• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : قراءة في كتاب .
                    • الموضوع : قراءة في الديوان الشعري : أسمك ( الضوء ) للشاعرة فرح دوسكي  .
                          • الكاتب : جمعة عبد الله .

قراءة في الديوان الشعري : أسمك ( الضوء ) للشاعرة فرح دوسكي 

 
معالم المهارة الشعرية وتقنياتها , واضحة المعالم . في ثنايا القصيدة  القصيرة , التي تعتمد في مقوماتها ,  على الايجاز والتركيز والتكثيف . من اجل ابراز معالم الومضة  في الصورة الشعرية , ومنصاتها في  الايحاء والمغزى الدال . تملك هذه القصائد القصيرة ,  البناء الشعري المتين , في الصياغة والتعبيري . الذي يمتلك الفعل الايقاعي في ديناميكيته وحركته وتنقلاته , داخل التعبير  الشعري الدال . الذي يجسد التجليات والتداعيات  ضوئية  الحب  في عمق رؤيته  , في الهواجس والمشاعر  الذات الداخلية , التي تصبو وتهفو الى الحب بكل جوانحها المحترقة , في لذة الشوق والاشتياق . في لذة وطعم قبلة الحب ,  وتذوق عسلها اللذيذ بشهوة الرغبة والاشتهاء الجامح  . في شهوة الحلم المشتهى والمبتغى ,  لكي يقطف ثماره .ولكي يسلك  الحب في الدروب التي تعطيه ,  هواء ونسائم وقوة تدفعه  , في عدة اتجاهات , مهما كانت  التضاريس والطقوس, سواء كانت في الحلو أو في المرارة  . سواء كان  حاضراً أم غائباً  . او كان  في حالة الخفوت , او حالة السخونة . ولكن المشتهى المنتظر يبقى الحلم المبتغى  اليه  , في التولد والانبعاث في ولادته  الجديدة  , لكي يسلكان  الطريق معاً , على نبض وخفقات الروح المتيممة بضوء الحب . مهما كانت احزانه وعذاباته , ومهما كانت العواصف التي تجتاحه , فيبقى الحب هو الرغبة المشتهاة ,  بالاشواق الحارة المتلهفة , يبقى المرام الى  قطف وتذوق عسله ,  بالقبلات التي تتذوق  طعم عسل الشفاه . هذا الحلم الاثير في حواس الوجدان والروح . أشتغلت عليه قصائد الديوان الشعري : أسميك ( الضوء ) . لندخل في ثنايا هذا الضوء العشقي في الحب . الذي يحمل زهرة حمراء , لكي يبعد الوحشة والخوف عن بستان الحب . لذلك صدحت الشاعرة ( فرح دوسكي ) . في اشتعال اشواق الروح والقلب . في نار  الاشتياق المرهف والساخن . فقد قسمت الديوان الشعري , الى أربعة ابواب . لندخل بوابات الحب الاربع : 
1 - الباب الاول : 
 الحب الصالح للموت : 
حين تتصدع جدران القلب ,  ويواجه المتاعب والاهوال , وتحزن اطيافه التي تنطبق على الروح بالشجن  . يكفي اشعال شمعة لكي يهتدي الحب الى طريقه  . ويهمس في رجفة :   ( أحبك ) فأنها تفتح باب ريح للانبعاث بعد المغيب 
قبل أن يمسك يدي قال : أحبكِ 
اوقد شمعة 
زرعها في قلبي 
فتح باب الريح بعد المغيب ... 
ولكي يتبدد الصقيع في الحب , لكي لا  يصبح زهرة متعبة , لا احد يعشقها . فهي مملوكة لعاشقها الواحد . لتبصح هي وهو ,  واحد . تنام على صدره , وتبدد الصقيع بالقبلات الساخنة . 
قالت : أنا زهرة متعبة لا أحد يعشقني 
سأتقدم بهدوء وأنام على صدرك 
قال : تعالي إليَّ لنلغم صقيعها بالقبلات 
فأنتِ وحيدة , وأنا وحيد ... 
-------------- 
أنا التي لم أنمْ ... الضائعة في عقارب الساعة 
حتى ولو كذباً ، قل : أحبكِ 
لو مرة ً ( سأجعلها حقيقة طيلة عام ) .. 
2 - الباب الثاني : 
( أمطرته عشقاً ) : 
علمها الحب ان تكون فراشة او عصفورة والعاشق عصفور  .  عصفوران يتذوقان طعم  عسل القبلات . حتى تصبح قرين لروحهما . فأن ابتعد  العصفور  عن  ثغر عصفورته ,   تموت . 
كيف علمتني كل هذا الحب 
رغم أنك عصفور ! 
 نعم .. أموت ....  إذا ابتعدت ثغرك عني ..... 
مطر الحب الذي يفيض بالروح , يجعل كل كيانه يهتز بالشق والاشتياق . هذا المطر  الذي يبلل اويغسل الروح , يلهم القلب بالمزيد من المطر . 
وادلهمت حين أمسكت بها 
أمطرت .. كل حبكَ ... من كياني ... 
-------------- 
لاني في حبك متبلل 
اللهمَّ ألهمني مزيداً من هذا المطر ! ... 
وكر الحب المشتعل بالشوق المرهف والمتلهف الى بناء عشه وكراً للحب , حتى تنام عميقاً في سماوات الحب حثيما تشاء . 
وأنا مشتعلة بالشوق 
احتاج ان أبني بين يديك لعشي وكراً 
وأنام عميقاً في سماوت عينيك وتنام حيث أشاء .. 
3 - الباب الثالث : 
( متاهة انثى ) : 
هدأة الحب لابد ان يكف ان يجوب مسالك الدروب المتعبة معاً . لابد للقلب ان يهدأ ويستكين . حتى يطلق اجنحة الحلم في الليل . حتى تجيء العاشقة في الحلم .حتى يعرف  الناس . انهما عاشقان , رغم الدمعة التي تسيل على الخد . 
قال : كي لا نجوب الدروب معاً 
لابد للقلب من هدأة 
سأجيء الليلة في الحلم 
ليعرف الناس بأننا عاشقان 
أومضت بعينها دمعة مالت على الخد 
 اي وحشة القلب , حين يغيب الحبيب ويترك قلب الحبيبة وحيداً ,  يرتجف بوحشة وخوف ,, لذلك يأخذها الحنين والشوق , الى مناداة الحبيب , لكي يطمئن قلبها من الخوف والوحدة في الليل  , لذلك تمسد حلم اللقاء , بمنادة الحبيب . حبيبتي لا تخافي . 
أي ليل هذا الذي تركتني أنا فيه ؟! 
من دون عينيك موحش جداً 
عد وناديني : حبيبتي لا تخافي 
أنا امسد حلم اللقاء 
 كيف يتجبر الحب  بالصبر بلا ارق , وهي ممتلئة بالقهر , لذلك تحاول ان تلملم انكسار الحب . 
 من أين أستدين صبراً بلا ارقٍ 
وأنام ممتلئة بالقهر كي ألملم انكساري ! . . 
------------------------
  
