• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : محطات في قصيدة "الفرقان" للشيخ علي الصفار الفضلي الكربلائي  .
                          • الكاتب : عادل الموسوي .

محطات في قصيدة "الفرقان" للشيخ علي الصفار الفضلي الكربلائي 

    كان لي حوارا مع الخطاط المبدع هادي الدراجي سألته فيه عن المرجع في فن الخط العربي فحدثني عن تاريخ الخط، عن ياقوت المستعصمي وتلاميذه ثم توقف وقال: هناك قصيدة رائعة للشيخ علي الصفار من خمسين بيتا تتحدث عن القرآن وعن الخط وتاريخه وعن مشروع خط المصحف الشريف ووعدني بإرسالها.

   في الحقيقة انا قليل الرواية للشعر واحب سماعه القاء لا قراءته مكتوبا، فأوفى الاستاذ هادي وارسل لي ملفا صوتياً بقصيدة الشيخ فأعيتني كتابتها، وبعد اتصال بجناب الشيخ الجليل علي الصفار زودني بنسخة منها خطية مضبوطة بالشكل .
  استوقفتني القصيدة طويلاً واعجبتني كثيراً، كانت رائعة، استحيفت ان يتضمنها موضوع الحوار وإكتفيت بالاشارة الى مطلعها وبعض الابيات للبيان ونويت ان تكون مستقلة بموضوعها متضمنة لمحطات اتوقف بها كعناوين ومحاور رئيسة وثانوية .
   تضمنت القصيدة خمسين بيتا تطرق الشيخ في النصف الاول منها الى ما تطرق من مضامين عالية، فمن نزول القرآن الى عجائب الايات ونزول الكتاب في ليلة القدر واعجازه اللغوي وعدله بالعترة الطاهرة عليهم السلام الى تبليغ الرسول الكريم صلى الله عليه وآله لكتاب الله وما تضمنه من بيانات شاملة وبلاغة عالية وقصص وامثال وأحكام وبين -الشيخ- اوصافا للكتاب العزيز وعلاقة المؤمنين به من متقين وحفظة وعارفين وفقهاء مستنبطين.
   وفي الحقيقة ان ما احببت التركيز عليه هو ما تطرق اليه في النصف الثاني من قصيدته من خط القرآن وتاريخه وقصة مراجع الخط فيه ذاكرا ابن مقلة وابن هلال وياقوت وتحسر على انتكاسة بغداد واستلابها صدارة خط الكتاب ثم عرج مستلهما من التاريخ الهمة لإعادة المجد للعراق وانه انتدب لهذه المسؤولية والى مشروع كتابة المصحف الشريف بأنامل عراقية بغدادية بخط النسخ لخطاط عراقي من "البودراج" برعاية الوقف الشيعي وتحت ظل النجف الاشرف على مشرفها -امير المؤمنين علي بن ابي طالب- الصلاة والسلام . 

