• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : برهم صالح والجعفري قادة المرحلة القادمة .
                          • الكاتب : ساهر عريبي .

برهم صالح والجعفري قادة المرحلة القادمة

لكل مرحلة سياسية ظروفها ومتطلباتها وقادتها وخاصة في الدول الغير مستقرة سياسيا أوإقتصاديا فكيف بدولة حديثة العهد بالديمقراطية كبلاد ما بين النهرين التي عاشت تحت ظل أنظمة حكم دكتاتورية ومنذ بدء التأريخ. ولنا في هذه الأيام أمثلة حية على ذلك كتنحي رئيسي وزراء إيطاليا واليونان بسبب الأزمة الأقتصادية التي تعصف بالبلدين والتي تستدعي إجراء إصلاحات إقتصادية على أيد أختصاصيين في هذا المجال وهذا ماحصل إذ تولى الأقتصاديين بونتي وباباديموس مقاليد الحكم في إيطاليا واليونان على التوالي.وماحصل في دولة الكويت أخيرا خير مثال على ذلك عندما كلف أمير الكويت وزير الدفاع رئاسة الحكومة الكويتية خلفا لرئيس الوزراء السابق الذي طالبت بتغييره عدد من القوى السياسية.
فكيف بالعراق الجديث العهد بالديمقراطية فهل يمكن لتجربة تسع أعوام ان تزيل أثار عدة ألاف من سنوات الحكم الدكتاتوري؟ لا شك بأن التحول نحو الديمقراطية سيتستغرق عقودا إن لم نقل قرونا وسيكون محفوفا بالمخاطر وسيدفع الشعب ثمنا باهضا لتلك التحولات التأريخية.فاليوم ورغم إجراء عدة إنتخابات حرة ورغم تشكيل عدة حكومات فإن شبح العودة لسنين الدكتاتورية لازال قائما وأما شبح الحرب الأهلية والتقسيم فهو اليوم على الأبواب وهو الأرجح أكثر من أي وقت مضى. ولا نريد الخوض في الأسباب والمسببات فهي متعددة ولكن يمكن إجمالها  في الأنسحاب العسكري الأمريكي من العراق وعدم الوفاء بالتعهدات وعدم الألتزام بالدستور والنزعة الدكتاتورية والتدخلات الخارجية.
ولاشك بأن كل مرحلة تحرق فرسانها وإن حققوا نجاحات خلالها ولابد لكل مرحلة من قادة جدد يتمتعون بمواصفات تؤهلهم لقيادة البلد فيها. والمرحلة القادمة بحاجة إلى قيادة نشيطة و معتدلة ومتزنة تحتفظ بعلاقات طيبة وغير متشنجة مع مختلف الأطراف والقوى السياسية.وهذا لايعني الأنتقاص من القادة السياسيين الحاليين ولكن لكل زمان دولة رجال. وفي ظل الأجواء الأقليمية المتوترة والأوضاع الداخلية المتشنجة فلابد من إفساح المجال لقادة يتمتعون بكفاءة سياسية وبقدرة على إطفاء الأزمات و يحظون بالحد الأدنى من الأجماع الوطني.
ولعل أفضل شخصيتين تتمتعان بمثل هذه المواصفات هما كل من الدكتور برهم صالح  نائب رئيس الوزراء العراقي السابق ورئيس وزراء إقليم كردستان المشهود له بالكفاءة وبالعلاقات الطيبة مع مختلف القوى العراقية. فهو اليوم يمثل خير خلف لخير سلف رئيس الجمهورية الحالي السيد جلال الطالباني الذي لعب دورا تأريخيا ومحوريا طوال السنوات الماضية لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء العراقيين المختلفين إلا أن للسن وللظروف الصحية أحكامها التي تقتضي تولي شخص أخر لهذا المنصب وخير مرشح لذلك هو برهم صالح.
وأما منصب رئاسة الوزراء الذي إحتفظ به المالكي وبشق الأنفس وبلا إجماع وطني وبعد إمضائه على تعهدات يصعب تنفيذها عليه وبعد تعرضه لأنتقادات واسعة من مختلف القوى السياسية العراقية التي إتهمته بالدكتاتورية ككتل العراقية والتحالف الكردستاني والتيار الصدري فقد آن آلأوان اليوم ليتولى زمام الحكم بدلا منه شخصية غير متشنجة وتحظى بالحد الأدنى من الأجماع الوطني وتتمتع بحنكة سياسية وبمرونة وقابلية على الحوار. ولا شك بأن رئيس الوزراء السابق الدكتور إبراهيم الجعفري هو المرشح الأفضل الذي يتمتع بمثل هذه المواصفات والقادر على إخراج العراق من عنق الزجاجة .
 فعندما تصل الأمور إلى حالة من التأزم وتكون على شفا الأنفجار الذي يطيح بالرؤوس فلابد من التضحية برأس للحفاظ على الوطن وتماسكه وبغير ذلك فهذا يعني التضحية بالوطن من أجل فرد وهذا ما لايرضاه أحد إلا من فضل مصالحه الذاتية على مصلحة الشعب . فاليوم هو يوم الأمتحان ويوم التضحية وفي الأمتحان يكرم المرء أو يهان وعند الشدائد تعرف معادن الرجال.
 


كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : عبدالله عيسى المهنا ، في 2012/01/13 .

اخي الكاتب بعد التحية اقول لك " يستاهل منك الطالباني هذا المديح فهو الذي رفض التوقيع على اعدام ازلام النظام السابق" !!!



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=13121
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 01 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20