• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : قراءة في كتاب .
                    • الموضوع : الشاعر والروائي أرشد توفيق يكتب عن رواية الساخر العظيم لأمجد توفيق .
                          • الكاتب : أرشد توفيق .

الشاعر والروائي أرشد توفيق يكتب عن رواية الساخر العظيم لأمجد توفيق

اذا كانت الخمرة زمن العنقود ،
 فإن زمنا آخر تكسرت عقارب ساعاته  ليصبح كاللعنة
يسخر منا وتسخر منه لأنه لا يعني نموا أو خطوات إلى الأمام ، وإنما يعني في أبسط معنى له تدمير قواعد الحياة كلها ، والوقوف على حافة مجهول ، لا يبعث إلا على التشاؤم . 
هذه علامة الزمن الرديء كما سمي منذ عقود .
ماذا نفعل بهذا النص الروائي الذي لم يكتب للتسلية أو المتعة عدا بعض مقاطع الهوى التي يتفاعل معها الكاتب وتنقل عدواها إلى القارئ .
 ان مثل هذا النص وهو يعالج حالة قريبة تجعلنا نفتح اعيننا اكثر لنفهم بهدوء مريب ما جرى وما يجري .
ما الذي يحصل اذا اكتشف المسلم انه ينحدر من عائلة يزيدية ؟
وما الذي يحدث إذا اكتشف العربي فجأة انه من اصل تركي أو فارسي ؟ لا بد ان مثل هذه الحقائق تبعث على تأمل عميق جدا ..
وعلى ( اعادة برمجة المرء ) لكي ينسجم مع نفسه في مصالحة من نوع خاص .
تبدو مخطوطة الجد وقراءتها اشبه بحكايات الف ليلة وليلة لولا انها اقتحمت بزمن اخر تمثله ( بهار ) رغم ان لديها الخيط الاقوى في الحكاية نفسها ..
 هذا الانتقال يفسر لنا ايضا كيف ينتقل امجد من البيت الموصلي العتيق إلى بيروت ومدن أخرى تحاك فيها مؤامرات وتبرز شخصيات لا تملك غير نقدها الحرام لتمتلك وسائل الإعلام..
وهي حالة جديدة في مجتمعنا افرزها ودعمها ومولها الاحتلال ..
 وأصبح الكتاب والأدباء والمبدعون في شتى المجالات يعملون لدى هؤلاء الأميين ، بل إن البعض أطال لحيته وقصر من قامته لينسجم مع الوضع الغريب ..
الزمن يسخر منا ونحن نسخر منه ..
عجبت لأمجد كيف يصور البيت الموصلي وطبيعة الشخوص والسراديب وهو الموصلي الذي لم يسكن طويلا في الموصل ..
 واعتقد ان فك الشفرة الموصلية ليس سهلا مثل لهجتها العصية على التقليد .
هناك  وفي ثنايا الرواية يتعرى الإنسان من أسمائه وعناوينه ليكون إنسانا وحسب عبر حكايات وطلاسم تلقي بأسرارها دون تحفظ .
الواقع العراقي بتفاصيله القبيحة يواجهك هنا وهناك ليقول بلسان عراقي فصيح ان الناس يعانون وفقدوا الثقة في الشعارات والوعود هذه الشكوى تخيم على البيوت والمقاهي وأحيانا قليلة في المظاهرات لكنها غائبة في العمل الابداعي وكأنها ظاهرة معروفة لا تحتاج إلى تشخيص غير ان العمل الأدبي يعبر التجريد إلى أنسنة هذه الحالات ليدركها القارئ نابضة بالحياة لها اسم ولحم ودم ..
هذا ما يفعله أمجد بأفكاره.. برؤيته الأعمق إلى الواقع ليجعله يتحدث عوضا عنه .
 لغة فيها من الثراء ما يكفيها دون تكلف أو تقعر وتأملات فيها وجع لا تخلو أية إنعطافة في مجرى الأحداث منها .. شعرت وانا أشرف على الانتهاء من قراءتها المريرة أن علي البحث عن نهر مقدس كما يفعل بعض الهنود لاطهر نفسي من تفاهات الزمن الساخر  وهي مهمة ليست يسيرة ..
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=130075
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 02 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28