• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : (سِفر الخروف) هل هو إنجيل المسيح المفقود؟! .
                          • الكاتب : مصطفى الهادي .

(سِفر الخروف) هل هو إنجيل المسيح المفقود؟!

 المتأمل في التوراة والانجيل يكتشف أن الكثير من أسفاره ونصوصه وكتبه تعرضت للضياع وقد ذكر الكتاب المقدس الحالي بعض اسمائها وشهد على ضياعها ومن بينها (سِفر حياة الخروف). الذي يُمثل كتابا مهما حيث يصفونه بأنه (سفر رب الأرباب وملك الملوك) ففي هذا السفر اسرار عجيبة حيث ورد في اهم فصل من فصول الانجيل هو رؤيا يوحنا التي تتحدث عن نهاية الأرض وما سوف يحل بها وهو يتطابق مع ما جاء في القرآن من وصف، يتحدث سفر الخروف عن مدينة يصفها بقوله : (وسور المدينة كان له اثنا عشر أساسا، وعليها أسماء رسل الخروف الاثني عشر). فهنا مدينة لا نعلم في أي جزء من الكون يحكمها إثنا عشر مطهرون من الرجس والدنس كما سيأتي.

وفي هذا السفر أيضا اسماء الإثنا عشر المطهرين من الرجس الساكنين في هذه المدينة وقد ضاعت الاسماء مع ضياع السفر. 
وسفر الخروف هو سفر الله الخاص به ولكن على ما يبدو أنه ضاع حاله حال الكثير من الاسفار الضائعة ومنها مثلا : كتاب حروب الرب المذكور في في سفر العدد 21: 14 . وكذلك سفر ياشر المذكور في سفر يشوع 10: 13 وكذلك سفر أخبار ناثان النبي، المذكور في سفر أخبار الأيام الثاني 9: 29 ، هذه الاسفار ورد ذكرها في الكتاب المقدس الحالي ولكننا لا نجد لها أي اثر.

من بين هذه الاسفار المفقودة الذي هو مدار البحث سفر الخروف لما فيه من معلومات واسرار وخصوصا عن نهاية الأرض ومن عليها ، سفر بهذه الاهمية أين ذهب ولماذا لا يعرف عنه أحدٌ شيئا فلو تم العثور على هذا السفر لعرفنا الكثير من الأمور الغامضة ومنها من هم هؤلاء المختارون المؤمنون المطهرون من الرجس؟! ومَن هذا الخروف الذي يقودهم. (يرعاهم ويقتادهم الى ينابيع ماء حيّة). هذه الرموز لم يفهمها حتى المفسر المسيحي الذي قفز حولها وتجاهل تفسيرها.

وسفر الخروف سفر قديم حيث أنهُ أنزل عند تأسيس العالم كما نقرأ : (فسيسجد له جميع الساكنين على الأرض، الذين ليست أسماؤهم مكتوبة منذ تأسيس العالم في سفر الخروف). سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 13: 8

وقد ورد ذكر هذا السفر أيضا في رؤيا يوحنا عندما كان يتكلم عن المدينة المقدسة أوالجنة فيقول: (ولن يدخلها شيءٌ دنِسٌ ولا ما يصنعُ رجسا وكذبا، إلا المكتوبين في سفر الخروف). رؤيا يوحنا 21: 27

هذا السفر مفقود فماذا عن صاحبه لابد أن نعرف من هو (الخروف) الذي يكون سفره بهذه الأهمية والخطورة ؟

بالرجوع للإنجيل نفسه نجد أن هناك نصوص مختلفة متضاربة تخبرنا بشخصية الخروف ففي نص سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 7: 17 يقول : (لأن الخروف في وسط العرش يرعاهم). إذن فإن مكان هذا الخروف وسط العرش.

واما في سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 17: 14فيقول : (الخروف رب الأرباب وملك الملوك). وهنا اتضحت حقيقة الخروف إنه الله تعالى ذكره ، وهذه حقيقة تخفيها المسيحية عن اتباعها ، ولكنهم يوصلوهم إلى عبادة الخروف رب الارباب بطرق التفافية ملتوية عجيبة ولكن لو استعرضنا النصوص لأوصلتنا في النهاية إلى أن الخروف هو الله المتجسد في المسيح وبذلك نعرف أن سفر الخروف هو إنجيل المسيح الذي نزل عليه.

من الآيات المتقدمة نفهم: 
أولا :ان المسيحية أطلقت على الله بأنه روح كما قول في إنجيل يوحنا 4: 24 (الله روح). ومقابل ذلك فإن للخروف روح الله كما في رؤيا يوحنا والمسيح يُطلق عليه أيضا روح الله.
الثاني : بما أن الله جالس على العرش فإن المسيحية تجعل الخروف وسط العرش.
الثالث : بما أن الله فوق كل الأرباب والملوك ، فإن الخروف هو رب الأرباب وملك الملوك.

فالمحصلة هي : أن الله ربهم خروف له سبعة قرون وسبع أعين. ومع عدم وضوح الرؤية في شخصية هذا الخروف إلا أن المسيحية تقول بأن (الخروف) هو رمز لتضحية يسوع الفدائية ، اي ان الخروف هو يسوع وبالتالي هو الله كما يقول الأنبا غروغوريوس مبررا هذه الالتواءات العجيبة : (هو تحليل علمي معاصر لصفات يسوع المسيح وماهيته الإلهية ، يكشف عن حقائق العقيدة المسيحية فى تسلسل موضوعي ، ووضوح منطقي ، ويقين ثابت). (1)

ولكن من أين تسللت عقيدة عبادة الخروف إلى المسيحية؟ المسألة واضحة فكما أن اليهود تأثروا بعبادة العجل في مصر فقاموا بصناعته وعبادته فإن المسيحية أيضا تأثرت بعبادة (خنوم) إله الدين المصري القديم الإله الذي كانوا يُصورونه على شكل خروف (كبش) وفي أغلب الأحيان يتم تصويره على هيئة (رجل برأس خروف) ودليلنا على ذلك أن الرجل الخروف في الديانة المصرية يحمل عصا ومفتاح على شكل صليب نراهما نفسهما في المسيحية العصا يحملها البابا والمفتاح تحول إلى صليب. انظر الصورة المرفقة.

من كل ذلك نفهم أن إنجيل المسيح المفقود هو كتاب سفر الخروف الذي اختفت معه بشارات السيد المسيح بالدين والنبي الجديد وخلفائه، ثم قاموا بكتابة هذه الرسائل الأربعة التي كتبوها فيما بينهم واطلقوا عليها أناجيل. (2)

1- يسوع المسيح فى ناسوته وألوهيته الأنبا غرغوريوس ، أسقف البحث العلمي والدراسات العليا (فى الكرازة المرقسية) د. هاني رزق ، الطبعة الثانية ، ص : 212 .
2- المقصود بالرسائل الأربعة هي الأناجيل الأربعة (متى ، يوحنا ، مرقص ، لوقا).وتُسمى الاناجيل القانونية المعترف بها.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=130583
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 02 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20