الشيخ علي الصفار:
  هو علي عبد الحسين محمد علي الفضلي الشهير ب(علي الصفار الكربﻻئي)، ولد في كربﻻء المقدسة فجر الخميس الثالث من شهر شعبان 1388 للهجرة -ذكرى وﻻدة اﻻمام الحسين عليه السﻻم-
 حاصل على شهادة الدبلوم تقنية حاسبات، كما ودرس شوطا من المقدمات في الحوزة العلمية، وله ثقافة واسعة في مجاﻻت عديدة ونشاطات كثيرة، وهو عضو مجلس ادارة العتبة العباسية المقدسة في دورته اﻻولى ولمدة ثﻻث سنوات ابتداءا من 2006/10/5، بعدها تسنم منصب معاون نائب اﻻمين العام والمتحدث الرسمي لﻻمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة حتى يومنا هذا.
هو اديب وشاعر وكاتب وباحث ومحقق في مجاﻻت شتى وعلوم مختلفة وله مشاركات واسعة داخل العراق وخارجه، وفي الشعر هو مجيد ومكثر في الفصيح بأغلب فوننه عموديا ومربعا وموشحا اندلسيا وحرا، وباللهجة الدارجة بألوانها ، وهو مبدع في فن التاريخ الشعري حيث ارخ عشرات المشاريع واﻻنجازات والنشاطات للعتبات المقدسة والمزارات والمراقد والمقامات كما وأرخ لكثير من الحوادث والمناسبات، ومن اروع ماكتب قصيدته (عمارة السماء) في 114 بيتا وبقافية بائية موحدة ضمت 24 تاريخا وحسابا ابجديا تحكي مراحل اعمار قبة مرقد اﻻمام علي عليه السﻻم على مدى اربعة عشر قرنا، ومن اشهر قصائده: نشيد العتبة الحسينية المقدسة (نداء العقيدة)، ونشيد العتبة العباسية المقدسة (لحن اﻹباء)، وله عدة دواوين مخطوطة.
  اما في مجال البحث والتأليف والتحقيق فله بحوث ودراسات ومؤلفات نشر قسم منها ومازال اغلبها مخطوطا، وهي متنوعة، قسم منها في التاريخ وقسم في الشعر واﻻدب وقسم في علم المسكوكات وقسم كبير منها في علوم رسم المصاحف ونقطها وضبطها وعلم القراءات، وحازت بعض مؤلفاته وبحوثه على جوائز دولية، ولخبرته واطﻻعه الواسع في هذه العلوم تم اختياره عضوا في لجنة الخبراء الدولية لتدقيق وإمضاء مصحف الجمهورية اﻻسﻻمية وذلك سنة 2015، كما وأضيف الى اللجنة العلمية لمصحف ديوان الوقف الشيعي، وقبل ذلك هو من اقترح على العتبة العباسية كتابة المصحف الشريف وقدم مقترحه في  27 شهر رمضان سنة 1430 للهجرة شريطة ان يكتب المصحف وفق القواعد والضوابط اعتمادا على اﻻصول وأمهات كتب الرسم والنقط والضبط والوقف واﻹبتداء ومعرفة الراجح من المرجوح ﻻ أن تكون الكتابة نسخا حرفيا عن مصحف آخر دون بحث وتحقيق تﻻفيا لﻻشكاﻻت الواردة في كتابة المصاحف في عصرنا وكثرة مخالفات النساخ واللجان، ولﻷسف لم يتفهم احد عمق هذا المشروع وأهميته للعراق بل لﻷمة اﻻسﻻمية وسارت اﻻمور بالحال اﻷدنى وهو النسخ بأنامل عراقية فقط وفقط كما هو الحال في المصحف الشريف للديوان الموقر وإن كان هذا العمل بحد ذاته يعد انجازا .
قال الشيخ في "الفرقان" :
نور تجلى فشق الليل والحجبا
              وأمطر الكون من آياته شهبا
من مكمن العرش قد جائت تطل به الأ
          ملاك صبحا على الافاق قد نصبا
ذاك القران كلام الله ما تليت 
                 آياته الغر إلا كانت العجبا
هلت به السبع في العليا وقد شهدت
            اشراقه والفضا من طيفه رحبا
وانزل النور في شهر له اثر
           وليلة في مداها النور قد سكبا
وفاض من كأسها الإكسير ممتزجا
             بلب إعجاز وحي أعجز الخطبا
ماضمه غير قلب طاهر أبداً 
          ضم الوجود وساد العجم والعربا
كلاهما الآية العظمى لبارئنا 
                 كلاهما للنجاة ارسلا سببا
ترتيلة الوحي خير الخلق رتلها 
          فذابت النفس في أصدائها طربا
وبلغ المصطفى كل الملا سورا 
         لذاك شكر الملا للمصطفى وجبا
قد أنزل الله قرءانا به اجتمعت
        كل البيانات فإستوفى الندى وربا
وماز بين وجود مشرق ألق 
                 وبين ظل فناء معدم رسبا
واحكم الأمر بالفرقان بينهما
           ومن أراد المنى من نبعه شربا
قد أنزل الله فرقانا به سور 
              ياسعد قلب إليها حج واقتربا
وفيه مافيه حدث لست تبلغه 
          فكل من سابق الإعجاز قلت: كبا
وكل من قارع الفصل المبين هوى  
             وسيفه دون حد المحكمات نبا
وكل من قال قولا فيه عن عمه
           ضاق الفضاء به من بعد مارحبا
هو البلاغ في طياته قصص 
        فيها المغاني لمن شاء العلا نسبا
هو البيان وفي أمثاله حكم
       فيها الأماني وقد أسرى لها النجبا
هو الحقيقة في الألفاظ كامنة 
        هو المعاني؛ هو الأكسير إن طلبا
هو الحياة؛ هو النهج السديد ألا
     ترى مريديه حازوا في المدى الرتبا
هو الكمال؛ هو الميثاق من أزل 
      هو الجمال الذي إقتاد الهوى وسبا
هو الخلود وجنات النعيم بلى 
         من صانه طاب في الدارين منقلبا
لذاك سارت به الركبان حافظة 
            وصار للأتقيا دون الورى حسبا
والمؤمنون سمو في أفق طلعته 
     طاروا به في الأعالي مثل طير دبى
والعارفون على اعتاب قبلته
        هووا سجودا وحار الفكر إذ وصبا
وغاص من غاص في أعماق أبحره
           مستخرجا دررا؛ مستخلصا ذهبا
هو القرآن فحدث لست تبلغه
              أللبراق تضاهي خيلك الشزبا
ورغم ذلك نسري في هداه ولن
                  نحيد عنه وفي آياته عجبا
نضمه في حنايانا ونلثمه
          نتلوه، نشدوا به، نلوي به النوبا

