• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ماذا تعرف عن نوح بن دَرَّاج؟ .
                          • الكاتب : محمد السمناوي .

ماذا تعرف عن نوح بن دَرَّاج؟

نوح بن دَرَّاج : هو أبو أيوب أبي صبيح بن أبي علي عبد الله النخعي الكوفي كنيته أبو محمد، ولقب بالكوفي  القاضي من أهل الكوفة ولد وترعرع فيها، وتصدى لمنصب القضاء في أماكن متعددة (الكوفة والبصرة ومصر وبغداد في الجانب الشرقي)، عُدَّ من أصحاب الإمام الصادق )ع)، وكان صحيح الأعتقاد إمامياً، ولكنه كان يخفي أمره  في فترة تصديه للقضاء، وكان يفتي ويقضي بالحق  على ضوء القرآن والسنة المطهرة، ولكنه مع ذلك،  فقد عدّه الشيخ الطوسي في كتاب العدة من العامة، ولهذا قال المجلسي عنه موثق(1) ، وخالفه المحدث النوري بما ذهب إليه من كونه ثقة إمامياً، وزاد على ما ذكره  رواية صحة حكمه في الميراث،  بجعل المال للخالة وطرح العصبة كما سوف يأتي، وكان يروي عنه ابن أبي عمير، ومحمد بن السكين(2) ، وقال العلاَّمة : انه كان من الشيعة(3) ، وقد عملت الطائفة برواياته إِنَّ لم تعارضها رواية أُخرى من طرقنا، كما إِنه نوح بن دَرَّاج عاصر ثلاثة من ملوك بني العباس وهم : المهدي والهادي والرشيد .

قال السيد الخوئي (قده): ( إِنَّ الرجل شيعي، صحيح الإِعتقاد، وكان يفتي ويقضي بالحق )(4) ، أما من حيث الطبقة فقد عدة من الطبقة الثامنة(5).

قال محمد بن مسعود : سألت أبا جعفر حمدان بن احمد الكوفي عن نوح بن دراج، فقال : كان من الشيعة، وكان قاضي الكوفة فقال له : لم دخلت في أعمالهم ؟ فقال : لم ادخل أعمال هؤلاء حتى سالت أخي جميلاً يوماً فقلت له : لم لا تحضر المسجد ؟ فقال لي : ليس لي إزار(6).

نوح  بن دَرَّاج  القاضي العادل المجروح:

ورد التعارض في الجرح والتعديل في مدرسة العامة الرجالية، وبين علماء الرجال من مدرسة أهل البيت )ع)، وقد ذهبوا إلى أقوال في جرحهم لهذا الرجل الفقيه القاضي العادل، ومن يطلع على ما سوف تنقله هذه الصفحات عنهم من الحجج الواهية والأقوال الزائفة في النيل من مقامه الرفيع،  ليس له ذنب سوى أنه من أتباع مدرسة أهل البيت )ع)، وهذا هو منهج المخالفين في جرحهم لكل من كان يميل إليهم ( ع) فيقولون كذَّاب وضَّاع كان يتشيع، أو كان رافضياً مبتدعاً، أو غير ذلك من الكلمات الدالة على الحقد الدفين على أتباع أمير المؤمنين )ع)، وأجمل كتاب تم الأطلاع عليه  في هذا الباب هو العتب الجميل حيث ذكر فيه المؤلف(7) جرحهم لأتباع أهل البيت )ع)، وتعديلهم مخالفينهم وأعداءَهم، بل ومن قتلهم، ومن سفكوا دماءهم ظلماً وعدواً، كل ذلك إمَّا إرضاءً لأهوائهم، أو خوفاً من حكامهم، أو ما تقتضيه سياستهم ومصالحهم الشخصية والمذهبية، ومع ما ذكروه من التجريح والتضعيف فقد خالفهم الكثير ممن ذهب إلى وثاقته من نفس المدرسة .

إليك ممن جرح القاضي نوح بن دَرَّاج : -

1-  إبراهيم بن يعقوب قال :الجوزجاني نوح بن دَرَّاج زائغ(8).

2-  عن ابن شرمة عن الشعبي قال : وكان لنوح كاتب، فأخذ حنطة الصدقة فذهب  فطرحها في السفينة فلحقوه فأخذوها منه، وكان يقضي وهو أعمى ثلاث سنين، وكان لا يخبر الناس انه أعمى من خبثه(9).

3-  يعقوب بن سفيان قال : بلغني عن ابن معين قال : نوح بن دَرَّاج كذاب خبيث، قضى سنين وهو أعمى(10) .

4-  عبد الله بن علي بن المديني قال : سمعت أبي يقول : نوح بن دَرَّاج، وأسد بن عمرو، وعلي بن غراب طبقة لم يكونوا في الحديث بذاك، ضعفهم(11).

5-  عبد الله العجلي قال : نوح بن دراج ضعيف الحديث، وكان له فقه(12).

6-  أبو حاتم : ليس بالقوي، ولست أرى أحاديثه في أيدي الناس فيعتبر حديثه، أمسك الناس عن رواية حديثه(13).

7-   البخاري قال : ليس بذلك(14).

8-   قال : أبو زرعة  وأرجو ألاَّ يكون به بأس(15).

9-  قال ابن حبان : يروي الموضوعات عن الثقات حتى ربما يأتي يسبق إلى القلب أنه يتعمد ذلك من كثرة ما يأتي به(16).

10-   قال الدار قطني : ضعيف(17).

11-   قال ابن شاهين : ونوح بن دَرَّاج ليس فيه بأس(18) ، ومن أراد مراجعة ترجمته عند غيرهم فليراجع ما وذكر في هامش هذا البحث(19).

