• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : عْاشُورْاءُ السَّنَةُ الخامِسَةُ (١٩) .
                          • الكاتب : نزار حيدر .

عْاشُورْاءُ السَّنَةُ الخامِسَةُ (١٩)

   الأَربعون...مسيراتُ السَّلام.
   فعلى طولِ مسيرٍ تجاوزَ [٣٠٠٠] كم في العراقِ وحولَ العالَم لم تشهد مسيراتُ الأَربعين الرَّاجلة التي يشاركُ فيها سنويّاً أَكثر من [٢٠] مليوناً، أَيَّة مشكلةٍ ومن أَيِّ نوعٍ كان! ولَم يتدخَّل حتَّى شرطيّاً واحداً لفضِّ نزاعٍ مثلاً أَو حلِّ خصامٍ.
   كما لم يُعتقلُ حتَّى واحدٌ بسببِ تجاوزهِ على الآخرين مثلاً أَو على الحقِّ العام أَو لأَنَّهُ مدَّ يدهُ على أَموالِ غيره من المُشاة!.
   [وللمُقارنةِ وتوضيحِ الفكرةِ؛ ففي موسمِ الحجِّ في كلِّ عامٍ يُعتقل العشَرات من السرَّاق واللُّصوص لتجاوزِهم واعتدائِهم على أَموال وحاجات الحجَّاج، كما أَنَّ العديد من الحجَّاج يتعرَّضون للمُضايقات والإِهانات والتَّجاوز على معتقداتهِم وأَحياناً للإِعتقالِ من قبل ميليشيا الحزبِ الحاكم (الوهابيُّون) والمُسمَّاة بـ (هيئة الأَمرِ بالمعروفِ والنَّهي عن المُنكر) والذين يتحرَّشونَ ويُفتِّشونَ عقولِ النَّاسِ وقلوبهِم ونواياهُم بحثاً عن حُجَّةٍ للتَّجاوزِ عليهِم)]!.
   وهكذا في أَغلب المسيرات والتجمُّعات المليونيَّة حولَ العالَم!.
   الأَربعون تحمي نفسها بنفسِها وتُنظِّم نفسها بنفسِها وتخدم نفسها بنفسِها وتقودُ نفسها بنفسِها!.
   الأَربعون يُجسِّد السَّلام بكلِّ المعاني؛
   سلامٌ.. فلم يختصمُ أَو يتنازعُ إِثنان!.
   سلامٌ.. فلم تتعرَّض فتاةٌ لمُضايقاتٍ أَو للتحرُّش الجنسي أَو حتَّى لنظرةٍ مُريبةٍ!.
   سلامٌ.. فلم يتعرَّض طفلٌ لأَذىً أَو عجوزٌ لتجاهُلٍ!.
   سلامٌ.. فلم يهدِّد أَحدٌ أَحداً لأَيٍّ سببٍ كان!.
   سلامٌ.. فلقد غذَّت وكرَّست الوِئام والتَّعاون والأُخوَّة والتَّضحية من أَجلِ إِسعادِ الآخرين!.
   سلامٌ.. فلم يتدافع إِثنان ليأخُذ أَحدهُما دور أَو مكانَ الآخر!.
   سلامٌ.. فلم يتحاسد إِثنان أَو يتباغض إِثنان!.
   سلامٌ.. فلم يتصارع إِثنان على سُلطةٍ أَو موقعٍ!.
   سلامٌ.. فلم تُستخدم فيها أَدوات العُنف والإِرهاب حتَّى للدِّفاعِ عن النَّفس، ولو بشقِّ كلمةٍ!.
   سلامٌ..فلم يُغضِبُ أَحدٌ أَحداً أَو يُزعجُ أَحدٌ أَحداً!.
   سلامٌ.. فلقد أَمَّنت التعدُّديَّة والتنوُّع والتَّعارف والتَّعايش بأَرقى أَشكالهِ الإِنسانيَّة والحضاريَّة!.
   الأَربعون سلامٌ إِجتماعيُّ عامٌّ وشاملٌ لا يضاهيهِ نموذجٌ آخرَ أَبداً!.
   والسَّلامُ الذي يتجسَّد في الأَربعين إِنَّما يستلهمهُ النَّاس من روحِ عاشوراء ومن نهجِ كربلاء ومن سيرةِ الحُسين الشَّهيد (ع) تلكَ التي رسمها أَميرُ المُؤمنينَ (ع) بقولهِ {اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنِ الَّذِي كَانَ مِنَّا مُنَافَسَةً فِي سُلْطَان، وَلاَ الِْتمَاسَ شِيء مِنْ فُضُولِ الْحُطَامِ، وَلكِنْ لِنَرِدَ الْمَعَالِمَ مِنْ دِينِكَ، وَنُظْهِرَ الاِْصْلاَحَ فِي بِلاَدِكَ، فَيَأْمَنَ الْمَظْلُومُونَ مِنْ عِبَادِكَ، وَتُقَامَ الْمُعَطَّلَةُ مِنْ حُدُودِكَ}.
    




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=126604
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 11 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 2