ثم قال الشيخ :
نخطه ومآقينا له ورق
         وحبرنا من قلوب العشق ما نضبا
ولليراع حديث سوف اجمله 
          ب(نون) إذ أقسم الباري به فربا
لذلك فنحن إستللنا في كتابته
             من الضلوع يراعا مثل حد ظبا مستلهمين من التاريخ همتنا
            حيث العراق لهذا الفن قد ندبا

 مشروع كتابة المصحف الشريف بأنامل عراقية :
1- عقد الاجتماع الاول لمناقشة فكرة المشروع يوم الخميس 2908/5/8 بإدارة الاستاذ عادل الكناني المدير السابق لمركز علوم القرآن .
وقد عرض الاستاذ عادل الكناني فكرة خط المصحف الشريف بأنامل عراقية وان مركز علوم القرآن الكريم سيتبنى هذا المشروع الذي خطط له من قبل السيد محمد صالح الحيدري الرئيس السابق لديوان الوقف الشيعي .
2- تم الاتفاق على اجراء مسابقة بين مجموعة من الخطاطين فتم دعوة 23 خطاطا من جمعية الخطاطين العراقيين في 2008/5/29 وتم تسليم الخطاطين 4 صفحات من القرآن الكريم مستنسخة من مصحف المدينة .
3- بتاريخ 2008/7/3 تم اختيار افضل ثلاث خطوط وكانت للخطاطين : 
- هادي كاظم الدراجي .
- محسن عبد الرحمن مهاوي .
- فؤاد احمد السامرائي .
  اشار الاستاذ عادل الكناني الى ضرورة اختيار احد الخطاطين فقدم الدكتور عبد الرضا بهية مقترح اجراء مسابقة لخط جزء كامل من القرآن الكريم .
4- في 2008/11/22 عقد اجتماع في مقر المركز برئاسة الاستاذ عادل الكناني وحضور اللجنة التحكيمية والمرشحون الثلاثة .
5- في شهر كانون الثاني 2009 عقدت اللجنة التحكيمية جلسة تدقيق وفحص ومقارنة وتوصلت الى تسمية الفائز الاول فكان هو الخطاط هادي الدراجي وتم التعاقد معه للمباشرة بخط المصحف اعتبارا من 2010/3/1 .
6- بتاريخ 2010/2/1 رفع الاستاذ عادل الكناني مطالعة الى السيد رئيس ديوان الوقف الشيعي تضمنت عدة مقررات كان منها تشكيل اللجان : 
- الادارية والمالية .
- اللجنة العلمية .  
- اللجنة الفنية .
7- في 2010/7/20 بدأت عملية التحقيق الفني للصفحات الاولى .
8- في 2013/10/20 تم انجاز الجزء 30 من القرآن الكريم .
9- بالنسبة للزخرفة نفذها الدكتور عبد الرضا بهية وفي تشرين الاول 2016 تم تكليف المصمم الاستاذ بسام بنانة لتهية المصحف للتصميم الطباعي . 
10- في 2018/6/3 تم تسليم نسخة القرآن الكريم الى السيد علاء الموسوي رئيس ديوان الوقف الشيعي .