12-   متروك الحديث(20).

13-   يحيى بن معين قال : نوح بن دَرَّاج كذاب خبيث , قضى سنتين وهو أعمى،  وقال العباس أيضّاً : سئل يحيى عن نوح بن دَرَّاج فقال : لم يكن يدري ما الحديث ولا يحسن شيئاً، وكان عنده حديث غريب عن ابن شبرمة عن الشعبي في المحرم يضطر إلى الميتة أو إلى الصيد، ليس يرويه أحد غيره ولم يكن ثقة، وكان أسد بن عمرو أوثق منه، وكان لنوح كاتب، فاخذ حنطة الصدقة فهرب .

وممن ذهب إلى أن نوح بن دَرَّاج كان من القضاة وصاحب رأي  وفطنة وحكمة وله فقه، وقام بتوثيقه نذكر منهم :

1-  عن زكريا بن يحيى قال : كان قاضياً بالكوفة، وكان صاحب رأي ممن أخذ عن أبي حنيفة(21).

2-  وقال جعفر بن محمد الفريابي : وسألته، يعني - محمد بن عبد الله بن نمير-  ، عن نوح بن دَرَّاج، فقال : ثقة(22).

 لا ادري كيف يكون كذّاباً خبيثاً متروك الحديث، وقد قيل في حقه أنه من أصحاب الرأي والحكمة، وكان له فقه، وقد شغل منصب القضاء في البصرة والكوفة وبغداد ومصر(23)؟! وقد  وضع الإِسلام شروطاً لمن يتصدى لمنصب القضاء، خصوصاً حينما تطور النظام القضائي في عصر حكام بني العباس(24) ،  فكان القاضي يحكم وفق مذهب أبي حنيفة هذا في العراق، وفي مصر وفق المذهب الشافعي،  أمَّا في بلاد المغرب وبلاد الشام فكان وفق مذهب مالك، وكان نوح بن دَرَّاج في ذلك العصر يقضي بقضاء يعسوب الدين وإمام المتقين الإِمام علي بن أبي طالب (ع)، وكان مطلعاً على آراء المذاهب الإِسلامية، وكان يعتقد أنّ الفقه الإِمامي هو المتن والأصل؛ لانه نابع من معدن الوحي والنبوة، وما عداه هو الهامش، وهذا خلاف ما كان يعتقده فقهاء العامة من أن الفقه على المذاهب الأربعة هو المتن والاساس، بينما فقه أهل البيت (ع) هو الهامش،  والدليل أنْ الكثير من الأسئلة التي توجه إلى الائمة (ع) في ماهو رأيهم في المسألة أمام الفقه السائد، مما يدل أنّ الرأي الفقهي للعامة هو المطروح رسمياً، ومن يرغب بمعرفة الحكم الشرعي يطرق أبواب المظهرين لأُوامر الله تعالى ونهيه، وهم العترة الهادية (ع) .

ولهذا نجده قد وصف بهذا الصفات المشينة من الكذب والافتراء والخبث، وهو ليس كذلك ؟ !، وإنما بسبب انتمائه لأهل بيت العصمة والطهارة ( ع )، وهناك الكثير من الشواهد التي تثبت انه كان قاضياً عادلاً فقيهاً فاضلاً سوف نذكرها لاحقاً .

يقول  العلاَّمة الفقيه آية الله  الشيخ جعفر السبحاني : ( لا يخفى أن تضعيف وتكذيب الرواة عند بعضهم إنما هو للأخذ بفقه أهل البيت (ع) ورواية آثارهم )(25).

مسؤوليات القاضي في العصر العباسي :

ويمكن ذكر بعض المسؤوليات التي وقعت على عاتق القاضي نوح بن دَرَّاج وهي نفس الواجبات التي من شؤون القضاة في العصر العباسي، كما أُطلقت بعض المصطلحات في عصره كقاضي القضاة، وغيره ، ولا بأس بالإشارة ولو على نحو الإجمال عن لمحة من القضاء في العصر العباسي الذي عاش فيه القاضي نوح بن دَرَّاج النخعي .

منها : الإِشراف على الصلاة في أيام الجمع والأعياد، ومن خلال هذه المهمة يمكن تحديد المساجد الذي كان يصلي فيها نوح بن دَرَّاج، ويقوم بمهام القضاء، أما في الكوفة فكان قضاؤه في المسجد الجامع، وهو مسجد الكوفة،  وفي بغداد في المساجد التي شيدت في عصره، وهي اليوم من المساجد التراثية التي شيدت في العصر العباسي، كجامع المنصور(145هـ ــــ 762م)، وتم إعادة بنائه في عهد هارون العباسي (193هـ ــــ 808م)، وجامع الرصافة (159هـ ــــ 775م) يقع في الجانب الشرقي من الرصافة، ويقع في القرب منه مرقد أبي حنيفة النعمان بن ثابت المتوفى سنة ( 150هـ ـــ 767م )، وغيره من المساجد، وهكذا الحال في المسجد الجامع في البصرة ومصر.

منها : جمع وحفظ السجلات الفقهية .

منها : متابعة شؤون موارد الأحباس وغيرهن، والعديد من المسؤوليات الضخمة التي وقعت على عاتقه، ومع ذلك كانت الهجمات الشرسة عليه من قبل فقهاء السلطة.

القضاء في العصر العباسي:

شهد القضاء في العصر العباسي تطور كبير، بحيث تميز القضاء في هذا العصر بعدة مميزات:

1-  ظهور المذاهب الفقهية الأربعة: بحيث أطلق على هذا العصر اسم (عصر أئمة المذاهب)،  بحيث وضعت أصول الفقه وأصبح القاضي يحكم حسب المذهب الذي ينتمي إليه، حسب المذاهب السائدة في كل منطقة.

