• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الكرام الكاتبين .
                          • الكاتب : حسين الموسوي القابجي .

الكرام الكاتبين

هما الملكان الموكلان بالإنسان، يكتبان ما يلفظ ويعمل وينوي، فعن أبي عبد الله (ع) قال: ما من أحد إلا ومعه ملكان يكتبان ما يلفظ، ثم يرفعان ذلك إلى ملكين فيثبتان من خير أو شر، ويلقيان ما سوى ذلك.
والكرام الكاتبين هم الذين يحفظون ابن ادم من الآفات ومردة الشياطين وهوام الأرض، وذلك للمؤمن والكافر، قال تعالى: {كلا بل تكذبون بالدين * وان عليكم لحافظين * كراما كاتبين}.
وعن أبي عبد الله (ع) في قوله يحفظونه من أمر الله، ثم قال: ما من عبد إلا ومعه ملكان يحفظانه، فإذا جاء الأمر من عند الله خليا بينه وبين أمر الله.
وسال (ع) : ما علة الملائكة الموكلين عباده يكتبون عليهم ولهم، والله عالم السر وما هو أخفى، قال: استعبدهم بذلك وجعلهم شهوداً على خلقه ليكون العباد لملازمتهم إياهم أشد على طاعة الله مواظبة وعن معصيته أشد انقباضاً، وكم من عبد يهم بمعصية فذكر مكانه فارعوى وكف فيقول ربي يراني وحفظتي على ذلك تشهد، وان الله برأفته ولطفه أيضاً وكلهم بعباده يذبون عنهم مردة الشياطين وهوام الأرض وآفات كثيرة من حيث لا يرون بإذن الله إلى أن يجئ أمر الله عزوجل.
مقعد الملكين ومدادهما وقلمهما:
في مسائل ابن سلام إلى أن قال النبي (ص) : مع كل عبد ملكان ملك عن يمينه وملك عن شماله، فالذي عن يمينه يكتب الحسنات، والذي عن شماله يكتب السيئات، قال: صدقت يا محمد، فاخبرني عن مقعد الملكين من العبد وما قلمهما وما دواتهما وما لوحهما وما مدادهما، قال: يا ابن سلام مقعدهما على كتفيه، وقلمهما لسانه، ودواتهما فمه، ومدادهما ريقه، ولوحهما فؤاده، يكتبان اعماله إلى مماته قال: صدقت.
وسأل الصادق (ع) : ابا حنيفة اين مقعد الكاتبين قال: لا ادري قال : مقعدهما على الناجدين، والفم الدواة واللسان القلم، والريق المداد.
وفي بعض صفات عمل الكرام الكاتبين:
قال رسول الله (ص) :اربع من كن فيه لم يهلك على الله بعدهن الا هالك، يهم العبد بالحسنة فيعملها، فإن لم يعملها كتب الله له حسنة بحسن نيته، وان هو عملها كتب الله له عشرا، أو يهم بالسيئة ان يعملها، فإن لم يعملها لم يكتب عليه شيء، وان هو عملها اجل سبع ساعات، وقال : صاحب الحسنات لصاحب السيئات وهو صاحب الشمال، لا تعجل على ان يتبعها بحسنه يمحوها، فإن الله عزوجل يقول {إن الحسنات يذهبن السيئات} أو استغفر، فإن قال استغفر الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم الغفور الرحيم ذي الجلال والاكرام واتوب اليه، لم يكتب عليه شيء، وان مضت سبع ساعات ولم يتبعها بحسنة ولا استغفار، قال صاحب الحسنات لصاحب السيئات اكتب على الشقي المحروم على انه الشقي المحروم.
وعن اسحاق بن عمار عن ابي عبدالله (ع) قال: ان المؤمنين اذا قعدا يحدثان، قالت الحفظة بعضها لبعض اعتزلوا بنا فلعل لهما سرا وقد ستر الله عليهما، فقلت اليس الله عز وجل يقول: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} فقال (ع) : ان كانت الحفظة لا تسمع فإن عالم السر يسمع ويرى.
وسمع ابو إبراهيم يقول (ع) : إذا مرض المؤمن اوحى الله عز وجل إلى صاحب الشمال لا تكتب على عبدي ما دام في حبسي ووثاقي ذنبا، ويوحي إلى صاحب اليمين ان اكتب لعبدي ما كنت تكتب له في صحته من الحسنات.
وعن النبي (ص) قال: ان الله ينهاكم من التعري فاستحيوا من ملائكة الله الذين معكم الكرام الكاتبين الذين لا يفارقونكم الا عند احدى ثلاث حاجات، الغائط والجنابة والغسل.
ونختم بهذه البشارة التي تدل على رحمة الخالق عز وجل للمخلوق، عن النبي(ص) قال: ما من حافظين يرفعان إلى الله تعالى ما حفظا،في اول الصحيفة خيرا وفي آخرها خيراً الا قال لملائكته اشهدوا اني غفرت لعبدي ما بين طرفي الصحيفة.
 
بقلم/ حسين الموسوي القابجي




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=12974
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 01 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3