الحبر : 
   يرجع استخدام الحبر في الكتابة إلى أكثر من 2500 سنة قبل الميلاد ، ويعد المصريون والصينيون من أوائل الشعوب التي استعملت الحبر، وكانوا يصنعونه من معلقات مواد طبيعية مختلفة كالفحم والسناج “سخام المصابيح” وغيره محلولاً بالماء والصمغ، والفحم كما هو معلوم مقاوم لعوامل التخريب الطبيعية كالنور والرطوبة والهواء وبالتالي فقد أمكن حفظ كتاباتٍ كثيرةً على مرّ الزمن.

اليراع:
   نوع قصب تصنع منه اقلام الخط .
القلم الجاوي :
 قلم خط مأخوذ من شجرة الجاوا وهو اسم لجزيرة من جزر اندنوسيا .

قال الشيخ : 
فكان ما كان في بغداد إذ كتبوا
            آي الكتاب قرونا شقت الحجبا
حيث (ابن مقلة) ماقصت أنامله 
         فالدهر يذكرها والسيف قد عطبا

 ابن مقلة :
  ابو علي محمد بن علي بن الحسن المعروف بإبن مقلة، ومقلة هي امه كان والدها يدعوها بمقلة ابيها، ولد ببغداد سنة 272 هج ، هو من اسرة عملت بالخط زمنا طويلاً، كان جده خطاطا وكذلك والده ومن اساتذته اسحاق بن ابراهيم صاحب " تحفة الوامق" 
   ابن مقلة رائد ومؤسس لقواعد خط الثلث والنسخ وبلغ في خطه شأنا عظيماً ودرجة عالية حتى وصف بأنه اجمل خطوط الدنيا وعنه انتشر الخط في مشارق الارض ومغاربها وعلى طريقته سار الخطاطون من بعده .
  تولى الوزارة في عهد المقتدر بالله العباسي سنة 316، ولوشاية نفي الى فارس وصودرت امواله، وفي عهد القاهر بالله استدعاه واستوزره سنة 320، اتهم بمعاضدة الخارجين على الخلافة ففر واختفى، ولما آلت الخلافة الى الراضي بالله ولاه  الوزارة سنة 322، ولوشاية أيضاً قطع الخليفة يده اليمنى .
   قطعت يمينه ولم يقطع عنها الخط فكان يشد القلم على الساعد وايضا كان يمرن اليسرى حتى لم يمكن التمييز بين ماخطه بيمينه عن ما خطه بشماله .
   تعرض ابن مقلة لمحن شديدة وقاسية، قطع لسانه، وكان يستقي لنفسه من بئر فيجذب الحبل باليسرى جذبة وبفمه جذبة اخرى، ولما مات ودفن نبش قبره ودفن في مكان اخر ونبش ودفن في مكان ثالث .
  ابن مقلة عاش خطاطا وتولى الوزارة ثلاث مرات ودفن ثلاث مرات، وكان كثيرا ما يرثي يده حسرة ويقول هي التي خطت القرآن مرات فقطعت كما تقطع أيدي اللصوص .

قال الشيخ :
وفيه من قبل في التاريخ عن ثقة 
         حدثت وابن هلال يمتطي السحبا

 في هذا البيت يشير الشاعر " من قبل .. حدثت "الى كتابه المطبوع " المصحف الشريف المنسوب الى علي بن هلال البغدادي" وهو دراسة واسعة في 401 صفحة يحقق فيها الجزء الاول من المصحف الشريف المحفوظ في خزانة العتبة العباسية المقدسة والمنسوب خطه
الى ابن البواب وهذا الكتاب حاز على الاعجاب وحاز على عدة جوائز دولية.