2-  أصبح القضاء في هذا العصر متأثراً بالأهواء السياسية، إذ اعتمد بعض الخلفاء على حمل القضاة للسير وفق رغباتهم، فأصبح القضاء أداة للخليفة لتسيير سياسته فعلى أثر ذلك أمتنع الكثير عن الفقهاء من تولي منصب القضاء، وكان أبرزهم أبو حنيفة النعمان.

3-  ظهور منصب قاضي القضاة، بحيث اتخذ العباسيون هذا المنصب وهو بمثابة وزير العدل في عصرنا الحالي، وكانت وظيفته تعيين القضاة في الأقاليم ومناطق الدولة الإِسلامية. وكان أول من عين في هذا المنصب القاضي أبو يوسف يعقوب أبو إبراهيم، بحيث كان يطوف ويتفقد أحوال القضاة، وقد أجبرهم على لبس لباس خاص بهم يميزهم عن الناس.

4-  اتساع سلطة القاضي، اتسعت سلطة القاضي في هذا العصر وأصبح يفصل في الدعاوي والأوقاف، وغيرها من القضايا، بالإضافة إلى تلك التي كان يفصل فيها، مثل الخصومات المدنية والمخالفات الجنائية.

5-  ازدياد عدد القضاة في كل ولاية، بحيث أصبحت في كل ولاية أربعة قضاة يمثلون المذاهب السنية الأربعة(26).

قاضي القُضاة هو منصبٌ ديني ودُنيوي إسلامي ابتُكر خلال العصر العبَّاسي أيَّام خلافة هارون الرشيد بعد أن ظهرت الحاجة المُلحَّة إلى فصل السلطة القضائيَّة عن السلطة التنفيذيَّة بعد أن ازدهرت الدولة الإسلاميَّة وتنوعت مرافقها وتوسعت وصارت الحاجة مُلحة أن يتولى كل شخص في الدولة منصبًا إداريًّا مستقلًّا عن غيره من المناصب، كي يقوم بواجبه على أكمل وجه(27).

قلَّد الخليفة هارون العبَّاسي، منصب قاضي القضاة لأوَّل مرة في التاريخ الإسلامي، إلى الإمام أبي يوسف الذي يُعتبر أوَّل من نظَّم شؤون القضاء باستقلاليَّة إلى حدٍ ما عن السلطة التنفيذيَّة، وأوجد الزي الخاص بالقضاة، وتحددت مهام قاضي القضاة في بغداد، كما كرَّس أبو يوسف مذهب أستاذه أبي حنيفة النعمان في القضاء،  وكان يوجد قاضي قضاة واحد في بغداد، ومع قيام الدولة الفاطمية في مصر، أصبح هناك قاضي قضاة آخر في القاهرة على المذهب الإسماعيلي، ومماليك مصر، أصبح لكل مذهب منالمذاهب الأربعة لاهل السنة، قاضي قضاة،  وكان تقليد قاضي القضاة يتم في احتفال يقرأ فيه عهد الخليفة، وبعد ذلك يُباشر سلطته القضائيَّة، هذه السلطة التي أُضيفت إليها وظائف أُخرى غير قضائيَّة، مثل إمارة الحج والخِطابة والنظر في الجوامع والتدريس ووِكالة بيت المال، والحِسبة، ومشيخة الشيوخ ودار الضرب والأسوار وغيرها، مما يدل على المكانة التي كان يحتلها قاضي القضاة، سواء في بغداد أو القاهرة أو دمشق أو قرطبة حيثُ عُرف بقاضي الجماعة(28).

  إختلاق المنامات الكاذبة:

المنامات ليست دليلاً على وثاقة الشخص وعدمه، فلو أن فقيهاً رأى في منامه أن زرارة ليس بثقة، وتكرر هذا الحال لأيام لا يمكن له أن يقول إنَّ زرارة ليس بثقةٍ والدليل أنّي رأيته في المنام يكذب، فمن الناحية العلمية عدم حجية المنام وبطلانه  شرعاً وعقلاً، أما شرعاً فللروايات الدالة على ذلك(29) ، وأما عقلاً  لاحتمال الخطأ والسهو، فلا يمكن من الناحية العلمية جريان الجرح والتعديل على الرواة والرجال على هذا الأساس، فإذا كان كذلك  لماذا يقوم البعض كما سيأتي بتجريح القاضي العادل الإمامي العالم  الفقيهنوح بن دَرَّاج بسبب انه رأى في منامه  فرساً  تحول إلى حمار؟!.

ولا يُعلم من أين جاء بهذا المصداق الخارجي وجعل نوح بن دَرَّاج هو المقصود؟ فضلاً عن أصل وجودها إِنَّ لم تكن مختلقة ومكذوبة، وما ذكروه في القصة :

قال زكريا : حدثني محمد بن خلف التيمي، حدثنا محمد بن بسطام التيمي قال : كنت اختلف أنا والحسن اللؤلؤي إلى زفير بن الهذيل فرأى اللؤلؤي رؤيا كأنه على فرس هاد، ثم صار على حمار قبيح المنظر، فعبرناها على رجل فقال : تلزمان رجلاً فقيهاً نبيلاً يموت عن قليل،  وتلزمان بعده رجلاً دنيا فمات زفر فلزمنا نوح بن دراج بعده فقال لي اللؤلؤي : ما كان أسرع صحة الرؤيا !(30) .

مروياته من طرق العامة :

1-  روى عن : إسماعيل بن أبي خالد، وزفر بن الهذيل، وسعد بن طريف، وسليمان الأعمش، وعبد الله بن شرمة، وفطر بن خليفة، ومحمد بن إسحاق بن يسار، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، ومسلم الملائي، وأبي حنيفة النعمان بن ثابت ، وهشام  بن عروة(31).

