• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هلالٌ بلونِ الشفق .
                          • الكاتب : مروة محمد كاظم .

هلالٌ بلونِ الشفق

قد بانَ هلال هذا الشهر السابحُ في الفضاء الممزوجِ بحُمْرَةِ شفقِ الغروب ، ثم اندرج إلى الجوزاء خارقًا تلكَ الرباباتِ المُحمَّلِة بزخاتٍ من مطر الخير الذي أرسلهُ المحبوب ، الجبينُ يتصببُ عرقًا ، والأحداقُ محلقةٌ نحوهُ في السماء، كان لذلك المولود المبارك أسرارًا خلف سجوف الغيب قد أخبر الله بها نبيه المصطفى (صلى الله عليه و آله وسلم ) ، فقد روى الكليني بسنده عن أبي خديجة عن أبي عبد الله [ الصادق] (ع) قال :《 لما حملت فاطمة (ع) بالحسين جاء جبرئيل إلى رسول الله (ص) فقال إنّ فاطمة ستلد غلامًا تقتله أمتك من بعدك فلما حملت بالحسين(ع) كرهت حمله . وحين وضعته كرهت وضعه . ثم قال أبو عبد الله(ع) تكرهه لما علمت أنّه سيُقتل . قال وفيه نزلت هذه الآية : ﴿وَوَصَّينا الإِنسانَ بِوالِدَيهِ إِحسانًا حَمَلَتهُ أُمُّهُ كُرهًا ووَضَعَتهُ كُرهًا وحَملُهُ وفِصالُهُ ثَلاثونَ شَهرًا﴾》[ سورة الأحقاف : ١٥] (1) ، وتلد فاطمة (ع) وليدها ذا الستة أشهرٍ ، شبيه عيسى (ع) في الولادة ، و شبيه يحيى (ع) في الولادة والممات ، و يسمع رسول الله (ص) ببزوغه فيخفُّ مسرعًا نحو دار فاطمة (ع) ، والدمعة قد تلونت في عينيه بين الحزن والسرور ، ويؤذّنُ في أُذُنَيهِ ، ويشمُّ نحره باكيًا ، ويضمُّه إليه ويضعهُ في حِجْره متزملًا بخرقةٍ بيضاء ، فتبادرُهُ أسماءُ بنت عميسٍ بالسؤال : فداكَ أبي وأُمّي، ممَّ بكاؤك؟! قال (ص): من ابني هذا. قالت : إنّه وُلِدَ الساعة. قال (ص): يا أسماء ، تقتله الفئة الباغية من بعدي ، لا أنالهم الله شفاعتي ، ويكبر الحسين (عليه السلام) قبالة جده وتتعلق به روحه ، ويداعبه تارة، ويبكيه تارة، ويتألم لذلك قلب أبويه ، ويقول فيه :《حسينٌ مني وأنا من حسين ، أحبَّ الله مَنْ أَحبَّ حسينًا ، حسينٌ سبطٌ من الأسباط 》(2) ، وعن أبي جعفر (ع) قال:《كان رسول الله (ص) إذا دخل الحسين 
(ع) اجتذبهُ إليه ، ثم يقول لأمير المؤمنين (ع): آمسكه، ثم يقع عليه فيقبّله و يبكي ، فيقول: يا أبه ، لِمَ تبكي؟ فيقول: يا بُنيَّ ، أُقّبلُ موضعَ السيوف منكَ وأبكي . قال يا أبه ، وأُقتل؟ قال : إي والله ، وأبوكَ وأخوكَ وأنتَ . قال: يا أبه، فمصارعنا شتّى؟ قال: "نعم ، يا بني ، قال: فمن يزورنا من أُمتك؟ قال: لا يزورني ويزور أباك وأخاك وأنت إلاّ الصدّيقون من أُمّتي 》(3) 
قرّت به عينُ خيرِ الرسلِ ثمّ بكت 
فهل نهنّيهِ فيه أم نُعزّيه (4)
----------------------------------------
(1) الكافي للكليني : 1/464 ، وهنالك تفصيل لهذه الرواية في المصدر نفسه : ج1 ص464 رواية 4 ، و ينظر : الحسين في سورة الأحقاف : سامي البدري : ٨ – 10
(2) فضائل الخمسة للفيروزآبادي/ 3: 262 ، و صحيح الترمذي 2: 307
(3) البحار / 44 : 261، ح 14
(4) للشيخ محمّد جواد البلاغي .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=132464
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 04 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14