 قال الشيخ :
قد خط ستين قرآنا وأردفها 
            بأربع قبل أن يخبو، تراه خبا ؟
(رديت يابن هلال والردى عرض)
        قد قالها (المرتضى) بالله محتسبا

  ابن هلال :
ابو الحسن علي بن هلال، عاش في بغداد ولاذكر لتاريخ مولده عرف بإبن البواب وهي مهنة والده، عمل مزوقا للبيوت ثم بزخرفة وتصوير الكتب ثم تخصص في فن الخط فبرع وتميز على من سبقه وابهر من كان بعده، كان من اعاظم الخطاطين بالعربية، خط 64 مصحفا توفي عام 413 هج ودفن ببغداد، رثاه الشريف المرتضى : 

رديت يا بن هلال والردى عرض 
          لم يحم منه على سخط له البشر
ماضر فقدك والايام شاهدة 
              بأن فضلك فيه الأنجم الزهر

  لقد ضمن الشاعر -الصفار- شطرا من قصيدة السيد المرتضى في قصيدته "الفرقان" واشار الى قائله -السيد المرتضى- لبيان مكانة ابن البواب ليقف مثل المرتضى ناعيا له .

قال الشيخ :
وجاء (ياقوت) والإبداع حلته
             وصار للآي في الآفاق مكتتبا
وصاغ أحرفه نورا وعلمها
             للمبدعين وقد أوفى بما وهبا

ياقوت :
 جمال الدين ابو المجد ياقوت بن عبد الله الرومي المستعصمي الطواشي البغدادي الملقب بقبلة الكتاب، خطاط شهير وكاتب واديب، تعلم على يد صفي الدين عبد المؤمن وعلى زكي الدين عبد الله بن حبيب، عاش حياة هانئة في دار الخلافة حتى اجتاح المغول بغداد سنة 656 هج ثم ما لبث ان نال حضوة عند رئيس ديوان الممالك علاء الدين عطا الذي عينه خازنا في دار الكتب .
  كان دائم الكتابة تتلمذ عليه كثيرون منهم كمال الدين بن عبد الله الاصفهاني ونجم الدين البغدادي واحمد السهروردي ومبارك شاه بن قطب البغدادي وعبد الله الصيرفي ويوسف بن يحيى الكوفي، توفي ياقوت في بغداد عام 696 وقبره مجهول.

قال الشيخ : 
وبعده سلبت بغداد وانتكست 
                 وخطها لكتاب الله قد سلبا
واليوم عدنا وعاد الطرس مؤتلقا
                ولليراع حديث أعجب الأدبا
لنكتب اليوم قرءانا نبغدده 
         بريشة (النسخ) حتى نبعد الكربا

طرس الكتاب ( بفتح الطاء والراء والسين ) : كتبه 
طرس الكتاب (بتشديد الراء ) : اعاد الكتابة على المكتوب الممحو .
الطرس : ( بكسر الطاء وسكون الراء ) : الصحيفة (ورقة الكتابة)
بدأت صناعة الورق من الكتان في الصين ثم انتقلت الى سمرقند وسمي ورق الكتابة الصيني ب " الكاغد"، وقيل ان اول مصنع للكاغد تأسس في بغداد بأشارة من الوزير الفضل بن يحيى البرمكي في خلافة هارون العباسي سنة 178 هج وامر بإحلال ورق الكاغد محل القراطيس في الدواوين، والقراطيس هي اوراق الكتابة المصنوعة من ورق البردي وهي صناعة مصرية .

خط النسخ : 
ويسمى أيضاً البديع، المقور، المدور : من الخطوط العربية يجمع بين الرصانة والبساطة وامتاز بإيضاح الحروف واظهار جمالها وروعتها، سمي بالنسخ لكثرة استعماله بنسخ الكتب، اعتنى به المسلمون منذ العصور الاولى وكتبوا به المصاحف .
   وضع قواعد النسخ ابن مقلة وجوده الأتابكة ونمقه الاتراك وعلى رأسهم الحافظ عثمان، نقله الى مصر محمد عزيز الرفاعي ونقله الى العراق ماجد الزهدي، برع فيه من العرب : الخطاط محمد حسين البابا، الخطاط محمد مكاوي ، وبرع فيه من العراق الخطاط هاشم محمد البغدادي وتلامذته .