2-  روى عنه : سعيد بن منصور، وعثمان بن أبي شيبة، وأبو نعيم ضرار بن صرد، وإسماعيل بن موسى الفزاري، وعلي بن حجر وغيرهم(32).

3-  وعن نوح بن دراج بسنده عن حبيب بن ذادان عن أبيه أنه قال : دخلت على عمر بن الخطاب وعنده جماعة من أصحاب رسول الله (ص )  ذكروا الشِّعْرَ. فقال:  لهم عمر ؟ من كان اشعر العرب ؟ فاختلفوا في ذلك، ودخل عليهم عبد الله بن عباس، فقال عمر : قد جاءكم ابن بجدتها(33) ،  وأعلم الناس بأيامها، فقال له عمر : مَنْ كان أشعر العرب يابن عباس ؟ قال : زهير بن أبي سُلمى المزني.

 

فقال عمر : هلا تنشدنا من شعره ما يؤيد قولك ؟ . قال ابن عباس : إنَّه مدح قوماً من غطفان يُقال لهم : سِنان،  فقال :

هل لي في تذكر أيام الصبا فندُ    أم  هل  لما فات  من أيامه رددُ

أم هل يُلامنَّ  باكٍ هاج عبرته   بالحِجر إذ شفه الوجد الذي يجد(34).

4-  نقل الحاكم عن نوح بن دَرَّاج : أن الإمام الحسن بن علي )ع) قال في جوابه لمن ذكر أن بداية الأذان هو رؤيا عبد الله بن زيد بن عاصم : ( شأن الأذان أعظم من ذلك، أذَّنَ جبرئيل في السماء مثنىً مثنىً،  وعلّمه رسول الله صلى الله عليه – واله ـــ وسلم، وأقام مرّةً مرّةً، فعلمه رسول الله صلى الله عليه – واله – وسلم)(35).

5-  روي بالإسناد : أن عماراً استأذن على علي ّ )ع) فقال : ائذن له، فلقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه - واله – وسلم) يقول : ( مرحباً بالطيّب المطيّب )(36).

 

مروياته من طرق الخاصة :

روى بعنوان نوح بن دَرَّاج، عن ابن أبي ليلى ، وروى عنه أبي عمير(37) ، وروى أيضّاً عن عبد الله بن أبي يعفور، وروى عنه محمد بن مسكين(38) ،  وروى الشيخ بسنده، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن علي بن محمد ابن مسكين، عن نوح بن دَرَّاج، عن عقبة بن بشير(39).

 لمحة من قضائه:

لم نجد الكثير عن قضائه سوى أنه كان قاضياً عادلاً يقضي بقضاء أمير المؤمنين الإِمام علي بن أبي طالب( ع)، وكان لا تأخذه في الله لومة لائم، فقد عُرف بالشجاعة والصلابة  والإِقدام في تطبيق أحكام شريعة محمد سيد الانام  ( ص )، ووصيه الإِمام علي المقدام ( ع)، ولم يمنعه ذلك لا خوفاً من سلطان، ولا من حاسدٍ بقول زورٍ او بُهتان، ولا من القضاة الظالمين ، ولا تهديد المتوعدين في تصفيته إِنْ عاد في تطبيق قضاء يعسوب الدين الإِمام علي بن ابي طالب ( ع ) - وقد ولي القضاء في الجانب الشرقي من بغداد بعد عزل القاضي عمر بن حبيب العدوي، وقد تم عزل الأخير، وعين بعده حفص بن غياث(40)  - وقد نُقلت  بعضها في كتب العامة، والأخر في الخاصة نذكرها .

ذكر البغدادي عن أبي زيد عمر بن شبة قال : حكم ابن أبي ليلى بحكم، ونوح بن دراج حاضر فنبهه نوح، فانتبه، ورجع عن حكمه ذلك،  فقال ابن شبرمة :

كادت  تزل  بها  من حالق قدم       لولا  تداركها  نوح  بن   دَرَّاج

لما رأى هفوة القاضي أخرجها         من معدن الحكم نوح أيَّ إخراج(41)

وقال أبو بكر الخطيب : ويقال : إنَّ الحاكم كان ابن شبرمة لا ابن أبي ليلى(42) ، وإنَّ رجلاً أدعى قراحاً فيه نخل، وأتاه  بشهود شهدوا له بذلك، فسألهم ابن شبرمة : كم في القراح نخلة ؟ فقالوا لا نعلم، فرد شهادتهم، فقال له : نوح أنت تقضي في هذا المسجد منذ ثلاثين سنة، ولا تعلم كم فيه إسطوانة ؟! فقال للمدعي : أردد عليَّ شهودك، وقضى له بالقراح، وقال هذا الشعر، وكان شريك بن عبد الله إِذا قيل له في ولده ،  قال : من أدب نوحاً دَرَّاج أدب نوحاً(43).

وعلى عهد المهدي العباسي مات له مولى له بنت واحدة وخلّف أثاثاً ومتاعاً وضياعاً، وكان المهدي يحسب أنّ البنت ترث النصف والباقي له لولايته، وقضى نوح بالمال كلّه للبنت، فلمّا بلغ ذلك المهدي دعاه وسأله : ما حملك على ما صنعت ؟ فقال قضيت بقضاء علي بن أبي طالب )ع) فانّه قضى للبنت بالمال كلّه فقيل له في ذلك فقال : أعطيتها النصف بفريضة الله، وأعطيتها الآخر بقوله تعالى : ( وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )(44) سل القضاة والفقهاء عن هذا فإن كنت كاذباً فافعل ما شئت !

