أوضحت لنا مختلف التجارب التي مر بها العراق وأيضا مختلف الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق وكل الجهات والأحزاب والتيارات التي تتواجد في الساحة السياسية أنه لا يوجد شيء ثابت في حساباتها سوى مصلحتها ولا شيء غير ذلك 

ان أصدق عبارة قرأتها في السياسة " في السياسة لا يوجد صديق دائم ولا يوجد عدو دائم بل هناك مصلحة دائمة " 

حيث رأينا الكثير من الأحزاب السياسية تتحارب وتتصارع فيما بينها من أجل مصلحة معينة تخصهم ولا تخص الشعب فكان أحدها عدو الآخر 

ويبدأ التحريض ضد الآخر وتبدأ الاتهامات الموجهة ضد الطرف الآخر 

وهذا بدوره خلق نوعا من الصراع الاجتماعي بين أبناء الشعب نتيجة لأتباع كل فئة لحزب معين أو جهة معينة وذهب ضحية هذه الخلافات عدد من الضحايا 

كله بسبب خلافات هذه الاحزاب من أجل غاية معينة يبتغون الحصول عليها سواء منصب او أموال او أراضي وغيرها 

نفس هذه الأحزاب رأينا أنها ظهرت بحلة جديدة وأصبحت أحزاب صديقة ومتقاربة ومتوافقة مع بعضها البعض ليس لشيء إلا لكون مصلحتها تقتضي ذلك ، فكأن ذلك العداء زال وانمحى واصبحوا اصدقاء وذهب الابرياء ضحايا وبقيت أسرهم بلا أحد يرعاهم او يعرف أحوالهم ولم تعر الأحزاب السياسية اي إهتمام بهم 

وكثيرا ما أصبنا بخيبات الأمل تجاه احزاب كما نعتقد أنهم هم الأفضل لكن اتضح لنا أن كل الأحزاب على نفس المنهج ونفس المصلحة 

وهذا كله يوضح لنا شيئا واحد ويجب ان يعرفه كل فرد إلا وهو أنه يجب ان لا ينحاز لحزب معين دون آخر ولا لجهة معينة دون أخرى لأن الأحزاب لم ولن تراعي مصالحك مهما قدمت لها ولن تراعي سوى مصلحتها هي فقط فهي الأولى .