• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : محاورة صدى الروضتين مع الأستاذ نجاح بيعي  القسم الثالث .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

محاورة صدى الروضتين مع الأستاذ نجاح بيعي  القسم الثالث

  استقراء الجهد الاعلامي في بث الرؤية المرجعية والاهتمام بالتعليل لتقريب الصورة للناس؟ هل تحتاج خطب الجمعة شرح مغزاها للبث الشمولي؟

أستاذ نجاح: خطب الجمعة المشتملة على رؤى المرجعية العليا في معالجة قضايا الأمّة المتنوعة والحساسة معاً في الوقت الراهن, ربما تحتاج الى أكثر من شرح وتبسيط, وبالوسائل المرئية والمقروءة, لتعميم الفائدة لتشمل أكبر قدر ممكن من الناس، ولفئات ومستويات متعددة من الجماهير وذلك لعدة أسباب :
1- لنفوذ بصيرة المرجعية العليا في تناولها لقضايا الأمّة المتعددة، فخطابها ليس خطاباً سياسياً مرحلياً, لذلك فعنصر المغايرة والتميز موجودة فيها, مقارنة مع خطابات أخرى سياسية أو حزبية أو حكومية .
2- لاشتمال خطب الجمعة على الجذبة الإلهية، وهي لا تخرج عن كونها أحد فيوضات مدرسة أئمّة اهل البيت (عليهم السلام)، فعموميات رؤى المرجعية العليا في خطب الجمعة هي بالحقيقة تتناول أدق تفاصيل الحياة ومجريات الأمور والأحداث، فحينما توصي – مثلاً - المعنيين في الدولة باتباع خطوات علاجية متكونة من عدّة نقاط لإصلاح الفسادة المستشري في البلد, أو توصي المسؤولين الحكوميين باعتماد عدة نقاط مختزلة لمعالجة الوضع الأمني المتردي.. وهكذا, فوصاياها تنم عن معرفة ونفوذ بصيرة بأدق تفاصيل الأحداث ومجريات الأمور .
3- لأن الغالبية لم يكن بالمستوى المطلوب في استيعاب وإدراك مضامين خطاب المرجعية العليا، ومنها خطب الجمعة بعد التغيير عام 2003م. ومما زاد الطين بلّه ذلك الانفتاح المهول على كم المعلومات، وتنوع الحطاب وتعدده، والمتمثل بشبكة الانترنت واكتساح مواقع التواصل الاجتماعي, ويضاف الى ذلك الكم الهائل للخطاب الإعلامي السياسي التنافسي والحزبي المقروء والمرئي.
لذلك يرجع الفضل لخطب الجمعة أنها شاركت وبشكل ملحوظ في تشكل الوعي لدى الفرد المجتمع، مع إعطاء دفع للفرد (المواطن) للأمام نحو إدراك واقعه، وما يتوجب عليه، ونلمس ذلك جلياً حينما نطرح السؤال: لماذا لم تُفتِ المرجعية العليا بقتال المحتل عام 2003م, وأفتت بقتال داعش عام 2014م، نجد الأمر كأحد وأهم الأسباب في تشكل الوعي لدى الفرد والمجتمع.
- في مساعي البحث عن المتلقي، هل سعيك يكمن في البحث عن المتلقي الذكي الفاعل أم الاكتفاء باستلام الرسالة، أي بمعنى هل المعنى شمولي أم نخبوي؟
  إدراك المرجعية العليا لحالة (الاستلاب) الموجودة لدى الفرد (المواطن)؛ كونه واقعاً تحت تأثير الانفتاح المعلوماتي والتجاذبات السياسية وغير السياسية, مما يفقده البوصلة الذاتية ويجعله بلا إرادة، ويذهب بعيداً، ويصبح بلا فاعلية في تعامله مع قضايا البلد المهمة، ويغدو في حالة أقرب الى أن تكون (غيبوبة)، وبمعنى أدق يعيش حالة الاغتراب, دفعت نحو جعل مضامين خطب الجمعة التي يكون في الخطاب معنىً من المرجعية والخطيب لدية الحرية في اختيار البيان وطريقة طرح المضامين، لأن تشتمل على اختيار ألفاظ وجمل معينة كافية لأن تحمل المضمون والمعنى المُراد توصيله للمتلقي بطريقة سهلة وسلسة جداً، وغالباً ما يُكرر الخطيب الجملة (مرتين) أو (ثلاث) بهدف بيان اهمية القضية المطروحة, وثانياً بهدف (قنص) نوع معين من المتلقين لتوصيل الرسالة لهم مع أن المعنى واضح منذ البداية .
فينبغي للمُتتبع لخطب الجمعة (الكاتب) بأن تتضمن كتاباته أيضاً على مستويات متعددة في طريقة وأسلوب الطرح. كما ويجدر بالكاتب أن يعي ذلك حينما يروم الكتابة متناولاً أحد مضامين الخطب؛ لأن المُتلقي يقع على مستويات متعددة منها :
1- متلقٍ يسمع فقط  
2- متلقٍ يسمع ويستمع، بمعنى أنه يعي المضمون والرسالة، ولكنه لا ينفعل أو يتفاعل معها, أي لا يرتب أثراً، فنراه بلا موقف .
3- متلقٍ يسمع ويستمع ويتفاعل إلا أنه تأخذه العزة بالإثم ويركبه الكِبر ويأخذه العناد، وأغلب هؤلاء تجدهم واقعين تحت تأثير فكرة مؤمن بها قهرية مُغايرة تماماً .
4- متلقٍ يسمع ويستمع وينفعل ويرتب أثراً, ويتخذ موقفاً إيجابياً، ويكون مُذعناً للرسالة والمضمون الواردة في الخطب, بل ويأخذ الأمر على نحو الإلزام والالتزام .
وهذا النمط الأخير هم القلة، وهم المعوّل عليهم في السراء والضراء عند مفاصل التغيير الحرجة, وقد خصّت المرجعية العليا حينما توجه خطابها لهم عبارة (المؤمنين)؛ تحبباً وتكريماً لهم، وباستطاعتي القول بأن هؤلاء هم جنود المرجعية، ومُريدوها بحق .
وبالمحصلة ينبغي للكاتب أن يقتنص الطريقة المناسبة واللائقة، لتكون في متناول المتلقي في الأنماط الثلاثة الأولى أعلاه, كهدف إذا أردنا بيان الحقيقة وبث رسالة ومضامين خطب الجمعة بصورة شمولية.
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=131115
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 03 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29