فأمر المهدي بإحضار جماعة من القضاة، وغيرهم منهم ابن أبي ليلى وشريك فأحضروا إلى بغداد فسألهم عن ذلك فرووا  ذلك عن علي بن أبي طالب بأسانيد كثيرة .

فقال المهدي لنوح : قد أجزت حكمك في هذه المرة فأن عُدت قتلتك(45)! . حدث ذلك في أيام محمد المهدي الحاكم العباسي، ثم حكم من بعده موسى الهادي ومات، وعلى الكوفة موسى بن عيسى العباسي، فلّما ملك الرشيد أرسله إلى مصر وولّى ابنه العباس بن موسى على الكوفة(46) ، ونوح بن دَرَّاج تلك الأيام على القضاء،  فكأنه عاد لمثل ما سبق منه.

واجتمع لدى الوالي العباس بن موسى : هاشم الصيداني وإسماعيل بن حماد بن ابي حنيفة وعليّ بن ظبيان وأبو بكر بن عياش بن سالم المقرئ، فقال العباس لابن عياش :  يا أبا بكر، أما ترى ما أحدث نوح في القضاء ؟! انّه طرح العُصبة .  فقال ابن عياش : وما عسى أن أقول لرجل قضى بالكتاب والسنة! وكان العباس مستنداً فاستوى جالساً، وقال : وكيف قضى بالكتاب والسنة ؟! . فروى ابن عياش : أنه لما قتل حمزة بعث رسول الله ( ص) عيناً فأتاه بابنة حمزة فسوّغها الميراث كلّه(47).

وكأن الرشيد كان غافلاً عن ذلك، فروى الصدوق أنه سُأل الإمام الكاظم )ع) عن ذلك، ويظهر من الخبر أنه كان في الموسم بمكة، فاستند الإمام إلى قول علي )ع) قال : (ليس مع ولد الصلب – ذكراً كان أو أنثى – لأحد سهم،  إِلاَّ للأبويين والزوج أو الزوجة )، وأن هذا لا يثبت للعم مع ولد الصلب ميراث، ولم ينطق به الكتاب، إِلاَّ أن تيماَ وعدياً وأمية قالوا : ( العمّ والد ) وأيً منهم بلا أثر عن النبي (ص)، ومن قال بقول علي (ع) من العلماء فقضاياهم خلاف قضايا هؤلاء، هذا نوح بن دَرَّاج يقول في هذه المسألة بقول علي (ع)، وقد حكم به، وقد ولاّه الخليفة أقضية الكوفة(48).

فأمر الخليفة بإحضاره، وإحضار من يقول بخلافه : إبراهيم المدني وسفيان الثوري والفضيل بن عياش السمرقندي المكي المجاور، فلعلّهم كانوا  في الموسم بمكة فأقروا أنه قول علي (ع) في هذه المسألة . فقال لهم : فَلِمَ لاتفتون به وقد قضى به نوح بن دَرَّاج ؟  فقالوا : جَسِر نوح وجبنّا ! فهل هم جسروا بعد هذا أم ضلُّوا وأضلُّوا السبيل ؟! ولو جَسِروا لنُقل(49).

وحينما تولى منصب القضاء في الكوفة قد هجاه أحد الشعراء بقوله :

إِنَّ القيامة فيما أحسب إقتربت         إذ صار قاضينا نوح بن دَرَّاج

قفاهُ  يخبر  عنه  أنه    رجلٌ         ما إِنْ غُذي بين بيوم ولا خاج

ولا  غذاه  بألبان  اللقاح  آب         ولا  توكأهُ   فعلان     فرياج(50).

وفي ذات يوم مرّ أحد الشعراء المجانين ويدعى صباح المسوس، وهو من أهل الكوفة، وقد كتب له نوح بن دَرَّاج في فترة تصديه للقضاء فيها بقوله : مرحباً بك يا صباح ولا تعطي شيئاً . فذهبت إليه ذات يوم وقلت له :

أروحُ  بتسليم عليك وأغتدي        فحسبك بالتسليم مني تقاضياً(51).

وروى الشيخ الطوسي بإسناده، عن هاشم الصيداوي،  قال : كنت عند العباس وموسى بن عيسى، وعنده أبو بكر بن عيّاش ... فقال العباس : يا أبا بكر، أما ترى ما أحدث نوح في القضاء، انه ورّث الخال وطرح العصبة وأبطل الشفعة، فقال له أبو بكر بن عياش : وما عسى أن أقول للرجل قضى بالكتاب والسنة(52).

وقيل: إنَّ نوح بن دَرَّاج قد ولي القضاء في مصر، وقد بحثت عن تلك الفترة فلم أجد له ذكراً، ويمكن أن نعثر على تفاصيل أُخرى عن فترة القضاء في مصر سيما إِنْ وقعت بأيدنا مصادر ووثائق تتحدث عن تلك الحقبة من قضاة مصر في القرن الثاني الهجري.

مات نوح بن دَرَّاج سنة (182هـ / 797هـ ) (53) نفس السنة التي توفي فيها علي بن يقطين، قبل شهادة الإمام موسى بن جعفر )ع).

تم الوقوف على قبره في اليوم الرابع عشر من شهر رجب الأصب عام 1435هـ الموافق للرابع عشر من أيار 2014 م، يقع مرقده على أطراف مدينة كربلاء المقدسة ضمن مقاطعة 85 قطعة 49، بجوار المقبرة القديمة المفوضة في الطابو التي تقع على تل اثري في قطعة 50 المسماة مقبرة إمام نوح الممتدة من قرب الضريح، وقد التقيت بسادن الحرم نصر مهدي نشمي البالغ من العمر سبعين عاماً، وقد اخبرنا أن أحد أجداده أدرك إحدى فيضانات الفرات(54) التي تعرضت لها هذه المقاطعة، وكانوا ينتقلون عبر مراكب وزوارق صغيرة .

