قد لا يعلم بعض الأثرياء, أن كسب الذهب, قد يدخله ناراً ذات لهب, فيستعمل أمواله للنار حَطب, جَهلاً منهُ أو طمعاً, بِزيادةٍ لما كَسَب.
لَيس من العار أن يستغل الثري, أمواله في أعمالٍ تفيد بني البشر, على أن يكون حائزاً على دراية تامة؛ أنَّ أمواله تذهب في الطريق الصحيح, دون أن يغمسها بأرباح سحت, تُذهبُ رأس ماله, وقد يفقد حياته لِضَرَرٍ, يُصيب الناس بأي شَكلٍ.
دَخَلَ الفساد الإنذار, باحثا عن آليات الدفاع, ألتي تُمَكِنَهُ من المحافظة, على كيانه المُهدد بالإزالة, بعد تسنم السيد عادل عبد المهدي, منصب رئاسة مجلس الوزراء, مُكلفاً من الكتل السياسية, بعد تشكيل البرلمان لدورته الجديدة, أملاً منها بتبييض الصفحة, والتَخلص من غضب الجماهير الغاضبة, جراء معاناة دامت عقداً ونصف, من نقصٍ حاد, في الخدمات وتفشي الفساد.
وعد السيد عادل عبد المهدي, بمحاربة الفساد المستشري, وعلى ما نعتقد, أنه في حيرةٍ نتمنى أن لا تطول؛ باحثاً عن نقطة الضعف, فكما هو معلوم, لا يوجد عملٌ بَشري, يَصل حَدَّ الكمال, لا سيما أنَّ كل الوزارات, نخرت بنسب متفاوتة وبأنواع متعددة, وبات القضاء عليها, كعملية حَلَّ للطلاسم, بدأً من الشركات الوهمية, وصولاً لمستثمرين تميزوا بالشراهة.
عمليات الاستثمار, تحتاج إلى برة ودراية, لا تخلو من الإضرار بالمواطن, إذا دخلها الفساد, , فكل مستثمر يريد العمل, فلابد أن يَدفع المستثمر, مبلغاً خارج العقود, ليبدأ العمل ويكون مدعوماً, من قبل المستلمين للرشوة, ولو على مصلحة المواطن, وغالباً ما تتم تلك العملية, في مجالس المحافظات أو مكاتب المحافظين, أو المدراء العامين للدوائر.
لا تخلو فاجعة غرق العبارة, من الفساد المُهلِك, فلا يمكن أن تُهمَل, كل آليات السلامة, ما لم تكن خيوط الإهمال, مرتبطة بدعم مجموعةٍ من حيتان الفساد, المنغمسة بحب الثروة, لتُزهَق أرواح بريئة, لا ذنب لها غير أنها, خرجت لتتنفس الحرية, بعد التَحَرر من داعش.
بدأ العمل سريعاً بحضور مكثف, من رئيس الجمهورية والحكومة والبرلمان, لكشف تلك الخيوط, لإحالة القضية إلى القضاء, الذي سيقولُ قولته الفصل, وأن لا تُحفظ القضية تحت جملة, تقيد القضية ضد القضاء والقَدَر.
هل ستكون فاجعة عبارة الموصل, نقطة الضعف في الاِستثمارات, التي ستكشف كثيراً من عمليات الاِستهانة, بأرواح المواطن العراقي, لتصل إلى قمة الفساد, المتلاعب بأقدار الناس, ومقدرات البلد؟
لابد أن النتيجة ستكون للفساد صادمة, لتشمل كل المفاصل الخافية, لتعيد العمل بأيادٍ أمينة, بعيداً عن الشعارات الرنانة, وتقطع الأيادي الآثمة.
|