• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : القيادة والإرادة!! .
                          • الكاتب : د . صادق السامرائي .

القيادة والإرادة!!

الشعوب والأمم بحاجة لقيادة معبّرة عن إرادتها , وبدون القيادة لا يمكن للشعب  أن يتحقق ويكون , والقيادة تتمثل بقائد مستوعب لتأريخ شعبه وما يختلج في أعماقه من رؤى وتصورات وتطلعات حضارية ونوازع إنسانية , وعليه أن يتمتع بقدرات ومواهب قيادية وكريزما مؤثرة في الناس ومتوافقة مع ما فيهم من إنطلاقات وتوثبات وقدرات.
وبفقدان القائد الحيوي , تتردى الشعوب وتتهاوى في متاهات الخسران والضياع , وتتحول إلى فرائس سهلة على موائد الطامعين بها.
ولهذا تجد القِوى المفترسة تستهدف القادة وتدمرهم أولا , لكي يكون سهلا عليها تدمير الشعب وتمزيقه إربا إربا , ولا يمكنها أن تسمح بوجود قائد يتميز بمواصفات ذات قيمة إنجازية وطنية عالية , لأن في ذلك تعطيل لمصالحها ومفردات إستحواذها على الثروات ومصادر الطاقة والإقتدار.
فالدول تعتاش على بعضها , أو تتطفل على بعضها , ولا يمكنها أن تؤمن بالتكافلية والتفاعلية المتوازنة , لأن قوانين الغاب تفرض سطوتها على السلوك القائم بين الدول. 
وفي الواقع العربي تميَّعَ مفهوم ومعنى القيادة وفقا لدعوات الديمقراطية الوهمية , وتحقق القضاء على أي قائد تتوسم فيه الشعوب قدرة لصناعة الحاضر والمستقبل , بل وتم إذلال كل قائد له أثر ودور في الحياة العربية , وأصبح الهدف طرح ما يسمون بالقادة المعطلين المجردين من أية سمة ذات قيمة إنجازية وإلهامية , وأصبحت بعض القيادات محط إستخفاف وإستهزاء وإذلال , للتعبير عن واقع الأمة وأحوال الشعوب.
فالقائد رمز الشعب وما يصيبه يصيب الشعب , وعندما يُهان القائد فأن الشعب يُهان , ولهذا تجد الواقع متناسبا مع ما حصل لقادته بأنواعهم.
واليوم يعيش العرب أزمة قيادة , وحالة تردي وإنهيار شامل , لتفريغ مفاصل الحياة من القادة الحقيقيين , وحشوها بالمزيفين الذين يمتهنون الفساد ويؤمنون بالإفساد , وخصوصا مَن يدّعون تمثيل الدين , فهم من أفسد الفاسدين , وأبشع المتاجرين بدين.
وهكذا فعندما تعجز الشعوب عن ولادة قادتها القادرين على إستنهاض قدراتها , فأنها تبرُك وتنام وتدوسها الأقدام , ولن تتحرك إلى الأمام , وعليها أن تستيقظ وتدرك قيمة القيادة والإقدام!!
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=129202
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 01 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18