• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : وقفة مع الالحاد.  المقالة الثالثة نظرية "M" وإنكار الخالق. .
                          • الكاتب : نبيل عبد الكاظم .

وقفة مع الالحاد.  المقالة الثالثة نظرية "M" وإنكار الخالق.

 ▪حبُ المعرفة والتفكر والتأمل في مفردات الوجود أمرٌ جُبلْت عليه الذاتُ الإنسانية منذ ولادتها، وما انفك سعي الإنسان هذا اتجاه تكوين رؤية كونية جامعة تحتضن تلك المفردات في طياتها.
▪فقد سعت الرؤية الماركسية للإنسان و الحياة الى تكوين موقف فكري يحتضن الوجود بكل تفصيلاته فجاءت فكرة "الديالكتك".
▪وكذا الرؤية الدينية الإسلامية جاءت بعقيدة ضمت الكثير من المفردات الثقافية الداعية إلى عنوان شامل هو المصدر والمبدا الاول "التوحيد".
▪وعلماء الفيزياء بدورهم سعوا إلى إيجاد نظرية شاملة توحد كافة قوانين الفيزياء فجاءت فكرة نظرية "M" ، حيث كان ذلك طموح "أينشتاين" الا انه لم يفلح في الوصول إليه .

¤مع النظرية "M".
[نظرية - إم واحدة من الحلول المقترحة لنظرية كل شيء التي يفترض بها أن تدمج نظريات الأوتار الفائقة Superstrings الخمس مع الأبعاد الأحد عشر للثقالة الفائقة Supergravity. قدمت النظرية من قبل الأستاذ إدوارد ويتن الذي يصرح شخصيا بأن هذه النظرية ما تزال تحتاج للكثير من العمل الرياضي وإيجاد أدوات رياضية جديدة لتطوير وإدراك مضامين هذه النظرية .معروف ان نظرية الأوتار جاءت كمحاوله ناجحة جدا لتوحيد القوى الأساسية الأربع (الكهرومغناطيسية-النووية القوية -النووية الضعيفة-الجاذبية) في عشره ابعاد وتظل هي الامل الوحيد في توحيدها والدمج ما بين ميكانيكا الكم التي تصف القوى الثلاث والنسبيه العامة التي تصف الجاذبيه]
•فالهدف من نظرية Mهو توحيد كافة النظريات الفيزيائية تحت نظرية واحدة شاملة.

¤الإلحاد ونظرية "M".
قضية بداية الخلق او نشؤء الكون من المسائل التي شغلت الفكر الإلحادي، فأخذ يتوسل باي فكرة لإيجاد حلٍ لها،فكانت نظرية "M" واحدةً من تلك الحلول.
يقول سيفن هوكنج في كتابه التصميم العظيم في الفصل الأول
منه بعنوان(لغز الوجود):
[...فحسب نظرية "ام"، فإن الذي نعيش فيه ليس هو الكون الوحيد؛وبدلا من ذلك ،فإنها-اي نظرية ام-تتنبَّاُ بأن هناك عددا كبيرا من الأكوان التي خُلقت من العدم ولا يتطلب خلقها تدخلا من اله او كائن غير طبيعي،وبالاحرى فإن تلك الأكوان المتعددة تنشأ بشكل طبيعي من القانون الفيزيائي، انها تنبؤات العلم].
اذن نتائج نظرية "M" : إن كوننا هو نتاج اكوان أخرى وتلك الأكوان جاءت من العدم بفعل القانون الفيزيائي.

¤الملاحظ على النظرية:

▪الموقف العلمي:
إن نظرية "M" وفقا للرصد العلمي لم تصل مرحلة القبول المطلق من قبل علماء الفيزياء بل إن البعض سخر منها .
-يقول الفيزيائي البريطاني "روجرز بنروز" [إن نظرية "M" على 
عكس ميكانيكا الكم لا تمتلك اي اثبات مادي اطلاقا].
-وقال الفيزيائي البرازيلي مارسيلو جليسر:[ادعاء الوصول لنظرية نهائية يتنافى مع أساسيات وابجديات الفيزياءوالعلم التجريبي ..اعتقد ان على هوكينج أن يدع الله وشأنه].
-وقد سخر منها الدكتور هميش جونستون حيث يقول:[توجد مشكلة صغير وهي ضحالة الدليل التجريبي لنظرية M].

▪مساحة العلم.
لو سلمنا بصحة نظرية M وان لها مبررات موضوعية الا إن السؤال يبقى شاخصاً من اين جاءت بداية البدايات، سواء أكانت الجاذبية او شي آخر يكون رهن الكشف العلمي؟!!، فاذا كان القانون الفيزيائي هو المُخرِج للاشياء من الوجود إلى العدم ،والقانون نفسه فقير للوجود المادي الا يُعدُ هذا تهافتا منطقيا؟!!!. إليس هذا تجاوزا للحدود المعرفية ؟!!.
اذن المشكلة تكمن في تجاوز الصلاحيات والمساحات المعرفية.

▪هدفية القوانين.
إن محتوى كل قانون طبيعي له هدف في تفسير شي ما ولابد 
أن يكون هذا الشي أمراً مادياً،ونظرية "M" -على فرض صحتها-
هدفها هي جمع تلك القوانين تحت دفء خيمتها، وعليه كونها-اي القوانين- بديلا عن خالق الكون لا يخرج عن احد معنيين:
الاول: إن ينص القانون على وجوب وجود المادة.
الثاني: إن ينص على أن المادة بقوانينها غير مفتقرة إلى الغير في إيجادها.
وعلى كلا المعنين الذي يحسم الأمر هو الموقف الفلسفي لان
مفهوم "واجب الوجود" وكذا "عدم الافتقار" عبارة عن مفاهيم
فلسفية كما أفاد ذلك شيخنا الاستاذ.

¤ الخلاصة:
١- ان نظرية إم ليس لها اي اساس مادي وتفتقر لحيثيات المنهج التجريبي عكس المفاهيم الفيزيائية الاخرى.
٢- وعلى فرض تماميتها غير قادرة على تفسير خروج الأشياء
من العدم.
٣-وعلى فرض صحتها-ايضا-فإنها تفسر القوانين بعد وجود المادة لا قبل وجودها.
المصادر
................
١- وجود الله بين العلم والمنهج العلمي للشيخ الأستاذ علي ديلان 
ص ٣٧٤-٣٨٤ وفيه مناقشة علمية دقيقة.
٢- التصميم العظيم (بالإنجليزية: The Grand Design) هو كتابعلميٌّ موجَّه للعامة من تأليف الفيزيائيَّين ستيفن هوكنغ وليوناردو ملودينو، نشرته دار بانتام بوكس في شهر سبتمبر من عام 2010 ص ١٨.
٣-انظر إلى التعليق الاول والثاني فيه شرح لبعض المفاهيم.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=131282
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 03 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29