في يوم شتائي ممطر، الطفلة الصغيرة كانت تمسك إناء، تجمع فيه بعض الماء المتساقط، كما لو أنها تستقبل حبات قمح، تحتاج الى إرواء. 

أنذاك السماء لم تتحرر أجواؤها من السحب.  

الأشجار أتيح لها ان تستقبل صمت العصافير، الأغصان تباعا، قررت ان تنحني، أما الشمس فقد داهمها الحزن،  حين أُرغِمَت على الإختفاء. 

الحديقة المليئة بالورد والرياحين، بقيت رغم البرد بلا أغطية؛ العواصف أحاطت بها.

 الواقفة ذلك الكيان الذي أتعبه الإنتظار،  هي الأخرى احست بنوبات برد، راحت تتسللُ الى أحشائها. 

الصباحات ألوانها تغيرت، الأوراق الخضراء، تلك التي كانت مرتعا للفراشات، أعلنت موتها. 

الأرض العامرة بأنفاس الياسمين، إنتابها الهلع؛
الأشياء جميعا، أصواتها تبعثرت،  تحولت مثل استغاثات، راحت تقفز صوب فضاءات مفتوحة. 

ألحياة التي كانت عامرة بالحركة، إنتابها اليأس،
النهر الصغير أُجهضت أنفاسه، توقف عن الجريان. 

البيوت الآمنة تعرضت بعض جدرانها الى الهزال، 
الضحكات تحولت الى أصداء، 
المدينة كلها أجهشت بالبكاء، 
 لذلك الأفاعي قررت ان تحتفي.