أيام الحزن والأسى على ذكرى شهادة المولى سيد الشهداء عليه السلام الشغل الشاغل لدى الشيعة هو مواساة أهل البيت عليهم السلام بإقامة الشعائر الحسينية بشتى صورها من النوح والبكاء ، واللطم والإدماء ، والمشي وتحمل الصعاب ، هذا من جهة وجهة أخرى خدمة شيعة أهل البيت عليهم السلام بتوزيع الطعام وسائر الخدمات للمعزين كل ذلك لا يريدون به إلا التقرب إلى أهل البيت عليهم السلام والوفاء لهم!

ما أن يرى الشيطان وجنوده كل هذه الشعائر والخدمات إلا ويعلن الحرب على مولانا سيد الشهداء عليه السلام وخدامه ، فما يجد إلا الهزيمة النكراء.. 
"فالثقافة الحسينية الأصيلة أصبحت في متناول عامة الناس، والساحة الإيمانية بمختلف شرائحها وطبقاتها وقفت على عظمة الكنز الذي ورثته من أسلافها وتلقته جيلاً بعد جيل، وكشفت زيف وخواء أعداء الشعائر الذين يصطفون ـ أرادوا أم لم يريدوا ـ مع مستهدفي الحسينيات ومفجري المواكب وقتلة الزوار! ومجالس العزاء ومظاهر الجزع ومواكب التطبير تتنامى وتتضاعف، وحجم البذل المالي يبلغ أرقاماً قياسية (والفقير يقدم كل مدخراته..!)، والأمة في نشوة عشق المولى والمسارعة والتاسبق في هذا الميدان الملكوتي الأقدس. "

بعد كل هذه الهزائم يشكلون إشكالات واهية تدل على سفه عقولهم وخواء قلوبهم من ثقافة الإسلام التي تحث على الإطعام وثواب إشباع الفقراء فيقولون : لماذا لا تقدم هذه الأموال لمساعدة الفقراء!

عن أي فقراء تتكلم ! ألا تشاهد الفقراء هم أكرم الناس بخدمة سيد الشهداء عليه السلام !

ومع كل ذلك هذا أعطيكم مثال حي «علمت به من خلال الفيسبوك» حدث يوم أمس في جنوب العراق في مدينة «كرمة بني سعيد» هذه المدينة الريفية التي يسكنها أناس فقراء ولكن عندهم فطرة نقية وعقائد سليمة [ في هذه المدينة يسكن آل جمال الدين] ، وهي تابعة إلى مدينة سوق الشيوخ ، هناك شاب حسيني وحيد عند أهله أصابه مرض في كبده وتقرر إجراء له عملية كبرى لزرع الكبد في الهند بمبلغ كبير جداً على عائلته حيث تكاليف عمليته تبلغ ٧٥ مليون عراقي!

فهب شباب المواكب والشعائر باقامة حملة بجمع تبرعات إلى هذا الشاب ، وفعلاً خلال ثلاثة أيام جمع كل المبلغ بل مع زيادة ٦٠٠ ألف!

فهؤلاء هم تربية المواكب الحسينية التي تعلمهم على ثقافة البذل والعطاء .