• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : البرلمانُ رِئةُ النِّظام السِّياسي، فكيفَ إِذا مَرِضَ؟ .
                          • الكاتب : نزار حيدر .

البرلمانُ رِئةُ النِّظام السِّياسي، فكيفَ إِذا مَرِضَ؟

    *جريمةُ [نيُوزيلاندا] إِرهابٌ بكلِّ المَقاييسِ!
*تمتينُ التَّنسيق العسكري والأَمني بين بغداد وواشنطن يصبُّ في مصلحةِ العِراق واستقرارهِ! 

   ١/ في النِّظام البرلماني، كما هو الحال الْيَوْم في العراق، فانَّ مجلس النوَّاب بمثابةِ الرِّئة التي تتنفَّس منها الدَّولة ومُجمل العمليَّة السياسيَّة الأُوكسجين لتبقى حيَّةً تنبضُ بالحياة، فإِذا مرِضت الرِّئة أُصيبت كلُّ العمليَّة السياسيَّة بالدَّوار والهَزال!.
   المُشكلةُ في العراق الْيَوْم في البرلمان على وجهِ التَّحديد، المُصابُ بمرضِ المُحاصصة التي شلَّت واجباتهُ الدستوريَّة في التَّشريع والرَّقابة! ولذلك فهو ليسَ بمُستوى التحدِّيات التي يعيشها البلد والتي تحتاجُ إِلى المئاتِ من التَّشريعات وعلى وجهِ السُّرعة ليتمَّ مُعالجتها ومُواجهتها على أَكملِ وجهٍ!.
   مجلس النوَّاب إِستخفَّ بنفسهِ وبمكانتهِ عندما جمَّد قانونهُ الذي ينضِّم حضور النوَّاب مثلاً! فماذا يعني أَنَّ عدداً كبيراً من النوَّاب لم يحضرُوا حتَّى لحظةً واحدةً في الفصل التَّشريعي الأَوَّل؟! ورُبما سيستمرُّون على هَذِهِ الحال في الفصل التَّشريعي الثَّاني أَو قُل إِلى نِهاية عُمرهِ الدُّستوري كما حصلَ في الدَّورات السَّابقة؟!.
   إِنَّ البرلمان الذي لا يحترمُ نفسهُ ولا يُعيرُ إِهتماماً لقانونهِ كيف سيبني لنا دولةً؟ وكيف سيقودُ لنا عمليَّةً سياسيَّةً بشَكلٍ سليمٍ وصحيحٍ؟! أَلم يقُل المثل [فاقدُ الشَّيء لا يُعطيه] فكيفَ سيُنتجُ لنا البرلمان ويحقِّقُ لنا ما عجزَ عن تحقيقهِ في نفسهِ؟!.
   ٢/ تمتينُ التَّنسيق الأَمني والعسكري بين بغداد وواشنطن يصبُّ في مصلحةِ العراق واستقرارهِ، وقرارُ بقاء القوَّات الأَجنبيَّة من عدمهِ بيد مجلس النوَّاب حصراً، ولو كانت الأَصوات التي تدعو إِلى إِخراجها حالاً تمثِّلُ الأَغلبيَّة لذهبت إِلى البرلمان وشرَّعت قراراً بهذا الصَّدد!. 
   ٣/ رُبما يتساءل كثيرُونَ عن سرِّ تجنُّب عددٍ من زُعماء الغرب وعلى رأسهم الرَّئيس ترامب وصفَ الجريمة البشِعة والمرِّوعة التي شهدتها نيوزيلاندا الجُمعة الماضية بحقِّ المسلمين في مسجدَين، بالإِرهاب؟!.
   هنالك سببان لذلكَ؛
   الأَوَّل؛ هو أَنَّ الغرب بشَكلٍ عامٍّ يتعمَّدُ وصمَ كلَّ ما هو [إِسلامي] بالإِرهاب، ويتحاشى الوصف لكلِّ ما هو غَيْرَ ذلك مهما عظُمت الجريمة والنَّتائج!.
   فإِذا حدث شيءٌ يقفُ خلفهُ [عربيّاً أَو مُسلماً] فإِنَّهُ سُرعان ما ينعتهُ بالإِرهاب ويهوِّل من الفعلِ والنَّتيجة حتى من دونِ أَن ينتظر لحظةً واحدةً! ويظل الإِعلام يتحدَّث عنها أَيَّاماً وأَسابيع! أَمَّا إِذا حدثَ شيءٌ وتبيَّن أَنَّ [أَبيضاً] يقف وراءهُ فينعتونهُ بالعُنف ويُبرِّرونهُ بأَنَّ الجاني يُعاني من أَمراضٍ نفسيَّةٍ أَو من حالاتٍ عصبيَّةٍ خاصَّةٍ! مهما كان الفعلُ مروِّعاً والنَّتائج دمويَّة وكارثيَّة!.
   الثَّاني؛ أَنَّهم يعرفونً جيِّداً أَنَّ سياساتهُم الفاسِدة وعقيدتهُم العُنصريَّة التي تغوَّلت منذُ صعود خطاب الكراهيَّة الذي يتبنَّاهُ الرَّئيس ترامب، هي الحاضِنة والمحرِّض على الإِرهاب العُنصري الأَبيض الذي باتَ يُهدِّد الغرب والعالَم بشَكلٍ عام!.
