• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : أخبار وتقارير .
              • القسم الفرعي : أخبار وتقارير .
                    • الموضوع : العتبة الكاظمية ترفع راية الحزن، وممثل المرجعیة یؤکد: مهمة المبلغ هي الدعوة لأصل الدين ونشر تعاليمه الثابتة .

العتبة الكاظمية ترفع راية الحزن، وممثل المرجعیة یؤکد: مهمة المبلغ هي الدعوة لأصل الدين ونشر تعاليمه الثابتة

مرة أخرى يُجدد محبو أهل بيت النبوة عزائهِم وهم يستذكرون إمامهم كاظم الغيظ “عليه السلام” وما تعرّض إليه من قبل حكّام وطواغيت بني العبّاس من أساليب همجية، وهو في قعر السجون وظلم المطامير، إذ يقفون اليوم على أعتابه مُلبّين النداء لمولاهم المظلوم المسموم باب الحوائج الإمام موسى بن جعفر الكاظم “عليه السلام”، يتجدّد فيهم العزم وهم يرفعون رايتَيْ الحزن والأسى، إذ شهدت رحاب الصحن الكاظمي الشريف مساء الجمعة 21 رجب الأصب 1440هـ، الموافق 29 آذار 2019 تبديل رايتَيْ قبتَيْ الإمامين الجوادين “عليهما السلام” برايتَيْ الحزن السوداويتين وسط مراسم مهيبة جرت بحضور الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة الأستاذ الدكتور جمال عبد الرسول الدباغ، والسادة أعضاء مجلس الإدارة، وممثل المرجعية الدينية العُليا سماحة الشيخ حُسين آل ياسين، وكوكبة من السادة الأجلاء والمشايخ الفضلاء في المشروع التبليغي الحوزوي، وممثلي العتبات المقدسة والمزارات الشريفة، وعدد من الشخصيات الرسمية والاجتماعية وزائري الإمامين الجوادين “عليهما السلام”.

استُهلت المراسم بتلاوة مباركة من الذكر الحكيم شنّف بها قارئ العتبة المقدسة الدكتور رافع العامري أسماع الحاضرين، بعدها مشاركة لمواكب مدينة الكاظمية بمراسم تأبينية حاملين فيها رايات الولاء بهذه الفاجعة الأليمة، أعقبها كلمة الأمانة للعتبة الكاظمية المقدسة والتي ألقاها أمينها العام قائلاً: ( لقد ظلَّ دأبَ الظالمينَ في كلِّ عصرٍ ومِصرٍ أن ينالوا من أولياءِ اللهِ الذين خصَّهم بالكرامةِ ورفعَهم درجاتٍ وأوْكَلَ إليهم أمرَ الأمَّةِ بشؤونِها كافَّةً، فعَمَدوا إلى وضعِ العصيِّ في عَجَلَةِ المسيرةِ الإنسانيةِ نحو التكاملِ، ووضعِ العراقيلِ أمامَ كلِّ نهضةٍ باتجاهِ الخيرِ واستتبابِ العدلِ ونشرِ الفضيلةِ؛ كلُّ ذلكَ من أجلِ فرضِ سيطرتِهم على مقدَّراتِ الأممِ وإشباعِ شهواتِهم في بسطِ النفوذِ والتحكّمِ برقابِ العبادِ والغرقِ في اللذائذِ المحرّمةِ. فكانتْ حلقةً من تلك الحلقاتِ الزمنيةِ هي مواجهةُ الإمامِ الكاظمِ “عليه السلام” لطاغوتِ عصرِهِ عندما أثبتَ الإمامُ “عليه السلام” للدنيا زيفَ تمثيلِ حكّامِ زمانِهِ للمسلمينَ وانحرافِهمْ عن مسيرةِ الإسلامِ الحقَّة. بعدها غودِرَ مسموماً على يدِهم، فأبى التاريخُ إلّا أن يسجّلَ المدينةَ باسمِهِ ويكتبَ لها الخلودَ بفضلِهِ، وأقصى التاريخُ عدوَّ الإمامِ فجعلَ المدينةَ التي كان يدّعيها تنبذُهُ وتضنُّ عليهِ حتى بموضعٍ لجثمانِهِ يحويهِ في ترابِها.

