• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : أخبار وتقارير .
              • القسم الفرعي : عربية ودولية .
                    • الموضوع : ماكرون يحذر من أخطار القومية .

ماكرون يحذر من أخطار القومية

وجّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رسالة مباشرة، وإن ضمنية، إلى نظيره الأميركي دونالد ترامب، محذراً من أخطار القومية والسياسات الأحادية على «إرث السلام» في العالم

، ومنبّهاً إلى أن «الشياطين القديمة مستعدة لنشر فوضى وموت».


جاء ذلك خلال إلقاء ماكرون كلمة عاطفية أمام حوالى 70 من قادة دول، بينهم ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنغيلا مركل، أثناء تجمّعهم عند قوس النصر المشرف على جادة الشانزيليزيه في باريس، إحياء للذكرى المئوية لنهاية الحرب العالمية الأولى التي اعتبرها الرئيس الأميركي «رهيبة» (راجع ص 8).

لكن البليونير النيويوركي تغيّب عن «منتدى باريس للسلام» الذي تلى إحياء ذكرى الحرب، وافتتحته مركل محذرة من تقدّم القومية «ضيّقة الأفق» في أوروبا وخارجها، ومن خطر تشكيك بعضهم بـ «مشروع السلام الأوروبي». وأضافت: «غالبية التحديات لا يمكن تسويتها من خلال دولة بمفردها، ولكن في شكل مشترك. لذلك نحتاج نهجاً مشتركاً. طالما أن العزلة لم تكن الحلّ قبل 100 سنة، كيف يمكن أن تكونه الآن في عالم مترابط»؟

وكان لافتاً أن بوتين أشاد بفكرة طرحها ماكرون لتأسيس «جيش أوروبي»، معتبراً أنها قد «تعزّز الطابع المتعدد الأقطاب للعالم»، علماً أن الرئيس الفرنسي اعتبرها وسيلة لحماية القارة من «الصين وروسيا وحتى الولايات المتحدة». جاء ذلك بعد يوم على احتواء الرئيس الفرنسي غضب نظيره الأميركي، إذ اعتبر الفكرة «مهينة»، وجدّد مطالبته أوروبا بأن «تدفع مساهمتها في الحلف الأطلسي».

وقال ماكرون أمس لشبكة «سي أن أن»: «لا أريد رؤية الدول الأوروبية ترفع موازنات الدفاع لشراء أسلحة أميركية أو معدات من إنتاج صناعتكم. إذا زدنا موازنتنا، فالغرض بناء استقلاليتنا». وكرّر أنه يشاطر ترامب رغبة في «تقاسم أفضل للعبء» المالي لـ «الأطلسي» بين الأوروبيين والأميركيين، لكنه رفض التعليق على تغريدته في شأن «الجيش الأوروبي»، قائلاً: «أفضّل دوماً المحادثات المباشرة أو الردّ على أسئلة، بدل ممارسة الديبلوماسية عبر التغريدات».

وتحدّث ماكرون في خطابه بتأثر وخشوع عن أهوال الحرب، داعياً إلى نبذ «الافتتان بالانطواء والعنف والهيمنة»، ومشدداً على أهمية السلام و «ذهنية التسوية والحوار، للتوصل إلى زمن تفاهم». وحذر من أن «الشياطين القديمة تُبعث مجدداً، مستعدة لنشر فوضى وموت»، وزاد: «الوطنية هي النقيض التام للقومية. القومية خيانة للوطنية. بالقول، مصالحنا أولاً مهما حدث للآخرين، نمحو أثمن ما يمكن لأمّة أن تمتلكه، وما يجعلها تعيش وأن تكون عظيمة: قيمها الأخلاقية. التاريخ يهدد أحياناً بتكرار أنماطه المأسوية وتقويض إرث السلام الذي كنا نعتقد بأننا وقّعناه بدماء أسلافنا».

وكان ترامب رفع شعار «أميركا أولاً»، ووصف نفسه بأنه «قومي». وتفقّد ترامب المقبرة الأميركية قرب باريس، تكريماً للجنود الذين سقطوا خلال الحرب «الرهيبة». وأشاد بـ «الأميركيين الشجعان» والجنود الفرنسيين الذين قاتلوا إلى جانبهم، وزاد: «من واجبنا الحفاظ على الحضارة التي دافعوا عنها، وحماية السلام الذي وهبوه حياتهم قبل قرن».

إلى ذلك، برّر بوتين عدم عقده اجتماعاً منفصلاً مع ترامب، على هامش احتفالات باريس، بأنهما قررا «الامتناع عن عرقلة جدولها الزمني». وأضاف أنهما سيلتقيان على هامش قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين هذا الشهر.

لكن الرئيس الروسي ذكر انه أجرى محادثة «جيدة» مع نظيره الأميركي، مضيفاً أن موسكو تريد حواراً شاملاً مع واشنطن في شأن معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى التي أعلن ترامب الشهر الماضي أن الولايات المتحدة ستنسحب منها، متهماً روسيا بانتهاكها. لكن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف ذكر أن بوتين وترامب لم يناقشا ملف المعاهدة.

كذلك حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أوجه شبه بين ما نعيشه الآن ومطلع القرن العشرين وثلاثيناته، تُنذر بخطر «حصول أحداث لا يمكن التكهّن بما يمكن أن ينجم منها».

ونشر رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم مقالاً في صحيفة «لو جورنال دو ديمانش»، ورد فيه أن «النظام المتعدد الأطراف أساسي لتنمية جهود مكافحة تهديد تغيّر المناخ، وتمويله».

بموازاة ذلك، شارك مئات في احتجاج في باريس على زيارة ترامب، وحلّق خلال الاحتجاج بالون ارتفاعه ستة أمتار يصور الرئيس الأميركي طفلاً غضوباً.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=126804
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 11 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28