والعنف المفرط من قبل الجيش النيجيري , مما ادى الى سقوط شهداء وجرحى واعتقالات طائفية بحتة ؟! لنتذكر انتفاضة 20 من صفر جديدة ؛ ولكن في نيجيريا , وعلى نفس شاكلة الحكم السياسي العسكري الطائفي المجرم , والداعم نفسه عام 1977م , والان في 2018م؟!!! وقد ادان هذا الاعتداء السافر والمفرط للعنف الشيخ همام حمودي وارسال رسالة الى الحكومة والبرلمان النيجيري حول سياسات التميز والقمع لمحبي ال البيت , كما ادانت الجمهورية الاسلامية الايرانية , وسط صمت دولي واسلامي ؟! كأن التاريخ يعيد نفسه نفس الزمان لكن الاماكن تختلف , وعدو الامس نفسه عدو اليوم , فكما خيم الصمت في اليمن البحرين... واليوم نيجيريا ؟! لتكشف زيف مايدعون من حقوق الانسان وحريته التي تنتهك امام مرءا ومسمع العالم ؟! لكن المصالح فوق دماء الابرياء والمستضعفيين.
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=126525
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 11 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29