• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : شهادة نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
                          • الكاتب : مروة محمد كاظم .

شهادة نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم

كانت الأخبار تتوارى وماتزال خلف سجوفها ، تمدّ يدها قليلًا نحو أيدٍ ليست كأيدي البشر ، كأنها تتزلف لهم ، ولكن إلى متى يبقى بها التأريخ مخدوعًا ، فدموعُ فاطمة ( عليها السلام) انبأت الليل البهيم أنّ حبيبها ووالدها الكريم كان مظلومًا ، وإلى متى يبقى المرء بوجهين فلا بد من يومٍ لسقوط الأقنعة و ارتعاد الفرائص التي تريد النيل من الرسول (صلى الله عليه و آله و سلم ) وابنته الصدِّيقة فاطمة وأولادها(عليهم السلام) لذا لم يمت رسول الله (صلى الله عليه و آله وسلم ) ميتةً طبيعية ، فموتُهُ بادرةٌ أماطت اللثام عن مكائد مناوئيه ممّن كان (الدين لَعِقٌ على ألسنتهم ) ، وجاء قوله تعالى ليستوقفنا على موطنٍ مهم لا يأتيه الباطل وحاشاه، فافصحَ الحكيم تعالى عن شهادة حبيبه المصطفى( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فقال: 《وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ》(آل عمران: 145). فقوله تعالى: ”أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ“ معناه:《أَفَإِنْ مَاتَ بَلْ قُتِلَ》 لأن (أو) هنا للإضراب حيث إن الله سبحانه لا يشكّ حاشاه . ونظيره قوله تعالى: 《وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ》(الصافات: 148) بمعنى أنه أرسله إلى مئة ألف بل يزيدون ..
ثم دوى في مسامعنا صدى هدهد سليمان ينبئ بأخباره الصادقة عن لسان آل البيت(عليهم السلام ) ليفسرَ لنا قول الله تعالى الآنف الذكر ، فهذا ريحانة رسول الله (صلى الله عليه و آله وسلم) الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) يقول:《إني أموت بالسم كما مات رسول الله صلى الله عليه وآله 》[بحار الأنوار ج٤٤ ص١٥٣ ] ، و رُويَ عن عبد الصمد بن بشير عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: 《تدرون مات النبي (صلى الله عليه وآله) أو قُتل؟ إن الله يقول: أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ، فَسُمَّ قبل الموت! إنّهما سقتاه! فقلنا: إنهما وأبويهما شرّ من خلق الله 》[تفسير العياشي ج1 ص200].
و رُويَ أيضا عن الحسين بن المنذر قال: 《سألت أبا عبد الله (الصادق) عليه السلام عن قول الله: أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ، القتل أم الموت؟ قال: يعني أصحابه الذين فعلوا مافعلوا 》 [المصدر نفسه]
كما روى أيضًا علي بن إبراهيم القمّي في تفسيره أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لحفصة في مجريات قصّة التحريم:《كفى! فقد حرّمت ماريّة على نفسي ولا أطأها بعد هذا أبدا، وأنا أفضي إليك سرّا فإنْ أنتِ أخبرتِ به فعليك لعنة الله والملائكة والناس أجمعين! فقالت: نعم ما هو؟ فقال: إن أبا بكر يلي الخلافة بعدي (غصبا) ثم من بعده أبوك ، فقَالَتْ: مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا؟ قَالَ: نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ. فأخبرت حفصة عائشة من يومها ذلك، وأخبرت عائشة أبا بكر، فجاء أبو بكر إلى عمر فقال له: إن عائشة أخبرتني عن حفصة بشيء ولا أثق بقولها، فاسأل أنت حفصة. فجاء عمر إلى حفصة فقال لها: ما هذا الذي أخبرت عنك عائشة؟ فأنكرت ذلك وقالت: ما قلت لها من ذلك شيئا! فقال لها عمر: إنْ كان هذا حقاً فأخبرينا حتى نتقدّم فيه (نُجهز على النبي سريعا)! فقالت: نعم! قد قال رسول الله ذلك! فاجتمعوا أربعةً على أن يسمّوا رسول الله》[تفسير القمي ج2 ص376].
وفعلوا فعلتهم الشنعاء ، و أحرقوا قلب بُنيتهِ الزهراء ، إذ راح الوجه ذو الثغر الباسم الذي يُحيي روحها كلما تعبت ، فروحها لاتهوى إلا الرحيل وراء حبيبها فكيف تسكنُ روح ام أبيها ؟! ، فما كان منها إلا اللحاق والبدار بعده شاكية انقلاب القوم الذين قتلوه عليها فالذي آذى أباها محمد الرسول(صلى الله عليه و آله و سلم ) ليس غريبًا عليه أن يؤذي ابنته فاطمة البتول (عليها السلام ) هي وبعلها خليفة الله في أرضه وسمائه ، أولئك سالبو الألقاب والرتب من البيت المحمدي العلويّ المنتجب...




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=126680
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 11 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28