وأضاف: إنّ في مسيرةِ الإمام “عليه السلام” وجهادِهِ دروساً كثيرةً، حريٌّ بنا أنْ نستفيدَ منها. لقد تعلّمْنا من سيرتِهِ “عليه السلام” كظمَ الغيظِ والصبرَ على الشدائدِ وأهميةَ الأمرِ بالمعروفِ والنهيِ عن المنكرِ في صلاحِ الأمّةِ، فضلاً عن السعيَ في إعانةِ المظلومِ، والوقوفَ في وجهِ الظالمين).

وكانت هناك كلمة للمشروع التبليغي في الحوزة العلمية الشريفة ألقاها عنهم مُمثل المرجعية الدينية في مدينة الكاظمية المقدسة سماحة الشيخ حُسين آل ياسين توجّه في مطلعِها بتقديم العزاء إلى الإمامين الجوادين “عليهما السلام” والإمام الحجة “عجل الله فرجه الشريف” نيابةً عن المقاتلين المرابطين في ساحات الوغى وعن الشهداء والجرحى وعوائلهم، كما بيّن قائلاً: ( أن مهمة المُبلّغ هي الدعوة إلى أصل الدين ونشر تعاليمهِ الثابتةِ والمتمثلة بالسُنن والمحكمات في كتاب الله العزيز، ومحاسنِ كلمات النبي المصطفى “صلّى الله عليه وآله وسلم” والأئمة “عليهم السلام” ووعظ الناس وإرشادهم لكي يزدادوا إيماناً بالله تعالى واستعداداً ليوم الجزاء، ويسعوا إلى تَصفيةِ النفوس وتَهذيبها من الصفاتِ الرذيلة وتحليتها بمكارم الأخلاق، ومحامد الصفات ويُحسن التعامل مع الآخرين حتى من يخالفهم في الدين والعقيدة وليس للمبلّغ أن يجعل المنبر طريقاً إلى نشر الآراء الشخصية ومثير للفرقة والاختلاف فمن يسلك هذا المسلك من التَبيلغ والخطابة لا ينبغي للمؤمنين أعزّهم الله الركون إليه..

وأضاف سماحته هذه هي رسالة المشروع التبليغي في الحوزة العلمية الشريفة إذ يأتي بخدمتكم جميعاً بفضلاء الحوزة وأساتذتها وطلّابها كما عوّدكم بالتذكير بالقيم العظيمة للإسلام، وإجابة المسائل الشرعية المختلفة والاستماع إلى هموم الناس متوكلاً على الله تعالى مستنداً إلى المرجعية المباركة، ومدعوماً من إدارة العتبات المقدسة مع الإشارة الخاصة للأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة في هذه المناسبة محبّاً لأرواحكم ونسأل الله تعالى أن يتقبّل من الجميع أعمالهم وزيارتهم وبكائهم وتفجّعهم لمصائب آل محمد “عليهم السلام”).

بعدها تم استبدال رايتَيْ القبتين الشريفتين بالرايات السوداء.

كما شهدت المراسم استماع الحضور والمعزين لتسجيل صوتي لخادم المنبر الحسيني الشيخ سعيد المعاتيق، ثم اختتمها الرادود الحسيني عمار الكناني بمجموعة من المراثي والقصائد العزائية واسى بها النبي الأكرم وأهل بيته الأطهار “عليهم السلام” بهذه المصيبة الراتبة.

كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ للهِ ناصرِ أوليائِهِ ومعزِّ أصفيائِهِ والصلاةُ والسلامُ على خيرِ رسلِهِ وأنبيائِهِ، محمّدٍ الخاتمِ المصطفى وآلِهِ الأخيارِ الخُلّصِ من خلفائِهِ.