 جرت عدة توسعيات وتعميرات للمرقد، ولم نعثر على تواريخ في ذلك، إِلاَّ أن البناء القديم  عبارة عن غرفة صغيرة مربعة الشكل تبلغ مساحتها أربعة أمتار ويحيط بها بناء جديد بمساحة 200 متر مربع، وترتفع القبة عشرة أمتار تعلوها منارة صغيرة طولها متر ونصف تقريباً .

ونقل لي سادن الحرم عندما تمت التوسعة بجوار المرقد عثر على رفات، وهياكل عظمية مما يثبت أن هذه المقبرة قديمة، وكان الأهالي يدفنون أمواتهم بجوار القبر الشريف، وتم اللقاء بمجموعة من زوار المرقد،  وهم من أهالي الجنوب، من قبيلة زبيد من عشيرة المعامرة، وقالوا من عادة بعض عوائل هذه القبيلة  لا تذهب إلى زيارة الإمام الحسين)ع) إِلاَّ أن تأتي إلى زيارة هذا المرقد  الشريف في يوم الأحد، في الشهر الثامن، وقد ورثوا ذلك من أسلافهم عبر العصور، وقالوا نحن نعمل في الزراعة، وعندما يتم الحصاد نأتي مباشرة للمرقد، كما انه حصلت العديد من الكرامات الدالة على علو مقام ومنزلة صاحب هذا المرقد .

وعلى يمين القبر معلق على إحدى الأعمدة والاسطوانات قطعة لزيارة المرقد وضعت في التسعينيات كتب عليها نسب السيد محمد بن احمد الموسوي الملقب بـ ( نوح ) وهو من أحفاد الأئمة الأطهار    ) ع)، من نسل جده الإمام موسى بن جعفر )ع), وهو من علماء القرن التاسع الهجري، وقد راجعت السند المذكور في الكتب والمصادر، ولكن لم أحصل على الوثوق والاطمئنان بذلك ؛ لان الكتاب المذكور عليه مؤاخذات واضطرابات لا يمكن الركون إليه، كما إن هذا البحث لا ينفي صحة ذلك، فان الكثير من المراقد قد فقدت تراجمهم  وسيرهم ولكن قبورهم بقيت منسوبه إلى غيرهم، وفي الحقيقة هذه الأمور مهمة جداً تستدعي البحث والتحقيق والتنقيب الأثري لمثل هذه المعالم الإِسلامية المهمة، خصوصاً عندما تكون هناك معلومات تفيد أن هذا المرقد يعود إلى الفقيه القاضي نوح بن دَرَّاج النخعي الذي عاش في القرن الثاني الهجري، وكان يحكم بقضاء أمير المؤمنين علي بن ابي طالب  (ع)، ويمكن أن تكون هذه المقبرة في العصر العباسي، وقد دفن فيها القاضي نوح، وبعد مضي سبعة قرون توفي ودفن فيها  العالم والسيد الجليل محمد بن احمد الملقب بإمام نوح الموسوي، فمن الناحية العلمية لا يمكن لنا أن ننفي مرقد دون الأخر، أو بالعكس فاثبات شيء لا ينفي ماعداه، وهكذا الحال في مقبرة الطارمية ( سميكة) في مرقد جميل بن دَرَّاج الكوفي المتوفى في القرن الثاني الهجري أيضّاً، وبعد ستة قرون توفي السيد جمال الدين بن سليمان المتوفى (سنة 740 هــ) .

 

سر عدم تصدي فقهاء الشيعة لمنصب القضاء إِلاَّ ما ندر:

أثناء انشغالي بكتابة بحث ( القضاء إرث للفقهاء)، و(معجم قضاة الشيعة)، واطلعت على البداية والنهاية لابن كثير القرشي الدمشقي (ت 774هـ)، وكذلك دول الإِسلام لأبي عبد الله الذهبي (ت 746هـ)، وجدت الكثير من فقهاء المذاهب الإسلامية قد تصدوا لمنصب القضاء من القرن الثاني حتى القرن السابع الهجري في بلدان إسلامية مختلفة أذكر منها المدينة والشام والبصرة والكوفة، وبغداد وسامراء، والأندلس وافريقية، ونيسابور ومرو و اصبهان وخراسان، وسمرقند وبخارا، والمغرب والقيروان، وغرناطة والجزيرة وحمص ودمشق ومصر والموصل وطبرستان ونسف وغيرهن .

فذكر ابن كثير في الجزء الثالث عشر أكثر من 46 قاضي، وفي الجزء الرابع عشر ذكر أكثر من 54 قاضي بعضهم يطلق عليه  قاضي القضاة، والأمر المحزن أنك لا تجد ولا قاضياً أمامياً اثناً عشرياً تصدى لهذا المنصب إِلاَّ من كان منهم قد أخفى تشيعه وولاءه لأهل البيت )ع)، وكان على حذر وخوف وتقية، ومنهم القاضي الفقيه نوح بن دَرَّاج،  والسر في ذلك يكمن في  الحكومات عبر التاريخ التي قامت بتهميش الفقهاء للطائفة الشيعية الحقة، وجعلت أحكامهم أحكاماً هامشية مع أنها ينبغي أن توضع في المتن ؛ لان موروثاتهم الفقهية مداركها ومستنداتها من أهل بيت الوحي وهم العترة الهادية (ع)، وهذا ما يحتاج أن نسلط عليه الأضواء، ولأجله تفتح الأقواس، وندرسه دراسة علمية وأكاديمية، وهذا ما سوف نذكره في كتابنا  (القضاء أرث للفقهاء)، وكذلك (معجم قضاة الشيعة ) .

