• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كونوا في قلب الحسين (عليه السلام).. .
                          • الكاتب : حسين النعمة .

كونوا في قلب الحسين (عليه السلام)..

هل المهم أن يكون الحسين بقلبي؟ بقدر ما أكون في قلب الحسين (عليه السلام) وليس بكافٍ على كل فردٍ مسلمٍ أن يتعاطَ ويلتزم مع قضية الحسين (عليه السلام) تعاطيا والتزاما مشاعريا وحسب إنما التعاطي والتزام بالحسين شخصا وبالحسين منهجا وفكرا وعقيدة ومدرسة ورسائلا للحياة لنعيش ونبني هذه الحياة على أساس الحق والعدل، خصوصا إنه رسالة تتجدد مع كل عصر وحدث مورف العطاء.
ومما لا ريب فيه إن الإمام الحسين (عليه السلام) هو خير شاهد على التربية الحسنة بما قدمه للإنسانية من قيم البطولة والصبر والتضحية ونكران الذات، ورفض الظلم والانصياع للباطل، ففيه ترسخت كل القيم النبيلة وبتضحيته أنتصر الإسلام على قوى الشرك والقهر والطغيان.
وحينما ننظر نظرة متأملة فيما ورد من آراء الفلاسفة والمصلحين في مجال تربية الأفراد والمجتمعات نجد الاختلاف فيما بينها جلياً.
وقد يبدو المنظور الإسلامي لتنشئة الفرد وبناء المجتمع مختلفا عما سواه، فالإسلام الحنيف يحث أتباعه على انتهاج السبل أو إتباع الوسائل التي تكفل لهم التربية الإسلامية الحقة ومن ثم العيش الرغيد، ونفهم من ذلك انه يدلهم على الطرق التي تتيح لهم اجتناب الذنوب والرذائل، فإذا أخذوا بمفاهيمه الراقية وأسسه القويمة وطبقوها أحسن تطبيق سيسيرون في الاتجاه الذي يوصلهم إلى بر الأمان وهكذا فتُراث أهل البيت عليهم السلام الذي اختزنته مناقبهم ومآثرهم وسيرهم الوضاءة يعبر تعبيراً قوياً عن مدرستهم القائمة على التقوى والبر والإحسان والتي تربي الفرد والمجتمع على القيم النبيلة والمثل السامية في كل زمان ومكان.
لهذا لم تزل ثورته تتوسع وتهز عروش الطغاة والظالمين والمستكبرين، لأنها قامت على نصرة دين الله وإعلاء رايته، فشق دم الحسين عليه السلام الطريق الفداء، وكان وسيبقى الملهم للثوار والمجاهدين والمناضلين وأولي الألباب في كل حين.
والسؤال الذي يمكن أن يدور في الأذهان هنا هل إن كل من يدعي أنه حسينيا يتمثل ويتقلد بالتربية الإسلامية الحسينية؟ وليس هنالك أهم من تحدي وجهاد النفس الأمارة بالسوء لترويضها وتهذيبها عقلانيا ووجدانيا.
فالبحث الدؤوب عن السبل والأفكار والأفعال الصالحة، غالبا ما يُكون ميولا واضحة نحو الخير وهو هو دأب الإنسانية التي تعد من ضمن المفاهيم التي دعا لها الإمام الحسين (عليه السلام) فقد توالت الثورات والانتفاضات ضد الظلم وأصحابه وحاملي لوائه، منذ أن تمكن الإنسان على الفصل بين الحق والباطل، وبين العدالة والظلم، وحتى يومنا هذا، وفي عصرنا الراهن، بالاحتجاجات والانتفاضات والثورات، التي أزاحت ولا زالت تزيح الطواغيت من عروشهم تباعا. 
لهذا على جميع من ينتهج الفكر الحسيني طريقا للحياة، فردا كان أو مجموعة أو مذهبا أو سواه، أن يتخذ من هذا الفكر خريطة عمل في أدق تفاصيل حياته، وطالما أننا كمسلمين ونعترف بأحقية وأفضلية المنهج الحسيني على سواه ويتفق معنا في هذا فضلاء العالم أجمع، فمن الحري بنا، أفرادا أو جماعات، أن نبادر لعملية إصلاح واسعة مستمدة من هذا الفكر العظيم، لما يتسم به من قدرات هائلة، في مجالات وسمات تجعل من الإنسان أكثر قدرة على تقويم النفس، ومن هذه السمات، الاعتراف بالخطأ، والصبر على النوائب والعقبات، والدعوة الى المنهج الصحيح، وصيانة النفس عن الوقوع في الزلل، وما الى ذلك من محسنات كثيرة يتيحها هذا الفكر وهذا المنهج الإنساني، الذي اعترف بصحته وإنسانيته الآخرون قبل المسلمين. 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=13245
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 01 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19