قرروا تأدية زيارة إمامهم وملهمهم وسيدهم ومنهج عملهم الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، وهذه المرة اختلفت قليلا عن بقية المرات فالامتحانات على الأبواب وهم لا يريدون أن يشمت بهم شامت ويتقوّل عليهم مغرض ليجعل من زيارتهم سببا لرسوبهم لذا بادروا قبل وقت ليعودوا ويكملوا ما بدأوه من مطالعة دروسهم لينالوا الدرجات العالية التي ترفع رؤوسهم أمام إمامهم بالدرجة الأساس وأمام أهلهم وأصدقائهم.
ساروا كما في كل سنة على الأقدام وأنا متأكد أنهم يستطيعون السير على اليدين زحفا لو شاءوا ذلك. قطعوا نصف يوم، أكملوا صلاة الظهر طاعة لله حيث أنها الشعيرة التي استشهد لأجلها إمامهم الحسين. بعدها أكملوا مسيرهم وهم يتذاكرون ساعة بموادهم المدرسية وساعة بالقضية الحسينية.
 أمر إبليس اللعين احد أتباعه من الشجرة الملعونة نطفة آل أمية الحرام ومنهج ابن تيمية وتربية حزب العبث ليمارس نهج أسياده وبرنامجهم الدائم المستمر وهو القتل ثم القتل ثم القتل. انتزع المجرم صمام أمان المتفجرات التي ملأت جسمه كما ملأت الأفكار الفاسدة رأسه العفن، فتطايرت أشلاء الزائرين يمينا وشمالا مثلما تطايرت أحلام التلاميذ بنيل الدرجات المدرسية والنجاح بتفوق هذه السنة.
سادتي يا شهداء الأربعينية الحسينية، لقد نجحتم بامتياز وحصلتم على ارفع الدرجات في الدنيا والآخرة ورفعتم رؤوس أهلكم أمام الله ورسوله وأهل بيته، وفزتم والله فوزا عظيما فكنتم خير مصداق للقول الذي يذكره الخطباء في بداية كل مجلس حسيني( يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما) إنشاء الله انتم معهم وصدقتم القول والفعل.
(هكذا هكذا وإلا فلا لا          ليس كل الرجال تدعى رجالا)
كاتب عراقي
Afrawi70@yahoo.com