السلام عليك سيدي ومولاي موسى بن جعفر وصيِّ الأبرار وإمامِ الأخيار وعَيبةِ الأنوار ووارثِ السَكينة والوقار والحِكمِ والآثار المعذّب في قعر السجونِ وظُلمِ المطاميرِ ذي الساقِ المرضوضِ بحَلقِ القيودِ ورحمة الله وبركاته

السلام عليك سيدي ومولاي محمد بن عليٍ الجواد وأحسنَ اللهُ لكم ولنا العزاء وأعظمَ الأجر في ذكرى استشهادِ جدّكم الإمام موسى الكاظِم عليه السلام. الحضورُ الأكارم مع حفظِ المقاماتِ والألقاب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

قبلَ ما ينوفُ على الألفِ وربعِ الألفِ من السنين، مرَّ مِنْ ها هنا تابوتُ سيد بغداد وحاميها، فيهِ سَكينةٌ، حملتْهُ الملائكةُ على أكفِّها قبل أكفِّ المؤمنينَ الموالينَ، فأخذتْ السَكينةُ محلَّها من هذهِ الأرضِ فاكتسبتْ منها القدسيةَ وتوشّحتْ بوشاحِ النورِ المحمديّ العلويّ وحَمَلَتْ على صدرِها وسامَ الشرفِ بعد أن احتضنَتْ بَضْعَةً من النبيِّ الأكرمِ (صلّى الله عليه وآله وسلّم).

ومنذ ذلك اليومِ والجموعُ الغفيرةُ من المؤمنينَ تقفُ في كلِّ عامٍ من هذا الموسمِ لتستذكرَ ذلك الموقفَ، وتئنَّ لأنينِ الجسرِ الذي طُرِحَتْ عليهِ جنازةُ الطيّبِ بن الطيّبِين الإمامِ موسى بن جعفرٍ (عليه السلام) الذي قضى بالسُمِّ على يدِ طاغيةِ عصرِهِ التي تجرَّأتْ على اللهِ تعالى فامتدّتْ لتبطشَ بأوليائِهِ وأمنائِهِ وخلفائِهِ في الأرض.

لقد ظنَّ الطاغيةُ أنَّهُ كَسَبَ الجولةَ وضَمِنَ النصرَ ولم يلتفتْ إلى بُعد القضيةِ وثقلِ العهدِ الذي قطعَهُ اللهُ تعالى لأوليائِهِ بالنصرِ. قال تعالى: (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ). فبقيَ موسى بنُ جعفر (عليه السلام) حيّاً بعد دفنِهِ وماتَ الطاغية حتى قبل هلاكِه بعد أن انهزم أمامَ جمعِ الإيمانِ الصامدِ، وباءَ بالخزيّ في الحياةِ الدنيا قبل أنْ يُرَدَّ مأثوماً بجريمتِهِ أمامَ المحكمةِ الإلهيةِ يوم القيامة.

الأخوةُ المؤمنون..

لقد ظلَّ دأبَ الظالمينَ في كلِّ عصرٍ ومِصرٍ أن ينالوا من أولياءِ اللهِ الذين خصَّهم بالكرامةِ ورفعَهم درجاتٍ وأوْكَلَ إليهم أمرَ الأمَّةِ بشؤونِها كافَّةً، فعَمَدوا إلى وضعِ العصيِّ في عَجَلَةِ المسيرةِ الإنسانيةِ نحو التكاملِ، ووضعِ العراقيلِ أمامَ كلِّ نهضةٍ باتجاهِ الخيرِ واستتبابِ العدلِ ونشرِ الفضيلةِ؛ كلُّ ذلكَ من أجلِ فرضِ سيطرتِهم على مقدَّراتِ الأممِ وإشباعِ شهواتِهم في بسطِ النفوذِ والتحكّمِ برقابِ العبادِ والغرقِ في اللذائذِ المحرّمةِ. فكانتْ حلقةً من تلك الحلقاتِ الزمنيةِ هي مواجهةُ الإمامِ الكاظمِ (عليه السلام) لطاغوتِ عصرِهِ عندما أثبتَ الإمامُ (عليه السلام) للدنيا زيفَ تمثيلِ حكّامِ زمانِهِ للمسلمينَ وانحرافِهمْ عن مسيرةِ الإسلامِ الحقَّة. بعدها غودِرَ مسموماً على يدِهم، فأبى التاريخُ إلّا أن يسجّلَ المدينةَ باسمِهِ ويكتبَ لها الخلودَ بفضلِهِ، وأقصى التاريخُ عدوَّ الإمامِ فجعلَ المدينةَ التي كان يدّعيها تنبذُهُ وتضنُّ عليهِ حتى بموضعٍ لجثمانِهِ يحويهِ في ترابِها.