الهوامش والمراجع

[1] -  الوجيزة : 332/ 1999.

2- النوري؛ مستدرك الوسائل : 3 / 275 ، مستدركات علم الرجال ج8 ، ص 90 .

3- الحلي؛ خلاصة الأقوال : 284 .

4- مرجع سابق؛ معجم رجال الحديث :ج20 : 196 / 13133.

5- العسقلاني؛ تقريب التهذيب : ج2 ، ص 308.

6- مراجع سابقة؛ رجال الكشي : 251 / 467، منتهى المقال في أحوال الرجال ج2 ، ص 290 ، اختيار معرفة الرجال : 252 ، الحديث 469. أقول : وربما المقصود من مراد القاضي نوح بن دَرَّاج من انه دخل ( في أعمالهم ) لأجل رفع الشدة والفقر عنهم ، والله العالم .

7- العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل : تأليف السيد محمد بن عقيل العلوي (ت1279هـ -  1350 هــ) ، إعداد وتعليق : صالح الورداني، كتب هذا الكتاب في عصر على احد فقهاء الاباضية –فرقة من الخوارج – وهو الأطفيش الجزائري وقد رد عليه بكتاب ( النقد الجليل للعتب الجميل) حيث دافع فيه عن نهج الخوارج .

8- البغدادي؛ تاريخ بغداد مدينة السلام:  ج11 ، ص 226.

9- مرجع سابق؛ ج13 ، ص318 ، وتهذيب الكمال في أسماء الرجال : ج 10 ، ص360، الإمام الحافظ أبي الحجاج المزني جمال الدين  المزي المتوفى 742هـ .

10- مرجع سابق؛  : ج11 ، ص 226 ، وتهذيب الكمال في أسماء الرجال : ج 10 ، ص360.

11- البغدادي؛ مرجع سابق؛ . س : ج11 ، ص 226 ، م . س:  ج 10 ، ص360.

12-مرجع سابق؛ تاريخ بغداد مدينة السلام: ج11 ، ص 226 ، م . س  ج 10 ، ص360.

13- مرجع سابق؛ ج11 ، ص 226 ، م . س  ج 10 ، ص360.

14- مرجع سابق؛  ج11 ، ص 226 ، م . س  ج 10 ، ص360.

15-                        تهذيب الكمال في أسماء الرجال :ج 10 ، ص360.

16-  مرجع سابق؛  ج 10 ، ص360.

17- مرجع سابق؛ تهذيب الكمال في أسماء الرجال:ج 10 ، ص360.

18- تأريخ أسماء الثقات ممن نقل عنهم العلم : ص 335 ، تصنيف الشيخ العالم شيخ العراق وصاحب التفسير أبي حفص : عمر بن احمد بن عثمان المعروف : بابن شاهين، ( 297- 385 ) حققه وعلق عليه : الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي، دار الكتب العلمية بيروت لبنان , الطبعة الأولى 1406هـ 1986م .

19- تاريخ الدوري : ج2 / 611 , 612 ، تاريخ خليفة 464: ، طبقاته 171 ، علل احمد : ج2 ، ص 12, تاريخ البخاري الكبير : ج8 ، الترجمة 2386، تاريخه الصغير:  ج2 ، 228، ضعفاؤه الصغير الترجمة 379 ، أحوال الرجال للجوزجاني الترجمة 46 , ثقاة العجلي:  ص 55 , المعرفة ليعقوب : ج2 , ص 612, ضعفاء النسائي:  الترجمة 591 ، ضعفاء العقيلي : ص 221 ، ميزان الاعتدال :ج4 ، الترجمة 9133 ، ضعفاء بن الجوزي : ص 165، وغيرها .

20- مرجع سابق؛  وكتاب تهذيب التهذيب :  للحافظ شهاب الدين احمد بن علي بن حجر العسقلاني المتوفى 852هـ ج8 ، ص 555، ضبط ومراجعة صدوقي جميل العطار، دار الفكر للطباعة والتوزيع الطبعة الأولى 1415هـ - 1995م ، التاريخ الكبير للبخاري :ج8 ، 2386 ، الجرح والتعديل: ج8 ، 2213 ، ميزان الاعتدال: ج4 ، 9133 ، تقريب التهذيب : 7205.

21- مرجع سابق؛ تهذيب الكمال في أسماء علم الرجال : ج10 ، ص 361 .

22- مرجع سابق؛ ج10 ، ص 361 ، وكذلك انظر تاريخ بغداد : ج11، ص 226.

23- من مميزات العصر العباسي كثرة القضاة بسبب أنهم جعلوا في كل ولاية قاضياً أو عدة قضاة يقضون بين الناس بحسب مسلكهم الفقهي والمذهبي . انظر تاريخ الإسلام السياسي والديني والثقافي والاجتماعي:  ج2، 293، العصر العباسي الأول في الشرق في الشرق ومصر والمغرب والأندلس 132- 232 هـ ( 749 – 847 م ) تأليف الدكتور حسن إبراهيم حسين مدير جامعة أسيوط سابقاً، وأستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة بغداد، منشورات دار الأندلس للطباعة والنشر والتوزيع بيروت لبنان .

24- أقول: لا ننفي أن بعض خلفاء بني العباس كان يسيس القضاة بحسب رغباته، ولهذا ربما أن سر عدم تصدى فقهاء الشيعة في تلك الحقبة كان لهذا السبب، إِلاَّ من رأى انه كان قادراً على اختراق تلك الصفوف، وجعل أحكام الله تعالى هي الأصل في المرافعات القضائية ومن هؤلاء القاضي نوح بن دَرَّاج والقاضي نور التستري وغيرهما.

