• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مِنَ الرَّقابةِ البرلمانيَّةِ إِلى الرَّقابةِ الشعبيَّةِ! .
                          • الكاتب : نزار حيدر .

مِنَ الرَّقابةِ البرلمانيَّةِ إِلى الرَّقابةِ الشعبيَّةِ!

    ١/ لم يعُد العراقيُّون يثقونَ بالرَّقابةِ البرلمانيَّة التي من المُفترض أَن يتحمَّل مسؤُوليَّتها مجلس النوَّاب باعتبارِها أَحد أَهم مسؤُوليَّاتهِ الدُّستوريَّة!.
   فلقد ثبُت بالتَّجربة الطويلة والمَريرة أَنَّهُ نُسخةً طِبق الأَصل للحكومةِ! وهو كذلكَ نُسخةً طِبق الأَصل لكلِّ الأَحزاب والتيَّارات والكُتَل والزَّعامات المُتصدِّية للعمليَّة السياسيَّة منذ التَّغيير عام ٢٠٠٣!.
   وكلُّنا نعرف جيِّداً فإِنَّ الحكومة، أَيَّة حكومة في العالَم، تفلِت من الرَّقابة البرلمانيَّة ولأَيِّ سببٍ كان لا يمكنُ أَن تُنجز مهامَّها ومسؤُوليَّاتها مهما كانت نزيهةً وجادَّةً في تنفيذِ برنامجِها الحكومي! فكيفَ إِذا كانت مُستنسخةً من كُتل البرلمان بالمُحاصصةِ؟!.
   ٢/ فما الحلُّ إِذن في هَذِهِ الحالةِ؟!.
   برأيي فإِنَّ على العراقيِّين أَن يغسلُوا أَيديهم من الرَّقابة البرلمانيَّة فلا ينتظرُوا من مجلس النوَّاب أَن يُنجز شيئاً على هذا الصَّعيد وينتقلُوا إِلى مرحلة الرَّقابة الشعبيَّة! وهذا النَّوع من الرَّقابة بحاجةٍ إِلى أَن يتحمَّل كلَّ مُواطنٍ مسؤُوليَّتهُ في رقابةِ الأَداء السِّياسي ومُحاسبة السياسيِّين بكلِّ الطُّرق المُمكنة التي كفلها الدُّستور كالتَّظاهر والإِعتصام وعرائِض الإِستنكار المليونيَّة والإِعلام وغير ذلك!.
   ولا ننسى فإِنَّ مثل هَذِهِ الرَّقابة بحاجةٍ إِلى أَن يطغى الولاء الوطني على أَيِّ ولاءٍ آخر، لأَنَّ الشَّعب [القافُل] الذي يعبدُ [عِجلاً سميناً] ويصفِّقُ خلف [القائِد الضَّرورة] [بالرُّوح بالدَّم] ويصرخ للفاسدِ والفاشلِ [علي وياك علي] وأَنَّ لكلِّ جماعةٍ ومكوِّن أَصناماً تُعبَدُ من دون الله فتكثر الخطوط الحمراء في البلادِ حتى يصلَ عددِها بعددِ أَنفاسِ المُواطنين! إِنَّ مثل هذا الشَّعب لا يمكنُ أَن يُمارس هذا النَّوع من الرَّقابة أَبداً وبالتَّالي ستنزلق البلاد ومُجمل العمليَّة السياسيَّة من سيِّءٍ إِلى أَسوأ!.
   ٣/ لقد كانَ البرلمانُ والحكومةُ في موقفٍ مُحرَجٍ للغايةِ بعد مأساة العبَّارة فلم يكُن أَمامهُم إِلَّا تقديمِ كبشِ فداءٍ من أَجلِ تهدِئة الشَّارع الغاضِب وامتصاصِ النَّقمة الشعبيَّة التي كانت في أَوجها خلال الأَيَّام القليلةِ الماضية! وهذا ما كانَ!.
   أَمَّا التَّحقيق الموعود والحقائق والمسؤُولية المُباشرة وغَير المُباشرة فلقد أُسدل عليها السِّتار كما أُسدل من قَبْلُ على عدَّة مآسي سابقة مرَّت على العراقيِّين كمأساة جسرِ الأَئمَّة وتفجير الكرَّادة وسبايكر وسقوط المَوصل وغيرِها العشرات بل المِئات من المآسي التي قُيِّدت ضدَّ مجهولٍ!.
   وستظل كلَّ مآسي العراقيِّين تُسجَّل ضدَّ مجهولٍ إِذا ظلَّت المسؤُوليَّة في غُرفة الإِنعاش تُصارع المَوت إِن لم تكُن قد ماتت بالفِعل!.
   ٤/ إِنَّ الولايات المتَّحدة تصنع وتحرِّض على الإِرهاب في حالتَين؛
