• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لماذا يجدون حرياتهم في المنافي ؟! .
                          • الكاتب : د . ماجد اسد .

لماذا يجدون حرياتهم في المنافي ؟!

لم يعد المواطن بعد قرن من حقوق سلبت منه يجد الكثير من ارادة المقاومة، فأما ان ينسحب ويتراجع، وأما ان يندمج عبر المواجهات بجبهة ما من الجبهات التي توفر له الحماية، او حق الحياة، وأما ان يغادر مهاجراً، او منخلعاً من وطنه في المنافي بديلاً عن ارضه وتاريخه ومستقبله!

وليس غريباً ان نجد من يكمل البيت الشعري الذي كتبه ابو القاسم الشابي:

اذا الشعب يوماً اراد الحياة...

بالقول :- فعليه ان يهاجر !

ان مبررات الهجرة التي حصلت من المغرب العربي الى مشرقه خلال القرن الماضي تكاد تعادل سكان البلاد الاصليين! وهي احصائيات تشير الى هجرة : العقول، والمواهب، ورأس المال، واليد العاملة، ولم تترك الا من لم يسعفه القدر، يعالج مصيره الغامض في الارض التي ولد فيها.

وكي لا نسهم بتكرار اناشيد دعائية تنادي بحب الوطن، كالموت من اجله، وكلمات حماسيه تصوره كالفردوس، فأن المعقول والمنطقي كما في الاعراف والشرائع والقوانين، ان هذا الحب هو وحده يمثل القاعدة والبحث عن وطن اخر بديل، ليس الا استثناءاً وكي لا نصدق ان ثمن الحرية هو الموت، والموت فقط علينا ان نعيد تعريف (الحياة) بشروطها .

فسلاسل الانقلابات التي عاشتها الاقاليم العربية بعد انسلاخها واستقلالها من الدوله العثمانيه لم تترك خلال هذا القرن الا ما هو مدون في الاحصائيات، من تخلف في الزراعة والصناعة وفي التعليم والصحة.. الخ، وكلها تتحدث عن درجات تقع في نهاية التقييم قياساً بالكثير من الدول النامية، او التي نالت استقلالها خلال الفترة نفسها.

فلماذا يجد المواطن حريته- بالأحرى حياته وكرامته- في بلدان اجنبية اوربية وشرقية وحتى من دول العالم الثالث ولا يجدها في وطنه الأم..؟!

ان عدد المهاجرين وحده لا يسمح بالمزيد من الجدل، لان الملايين التي هربت، فرت خشية القتل او السجن او المعاقبة، وحدها تحكي المسافة بين بلدان تحرم مواطنيها من حقوقهم الشرعية، وبلدان اجنبية توفر الحياة للأجانب فيها!

هل ( الحرية ) في تلك البلدان من صنع المجهول او من صنع ( الشيطان ) ام صنعتها العقول والارادات والخبرة واحترام حقوق الانسان، وحريات التعبير وتعددية الثقافات والديمقراطية، حتى اصبحت قاعدة لها قوانينها وشروطها، كي يجد المهاجر الهارب من الفقر والمرض والتهديد بالقتل والاذلال والكبت والحرمان والممنوعات... الخ، حياته وحريته هناك ولا يجدها في بلاده...؟

في عالمنا الذي غدا قرية صغيرة، مطلوب منا جميعا ان نعيد قراءة المشهد وقراءة انظمتنا وبرامجنا، وقراءة قوانين انتهاك الحريات، ومعرفة الحقوق الشرعية والواجبات، قبل ان نغادر التاريخ!




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=129105
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 01 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28