25- السبحاني؛ موسوعة طبقات الفقهاء:  ج2 ،  ص 591 .

26- النظام القضائي في الدولة الإسلامية ، ص 5 . pdf  الكتروني . انترنيت .

27- شبارو؛ عصام محمد (1992). قاضي القضاة في الإسلام. بيروت - لبناندار النهضة العربيَّة. صفحة 15.

28- مرجع سابق.

29-   الرؤيا ليست بحجة مطلقاً باستثناء رؤيا المعصوم،  أما غيرها فلا حجية لها ، وإِنْ كانت صادقة، وقد وردت روايات كثيرة ومتواترة من أن دين الله أعز أن يرى في المنام، فقد أشار الامام الصادق)ع) فعن ابن أُذينة، عن أبي عبد الله  ) ع)،  قال : قال : ( ما تروي هذه الناصبة ؟ فقلت جعلت فداك في ماذا ؟ فقال : في أذانهم وركوعهم وسجودهم، فقلت أنهم يقولون إن أُبي بن كعب رآه في المنام، فقال : كذبوا فان دين الله أعز أن يُرى في المنام ) فكأن الإمام  (ع)  أراد أن يقول:  أن المنامات لا يمكن لها أن تكون إحدى مصادر التشريع الإِسلامي . انظر الكافي:  ج3 ، 482 ب النوادر ح1.

30- تاريخ بغداد مدينة السلام ج11، 227 .تهذيب الكمال في أسماء الرجال ج10 ، ص362.

31- مرجع سابق؛ تهذيب الكمال في أسماء الرجال ج 10 360.

32- العسقلاني؛ كتاب تهذيب التهذيب ج8 ، ص555.

33- أي: العالم والمتقن لها .

34- آل خليفة؛ قضاة الكوفة : ج1 ، ص 213 .

35- مستدرك الحاكم: 3 ، 187.

36- مرجع سابق؛ تاريخ بغداد : ج13 ، ص 315 ، تحفة الأحوذي ج 10 ، ص 203 .

37- مرجع سابق؛ التهذيب : ج6 ، حديث 807، باب الزيادات في القضايا والأحكام .

38- مرجع سابق؛ أصول الكافي:  ج1 ، كتاب الحجة 4 باب أن مثل  سلاح رسول الله (ص) مثل التابوت في بني إسرائيل 39 ، الحديث 2 .

39- مرجع سابق؛ التهذيب : ج9 باب ميراث الوالدين مع الأزواج الحديث 1039 ، وكذلك الاستبصار :ج4 ، باب ميراث الأبوين مع الزوج الحديث 536 .

40- الدروبي؛ قضاة بغداد : ج1 ، ص 73 ، خلف بن حيان؛ أخبار القضاة : 3 ، ص 285 .

41- مرجع سابق؛ تاريخ بغداد مدينة السلام : ج11 ، ص 225، تهذيب الكمال في اسماء الرجال ج 10، ص 361.

42- مرجع سابق؛ تهذيب الكمال في أسماء الرجال : ج10، ص 361.

43- مرجع سابق؛ تهذيب الكمال ج10 ، ص 361.

44- سورة الأنفال : آية 75 .

45- ابن طاوس؛ الملاحم والفتن: ص 188، عن المرزباني الخراساني .

46- العصفري؛ تاريخ خليفة : 306 ، الغروي؛ موسوعة التاريخ الإسلامي : ج 7 ، 525 .

47- بمعنى انه لم يورث العصبة إخوة حمزة ، انظر التهذيب : ج6 : 310، 311 وفيه وورثها .

48- تولى نوح بن دَرَّاج  القضاء في الكوفة، بعد وفاة القاضي القاسم بن معن سنة ( 175 هـ 791 م ) . وقيل : سنة ( 180 هـ) انظر أخبار القضاة : 3 / بغية الوعاة : ص 381، قضاة  الكوفة : ج1، ص 210 .

49- الصدوق؛ عيون أخبار الرضا )ع ) :  ج1، ص 81 ، موسوعة التاريخ الإسلامي:  ج7 ، ص 525، 526، قاموس الرجال ج 10 ، ص 408 .

50- النجاشي؛ تهذيب المقال : ج5 ، ص 21، قضاة بغداد : ج1 ، ص 212 .

51- أخبار القضاة : ج3 ، ص  183، ص 325 ، قضاة الكوفة: ج1 ، ص 213.

52- التهذيب : ج6، باب الزيادات في القضايا والأحكام الحديث 857 .

53- ابن سعد؛ الطبقات : ص 171 ، البخاري : التاريخ الكبير : 4 ، 112 ،  الكامل : 2، 97 ، تاريخ بغداد : ، ج13 ، ص 318، محي الدين الحنفي؛ الجواهر المضية : ج 2 ، 202 ، تاريخ الكوفة : ص 215 ، الأعلام : ج8 ، ص 50 ، قضاة الكوفة : ج1 ، ص 213 .

54- لعل في  مستقبل هذا البحث نراجع الوثائق الرسمية الموجود في دائرة الري والموارد المائية حيث يمكن أن نزود بمعلومات عن تاريخ فيضانات الفرات ليتسنى لنا الوقوف والتأكد من صحة تلك المعلومة القائلة أن ناحية الحسينية التي يقع فيها قبر الإمام نوح أو نوح بن دَرَّاج قد تعرضت إلى فيضانات سواء في القرن الثاني أو التاسع الهجري، ولعل المتخصصون في علم الجغرافية والبحوث العلمية لديهم بعض التواريخ التقريبية والله العالم .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=128109
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 12 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28