• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الحكمة لا تتبدل بالوسائل .
                          • الكاتب : محمد السمناوي .

الحكمة لا تتبدل بالوسائل

إنَّ الله (سبحانه وتعالى ) له القدرة المطلقة، وله العلم المطلق، وله الحكمة المطلقة، لكن رحمته تعالى تشمل عباده ما لم تكن مخالفة لحكمته، بمعنى ان الله تعالى عالم بكل شيء ( وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) [سورة الانعام/الآية: 59] ، وقدرته مطلقة فهو القادر على كل شيء، وحكمته مطلقة، ولكن رحمته تعالى نافذة ما لم تكن مناقضة لحكمته، بمعنى أن الحكمة تُقيّد الرحمة والرّحمة لا تقيد الحكمة، فقد جاء في دعاء الإمام السجاد (عليه السلام) في الصحيفة السجادية في الدعاء الثالث عشر في طلب الحوائج الى الله تعالى: ص68 ((ويَا مَنْ لَا تُبَدِّلُ حِكْمَتَه الْوَسَائِلُ )) بمعنى انه اذا اقتضت الحكمة الالهية مثلا أن يبتلى الإنسان بمرض، فبمقتضى الحكمة تكون المصلحة في مرض هذا الانسان، وحينئذ الوسائل لا تغير الحكمة الالهية، ومن الوسائل مثلا: (الدعاء ، الصدقة، التوبة، الاستغفار، الانابة، الاستشفاع بأهل البيت (عليهم السلام)) هذه الوسائل وغيرها كلها لا تغير حكمته، مادام ان المرض أو الفقر أو عدم استجابة الدعاء هو مقتضى الحكمة بالنسبة لهذا الانسان، فلا تغير الوسائل مقتضى الحكمة الإلهية، ولا تؤثر عليها ولا تقيدها، فلا يترك الله تعالى حكمته إلى ما ليس بحكمة رعاية للرحمة؛ ولذا نجد أن الإنسان قد يدعو كثيرا لكن لا يستجاب له، ولهذا السبب لا تستجاب الكثير من دعواتنا، لان ما ندعو به مخالف لمقتضى الحكمة الإلهية.

وقد ورد في دعاء الافتتاح في شهر رمضان كما في مصباح المتهجد للشيخ الطوسي : ص 564(( ولعل الذي أبطأ عني هو خير لي لعلمك بعاقبة الأمور))، ومعناه ان اجابة الدعاء قد تتأخر لحكمة.

وعلى هذا الأساس أيضا قد لا يستجاب الدعاء أصلا، وذلك لاقتضاء الحكمة الإلهية عدم الاستجابة.

ومعنى ذلك كله ان الرحمة الإلهية تؤثر ما لم تكن على خلاف الحكمة، اَي ان الحكمة مطلقة، لكن الرحمة مقيدة بان لا تكون على خلاف الحكمة.

هذا ما أفاده شيخنا الإستاذ آية الله العلاَّمة حسين النجاتي البحراني في درس الفقه بتاريخ 4/12/ 2017م.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=127857
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 12 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20