في رواية الكاتب الروسي دستويفسكي ( الاخوة كرمازوف) وفي فصل المفتش الاعظم ، يتخيل الروائي السيد المسيح وقد عاد ليلقي نظرة الى من جاء يدعوهم الى السلام و المحبة ، وضحى بحياته من اجلهم ايضا !.
والفكرة ليست غريبة او بعيدة عن المخيال الجمعي فهي مستمدة من موروث سحيق يتحدث عن عودة عدد من المخلصين الى الحياة كعودة الروح الى الجسد او عودة المصلح كي يكمل رسالته وما شابه ذلك .
واذا كان التراث الاسلامي يزخر بالتصورات و المعتقدات التي توسع من دائرة العلاقة بين حياتنا وما يحدث لها بعد الموت فان المخيال الشعبي آمن في جانب من جوانبه بمثل هذه العودة !
ولا نريد اثارة فتنة فما نحن فيه -اليوم- يكفي ولا نريد اثارة انقسامات فما يحدث للفرق والجماعات والكتل فاق التصور .. ، انما للحظة خاطفة ، ماذا لو ظهر طيف المصطفى ، والقى نظرة الى واقع البشرية والى الامم ، وشاهد ما يحدث من صراعات و صدمات فساد وفقر و صخب و خراب ...؟
فماذا سيقول طيف المصطفى ...؟
وما سنقول لهذا الطيف ...؟ لان الانسان الحكيم سيسأل نفسه : الم تكن رسالة الانبياء والرسل رحمة للعالمين ...؟ فأين -هو- الخلل ام ان الانسان منذ خلق حمل معه جرثومة الصراع والعنف والفساد وحتى يوم تقوم الساعة ، وتنتهي حياتنا فوق هذا الكوكب ...؟
لا نعرف ماذا سيقول طيف المصطفى وهو يتأمل حاملات الطائرات والغواصات النووية ، واسلحة الدمار الشامل ومايحدث في الارض من حروب و فتك و قتل وفاقة و تشرد ومعسكرات اعتقال و امراض ومتاهات لا تحصى ولا تعد .
وكأن البشرية لم تصغ الى تعاليم الرسل والانبياء ولم تتعلم منها شيئا كثيرا أو حتى قليلا عدا ترك الكراهية تذهب ابعد مما كانت عليه في ازمنتهم !
الم يأت الانبياء و الرسل للاصلاح وهدى والانتقال بالانسان من عصر الظلمات الى عصر النور ومن عصر الخراب الى عصر البناء و الاعمار !
الم تكن حكمة المصطفى الاولى في فاتحة الكتاب هي: الرحمة لان الله رحمة دون اغفال ان رحمة الله بلا حدود !
|