   ٤/ قد يَقُولُ قائلٌ؛ بأَنَّ الإِرهاب العُنصري الأَبيض هو ردُّ فعلٍ على [الإِرهاب الإِسلامي] الذي ضرب الغرب خلال العقدَين الماضيَين ولحدِّ الآن!.
   أَقولُ؛ نعم قد يَكُونُ كذلكَ، ولكنَّ السُّؤَال؛ مَن الذي صنعَ الفِعلُ؟! أَوليسَ الغربُ هو الذي صنع [الإِرهاب الإِسلامي] أَوليسُوا هُم الذين صنعُوا [الوهابيَّة] والتي احتضنها نظام [آل سَعود] الإِرهابي الفاسد المحمي من قِبل الغرب؟!.
   إِنَّهُ، إِذاً، بضاعتهم التي رُدَّت إِليهم!.
   إِنَّهم هُم الذين صنعُوا الفعل وهُم الذين صنعُوا ردَّ الفعل! ولذلك فإِنَّ الغرب يتحمَّل مسؤُوليَّة الإِرهاب بكلِّ أَشكالهِ [الإِسلامي] و [العُنصري] و [الرَّسمي] و [العَشوائي]!.
   ٥/ ستفشلُ كلَّ برامج إِندماج العرب والمُسلمين في بلادِ الغرب إِذا؛
   أ/ بقِيَ المسلمُون يُعانون من ظاهرة التَّمييز الدِّيني والعُنصري!.
   ب/ بقِيَ الغربُ يتبنَّى السِّياسات التدميريَّة في بِلادنا وتحديداً في منطقة الشَّرق الأَوسط!.
   يضحكُ على ذقنهِ مَن ينتظر من اليمني في الولايات المتَّحدة مثلاً أَن يندمجَ في المُجتمع وهو يرى يوميّاً نتائج السِّياسات التدميريَّة التي تتبنَّاها واشنطن في بلادهِ!.
   وكذا الحالُ بالنِّسبةِ إِلى العراقي والإِيراني والسُّوري والأَفغاني والفلسطيني وكلِّ الدُّول الأُخرى!.
   إِنَّ الإِندماج ليسَ برامجٌ فارغةٌ من المُحتوى، أَو شِعاراتٌ برَّاقةٌ، إِنَّهُ حقائقٌ ووقائعٌ تبدأُ بالسِّياسات التي يجب أَن تتغيَّر ليطمئِنَّ لها المُسلمون في بلادِ الغربِ ويستوعبُونها!.
   ٦/ جريمةُ نيوزيلاندا الإِرهابيَّة آخرُ إِختبارٍ لمصداقيَّة الغرب، فإِذا لم يُسارع لإِستصدار تشريعاتٍ محليَّة ودوليَّة تجرِّم الكراهيَّة ضدَّ المُسلمين فإِنَّنا مُقبلونَ على تصعيدٍ إِرهابيٍّ [إِسلامي/عُنصري أَبيض] بشَكلٍ غَير مسبوقٍ! خاصَّةً وأَنَّ آلآف العناصر الإِرهابيَّة في طريقِها للعَودةِ إِلى بُلدان المنشأ، وأَقصد بها أُوربا والغرب عموماً!. 
   ٧/ إِذا أَردنا أَن نُساعدَ الرَّأي العام العالمي والغربي تحديداً على التَّخفيف من ظاهرةِ الإِسلاموفوبيا فعلينا كأَتباعٍ لمدرسةِ أَهل البيت (ع) أَن ننشُر قِيم المدرسة ومناهجَها الإِنسانيَّة.
   من واجبِنا أَن نعملَ على نشرِ علُومِ أَميرِ المُؤمنينَ (ع) وبرامجهِ في شتَّى المجالات، السياسيَّة والإِداريَّة والتنمويَّة والحقوقيَّة وغيرِها، فما موجودٌ في نهجِ البلاغةِ من علومٍ ومعارفَ يمكنهُ أَن يقدِّم [إِسلاماً] حقيقيّاً مُغايراً كليَّةً عن الإِسلام [الإِرهابي التَّكفيري] الذي تبشِّر بهِ الجماعات الإِرهابيَّة التي تتَّخذ من الوهابيَّة والتطرُّف والتزمُّت الدِّيني والتَّكفير وإِلغاء الآخر وبالهدمِ الدَّم مُلهِما لها في نهجِها التَّدميري الذي يوظِّفهُ الإِرهابيُّون العنصريُّون كذريعةٍ لارتكابِ جرائمهِم البشِعة ضدَّ الأَبرياء!.   
   ١٩ آذار ٢٠١٩
                            لِلتَّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=131604
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 03 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18