قال الشيخ :
إذ يمتطي من بني (دراج) سرج منى
         يصوغ (هادي) حروفا تبهر الرقبا

عشيرة "البودراج" :
تنتمي عشائر البودراج في اصولها الى بني ربيعة .
اصل التسمية يعود الى دراج بن محمد بن ناصر بن شوهين المولود سنة 1290 م .
البودراج عشيرة كبيرة مساكنها مترامية الأطراف لها امتدادات في جميع المحافظات وخصوصا ميسان وبغداد، الموطن الرئيس "كميت" .
  انتقل غالبية اهلها او الثقل الاكبر منهم الى بغداد بداية الخمسينات واستوطنوا جانبي الكرخ والرصافة، فنزل " البو خضير" شرقي بغداد في مدينة الصدر والمعامل ونزل "البوگمر" مدينة الشعب ونزل "البو غيث" شمال غربي بغداد في مدينة الشعلة ونزل "الكولبة " وباقي اطياف العشيرة وحلفائهم مناطق متعددة في بغداد .
   وصفت التقارير البريطانية عام 1920 عشيرة البودراح بأنها من العشائر التي يصعب التعامل معها ووصفت الشيخ مطشر الفيصل بأنه كثير القلاقل مولع بالفتن ضد الاحتلال ووصفت افراد العشيرة بأنهم قساة عتاة لايخضعون لقانون ابدا .

الخطاط هادي الدراجي:
هادي كاظم نايف الدراجي، مواليد بغداد 1977، بكلوريوس فنون جميلة قسم الخط العربي والزخرفة 2002-2001 ، عضو جمعية الخطاطين العراقيين، جوائز ومراكز متقدمة في عدة مشاركات ومسابقات عراقية ودولية .
 اوكلت اليه مهمة خط المصحف الشريف بعد ان حاز المركز الاول في مسابقة مشروع خط المصحف الشريف بأنامل عراقية .
المركز الاول في مسابقة "اريسكا" لخط المصحف الشريف التي اقامتها رئاسة الشؤون الدينية التركية واوكلت اليه مهمة كتابة المصحف الشريف والذي باشر فيه في 2018/12/5 والمؤمل اكماله بعد ثلاث سنوات .
قال الشيخ : 
في ظل ديوان وقف ظله نجف 
               حيث الامام علي سيد النقبا

الوقف الشيعي : 
 ديوان الوقف الشيعي في العراق هو المؤسسة المسؤولة عن الأوقاف الشيعية في العراق بعد حل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية العراقية عام 2003م، نظراً لإلغاء وزارة الأوقاف والشؤون الدينية السابقة، وتوزيع مهامها على دواوين الأوقاف والطوائف المختصة، وشرع قانون تأسيس ديوان الأوقاف والشؤون الإسلامية من أجل تنظيم الأوقاف الإسلامية وشؤونها وتم تحديد مهامه وتقسيماته وتشكيلاته بناء على ما أقره مجلس النواب وصادق عليه مجلس الرئاسة واستناداً إلى قرار مجلس الحكم المؤرخ في 22 تشرين الأول 2003م.
   تشرف هذه المؤسسة على دور العبادة الشيعية والحسينيات والمزارات الشيعية في عموم العراق ويتم تعيين رئيسها من قبل رئيس الوزراء، وهو بمنصب وزير ويرأسه حاليا السيد علاء الموسوي.
  تبنى الوقف الشيعي في عهد رئيسه السابق السيد صالح الحيدري مشروع كتابة المصحف الشريف بأنامل عراقية .