اجمل ما في الحياة إنك فتحت لي طريقاً اليها 
لذا سأبتعد عنك وعنها 
لن تتسلقني بعد اليوم ! ..... 
4 - الباب الرابع : ( وطن ) 
بغداد لن تركع , وهيهات ان يصلوا اليها لكسرها  . وفيها  الشعر والنساء والابطال .يصولون في حب بغداد , ينمو في قلبوبهم  , زهوراً وعبيراً . 
هيهات يا بغداد أن يصلوا 
وفيكِ الشعر نساء والابطال تصول .... 
روحكِ فينا حدائق وزهوركِ للعواصم عبير . . 
والعراق هنا لا يموت , وانما ينتظر ولادة جديدة اً  , ليملي  الفراغ طفلاً ينعم بولادته   . لا يمكن ان يموت , فهو ينتظر مخاض الولادة بعد العسر غدا   . 
لا يموت بعد الفقس ! 
صار يخبرها 
أنا العراق 
 ( هنا ) 
وهذا رأسي 
لا واقفاً كان ولا قاعدا 
بغداد 
نبغي الولادة غدا 
ليحبو في مدار الفراغ طفل ..
هيا اركضي حافية 
لان البيت القصيد هو  خنق العراق بالقيود والاصفاد  , هم الحمقى , اللص والحاكم 
كل شيءٍ عن كل شيءٍ تخلى 
قيدونا , وقلدوها وساما 
حمقى ..... اللص والحاكم 
لذلك بتنا خراف لنكرة الاعياد , ياليت كنا بشراً بلا أضحيات 
بتنا خرافا نكرة الاعياد 
يا ليتنا كنا بشرا بلا أضحيات 
لذلك توظف الاسطورة في الاستنجاد بها ,  في شكوى مريرة لحال بغداد المزري , في قيد الوفاة , لذلك تشكو الى امنا  السومرية  ( عشتار ) 
يا أمنا عشتار 
أهذه بغداد ؟ 
نارا وارقاًماً  في قيد وفاة ! 
لا أحد ... يسألني 
فألف حاكم ما اجابوا ! 
حتى ( حمد ) لا يشعر بمحطة الفراق , وهو يروم الوصول الى سكة العراق ولا ينسى قصيدته  . 
حمد شاعر والمحطة فراق 
السكة وصول والمنصة عراق 
لا تنسى قصيديتك إصلها معك ! 
× المجموعة الشعرية : أسمك ( الضوء ) 
× المؤلف : الشاعرة : فرح دوسكي 
× تاريخ الاصدار : الطبعة الاولى عام 2018 / أور للطباعة والنشر 
عدد الصفحات : 288 صفحة 
جمعة عبدالله 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=131276
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 03 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29