إنّ في مسيرةِ الإمام (عليه السلام) وجهادِهِ دروساً كثيرةً، حريٌّ بنا أنْ نستفيدَ منها. لقد تعلّمْنا من سيرتِهِ (عليه السلام) كظمَ الغيظِ والصبرَ على الشدائدِ وأهميةَ الأمرِ بالمعروفِ والنهيِ عن المنكرِ في صلاحِ الأمّةِ، فضلاً عن السعيَ في إعانةِ المظلومِ، والوقوفَ في وجهِ الظالمين.

أيها الحفلُ الحزينُ..

جئنا اليوم في هذه الذكرى الأليمة نعزّي صاحبَ العصرِ والزمانِ (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) بفاجعة استشهادِ جدِّهِ موسى بن جعفر (عليه السلام) وننشرُ رايةَ الحزنِ في رحاب هذا المكان المطهّر، فلنكنْ جميعاً على مستوى الموقفِ، ونحنُ بحضرتِهِ (عجّل الله فرجه) نقدِّمُ له العزاءَ في هذه الذكرى الأليمةِ، ونعاهدُهُ على السيرِ على خطاهُ المباركةِ وخطا جدِّهِ موسى بن جعفر (عليهما السلام) لعلّنا ننالُ الشرفَ بنيلِنا لقبَ (الشيعيِّ الموالي) ونكونُ من الفائزينَ في الدارين.

نسألُ اللهَ تعالى بحقِّ الإمامين الجوادين (عليهما السلام) عليهِ أن يُحْسِنَ لنا العزاءَ ويضاعفَ لنا الأجرَ في هذهِ الذكرى الأليمةِ وأن يؤتيَنا خيرَ الدنيا والآخرةِ وأن يحشرَنا في زمرةِ محمدٍ وآلِ محمد.

اللهم بلّغ إمامنا موسى الكاظِم عنّا تحية وسلاما، وآتنا مِن لدنك في موالاته فضلاً وإحسانا، ومغفرةً ورضوانا، إنك ذو الفضلِ العميم والتجاوز العظيم برحمتك يا أرحم الراحمين.

أتوجه بالشكر والامتنان إلى الأساتذة والفضلاء العاملين في المشروع التبليغي للحوزة العلمية، وإلى ديوان الوقف الشيعي وأمانات العتبات المقدسة والمزارات على دعمهم المتميز، وإليكم حضورنا الكريم على تشريفكم بالحضور، وإلى المؤسسات الأمنية والخدمية والإعلامية على جهودها الكبيرة، ولأهالي الكاظمية الكرام وللمواكب الحسينية والمتطوعين على ما يقدّمونه للزائرين، وإلى خدمِ الإمامين الجوادين (عليهما السلام) الذين أقاموا هذا الحفل، ومن هذا المكان المقدّس نحمد الله على نِعمه التي لا تُحصى ومنها النصر المؤزّر على أعداء العراق وندعوه سبحانه أن يرحمَ العبادَ والبلاد، ويرحمَ الشهداءَ السعداء ويُعين أهليهم على ما هم فيه، ويمنَّ على الجرحى والمرضى بالشفاءِ العاجل، ويردَّ النازحين إلى مساكنِهم، ويعمَّ بلدَنا الأمن والأمانِ إنه سميعٌ مجيبٌ، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصلّى اللهُ على محمدٍ وآلِ محمدٍ الطيبين الطاهرين.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=131983
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 03 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18