• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : في اسوار التاريخ ومدوناته ويبقى الامل ... ؟ .
                          • الكاتب : د . ماجد اسد .

في اسوار التاريخ ومدوناته ويبقى الامل ... ؟

لو أعدنا قراءة الكتب التي دونت في عصر الكتابة بما شغل الانسان، واجرينا مقارنة بينهما في مجال الواجبات والحقوق ، فهل سيتحتم على الحكماء او من يشتغل في المسؤوليات أن لا يقع في اكثر المفارقات استحالة على التعديل ، أم أن من يرضخ للانظمة ذاتها في ماضيها السحيق وفي حاضرها ... ايضا ؟
ومنها : أن من لا يعمل يأخذ حصة توازي من يكد ، ويشتغل بل واضعافها احياناً ..
وأن من تسرق تسلب وتنهب حصته لا يستطيع استردادها، وان من يسلبها ويواصل عمله من غير رادع ولا قانون . لكن المفارقة تذهب ابعد عندما تزداد اوامر وهيمنة نفوذ الاول ، كي يحافظ على مسافة دائمة بين من هم في المقدمة وبين من هم في القاع ، في الوقت الذي يتحول فيه الثاني الى غالبية صامتة .
ولو عدنا قراءة الواح التاريخ واسفاره سنتذكر من هم في المقدمة بما لا يوازي غالبية الذين وقع عليهم الظلم الا بقليل بما يكفي للابقاء على الحياة .. بعيدا عن شبح الموت ؟
فمن اقترن اسمه في الاعمال الكبيرة عند البحث ليس هو من قلّب المعادلة ، بل هو من عززها ورسخ اسسها وكأنها أوامر هابطة من السماء ؟ هكذا بزغت شموخ الدكتاتوريات وظلماتها عندما يظهر افراد في هذا الركن من العالم او في ذاك ، وفي هذا الزمن او في الازمنة السابقة، فلا يعمل الا على ارساء المسافة بين الحاكم ... والمحكوم؟ التي طالما قورنت بمثال الراعي والقطيع ؟
والمقارنة تذهب ابعد دائما لانها تناور .. وتخاتل .. فهي ماكرة .. وغادرة ايضا .
لان من يرغب ان يعمل بنظام مختلف ويتبنى مفهوم :
لا يأخذ الانسان اكثر من حقه في العمل الذي ينجز ولا مكافئة للذي لا يكد ويشقى ويشتغل ، استناد الى عهد ، وعد ، او كتاب شبيه بالدستور ، او القانون سيجد نفسه وحيدا ؟؟
لكن مسيرة الامم وتاريخ الشعوب بشرت وتبشر بشخصيات ادركت وتدرك ان الواجب الاول ليس - هو - توفير الخبز للشعب بل قيادة الناس الى العمل الذي ينتج الخبز وباقي ضروريات الحياة اليومية ، وصولا الى انتاج الحكمة والمعرفة ؟
توفير سبل العمل هي ذاتها سترسخ العمل بالعدل ، فلا يتم توزيع ( الظلم ) بعدالة ؟
للحفاظ على قانون ان من لا يعمل له حصة الاسد وان من يعمل له حصة العصافير؟
ولا يتم توزيع علامات الاستحقاق الا للذين وضعوا مصالح الشعب في المقدمة وليس للاخرين الى التراب ؟
يقال ان التاريخ عندما يعيد نفسه وينسخها فأنه سيبرهن ان خلل ما وقع في صانعيه ، وفي كاتبيه ، مثلما في العوامل التي ادت الى عدم تعديله حد الدحض والرفض .
لان الشعوب التي نراها تصدر بضائعها وتمتلك الثروات والقوة والرفاهية ، هي الشعوب التي لا ترحم من يتقاعس عن الواجب وقد آمنت : ان العمل هو قانون الانسان الذي يمكث طويلآ .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=129724
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 01 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29