   الأُولى؛ عندما تخلُق التَّنظيمات الإِرهابيَّة وتدعمها في بُلدانِنا كما هو الحال عندما خلقت [داعش] ودعمَتها لتستولي على أَراضي واسعةٍ من العراقِ وسوريا! وهي الحقيقة التي نطقَ بها الرَّئيس ترامب عشَرات المرَّات وهو يتحدَّث عن أَخطاء السِّياسة الخارجيَّة التي انتهجتها إِدارة الرَّئيس أُوباما وشخص وزيرة خارجيَّتهِ هيلاري كلنتون!.
   الثَّانية؛ عندما تُمارس وتفرض سياسات خاطِئة تتجاوز بها حتَّى القرارات الدوليَّة فضلاً عن إِرادات شعُوب المنطقة لفرضِ أَمرٍ واقعٍ كما هو الحال في قرارِ الرَّئيس ترامب القاضي باعترافِ واشنطن بسيادةِ [إِسرائيل] على الجولان!.
   صحيحٌ أَن مثل هَذِهِ القرارات الرِّئاسيَّة لا تُغيِّر من الواقع والجُغرافيا شيئاً وأَنَّها ليست أَكثر من بالونات سياسيَّة يقدِّمها الرَّئيس ترامب هديَّةً لحليفهِ نتنياهو قُبيل الإِنتخابات النيابيَّة المُرتقبة في [إِسرائيل] لإِنقاذهِ من الهزيمةِ المُحتملةِ وهو يراهُ يترنَّح تحت ضغطِ فضائحِ الفسادِ المدوِّيةِ! إِلَّا أَنَّها تُقدِّم، في نفسِ الوقتِ، الذَّريعة [الدسمة] التي يحتاجها الإِرهابيُّون الذين يُتاجرُون بالقضايا الإِستراتيجيَّة للأُمَّة لتجنيدِ ضحاياهُم من أَجل المزيدِ من العُنف والإِرهاب في المنطقةِ والعالَم!.
   ٥/ سياسيّاً فإِنَّ عُدوان نظام [محمَّد منشار] على اليَمن قد إِنتهى لصالح الشَّعب اليمني الذي قاتل قِتال الأَبطال لردعِ هذا العُدوان البربري الهمجي الذي دعمهُ العالَم بأَجمعهِ ضدَّ شعبٍ أَعزلٍ لا يمتلك إِلَّا إِيمانهِ بقضيَّتهِ الوطنيَّة المُقدَّسةِ!.
   وأَنا على ثقةٍ بأَنَّ ساعة الحِساب لهذا النِّظام البَدوي الهمجي الذي أَقام سُلطتهِ في الجزيرةِ العربيَّةِ بالهَدم والدَّم وظلَّ يوظِّف العُنف والإِرهاب لتوسيعِ نفوذهِ في المنطقة والعالَم، قد أَزفت وسيحاسبهُ المُجتمع الدَّولي وشعُوب المنطقة على كلِّ الجرائِم التي ارتكبها في العراق واليمن وسوريا ومصر وليبيا وغيرها من بُلداننا!.
   ٦/ لقد عرَّض العُدوان المنطقة برمَّتها إِلى الخطر وأَثار النَّعرات الطائفيَّة والإِقتتال الدَّاخلي.
   كما أَنَّهُ عرقل كلَّ فُرص النُّهوض والتَّنمية في دُول المنطقة ما سبَّب في إِستمرارِ تخلُّفِها وفشلِها!.
   ٧/ قد يَكُونُ تقرير [المُحقِّق مولر] قد أَجَّل توجيه الإِتِّهام للرَّئيس ترامب ولكنَّهُ لن يُلغيه!.
   والتَّقريرُ أَثبت حياديَّة التَّحقيق ليدحضَ كلَّ الإِدِّعاءات التي هرَّجَ بها الرَّئيس ترامب بشأنِ وجودِ مؤامرةٍ تستهدفهُ شخصيّاً، إِذ أَثبتت النتيجة أَن لا أَساس لها من الصِّحة وأَنَّها مجرَّد أَكاذيب لم ترقَ إِلى الواقع بأَيِّ شَكلٍ من الأَشكال!.
   كما أَنَّ فحوى التَّقرير عجَّلَ في نقلِ المعركةِ ضدَّهُ إِلى نيويورك التي تنتظر أَن يفتحَ المُحقِّقون عشرات الملفَّات الجنائيَّة ضدَّهُ قريباً!.    
   ٢٨




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=131948
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 03 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20