قال الشيخ:
وتم خطا وشهر الله وقعه 
             وليلة القدر منه فيضها إقتربا
وعد وتم فتنزيل وخط هدى
             توافقا هاك وعدا طاب منقلبا

- انجاز المشروع:
بتاريخ 2018/6/3 الموافق 18 رمضان 1439 اي ليلة التاسع عشر وهي احدى ليالي القدر المباركة سلم مدير المركز الوطني لعلوم القرآن في الوقف الشيعي الدكتور رافع العامري رسمياً، المصحف الشريف الذي تم خطه بأنامل عراقية إلى رئيس ديوان الوقف الشيعي سماحة السيد علاء الموسوي،  وقال مدير الإعلام والعلاقات العامة بالديوان: "ان مشروع كتاب القرآن الكريم بأنامل عراقية تم تنفيذه من قبل المركز الوطني لعلوم القران الكريم في الوقف الشيعي على مدى سنين عديدة وان هذا العمل الكبير يعد الأول من نوعه في العراق إذ لم يسبق أن أنجز خط القرآن الكريم بيد خطاط عراقي".
   قال الدكتور سميح عثامنة - رئيس اللجنة الدولية لمراجعة المصاحف في العالم الاسلامي : " ان لديوان الوقف الشيعي الحق في الاحتفاء والافتخار بهذا المنجز الكبير الذي استغرقه عشر سنوات من الجهد والسعي الدؤوب، ولا نستغرب من العراق بلد العلم والعلماء ومصنع الحكماء صاحب الارض الطيبة التي بذرتها كانت من الأنبياء والمرسلين والأئمة الاطهار ان يحقق هذا الإنجاز العظيم الذي يعكس في حقيقته ذلك الوهج الاسلامي الذي كان ولا يزال متجذر في عروق علماء العراق ومبدعيه "

قال الشيخ :
زد واو وعد فنور البدر ارخها:
             ياليلة القدر وحي الله قد كتبا
                    1439 هج
وخطت الشمس في تاريخها أزل
                 قرءاننا نوره والله ما غربا
                   2018 م 

 حساب الجمل :
 هي طريقة لتسجيل صور الأرقام والتواريخ باستخدام الحروف الأبجدية، إذ يعطى كل حرف رقما معينا يدل عليه، فكانوا من تشكيلة هذه الحروف ومجموعها يصلون إلى ما تعنيه من تاريخ مقصود .

طريقة الحساب :
- الاحرف : (أ ب ج د ه و ز ح ط ) تقابلها الارقام 1، 2، 3 وهكذا الى 9 على التوالي .
- الاحرف : ( ي ك ل م ن س ع ف ص) تقابلها الارقام 10، 20، 30 وهكذا الى 90 على التوالي .
- الاحرف ( ق ر ش ت ث خ ذ ض ظ غ )
تقابلها الارقام 100، 200، 300 وهكذا الى 1000 على التوالي .
 استخدم المسلمون هذا الحساب في تثبيت التاريخ وارخ الشعراء الاحداث المهمة والجليلة بأشعارهم حيث يبدأ حساب الجمل بعد كلمة دالة على التاريخ .
  وفي هذه القصيدة ارخ الشيخ علي الصفار تاريخ إنجاز مشروع خط المصحف الشريف بأنامل عراقية - ارخه- بحسب التقويمين الهجري القمري والميلادي الشمسي .

- بيت التاريخ بالحساب الهجري :
زد واو وعد فنور البدر أرخها:
                     (ياليلة القدر وحي الله قد كتبا ) 
(و+ ياليلة + القدر + وحي + الله + قد + كتبا) =
(6+481+335+24+66+104+423)
 = 1439 هجرية .

- بيت التاريخ بالحساب الميلادي:
وخطت الشمس في تاريخها: (أزل
                              قرآننا نوره والله ما غربا) 
(ازل + قرءاننا + نوره + والله + ما غربا) =
 ( 38+403+261+72+1244 )
= 2018 م

  انهى الشيخ علي الصفار الفضلي الكربلائي قصيدته في 11 ذي القعدة 1439 ذكرى ولادة الامام السلطان علي بن موسى الرضا عليه السلام واعتقد ان من التوفيق ان تكتمل سطور هذه المقالة عند مشهد الامام علي بن موسى الرضا صلوات الله وسلامه عليه .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=129912
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 02 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19