• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هل للطاغية حسنات ؟ تعالو نبحث عن حسنات الأنظمة البديلة !! .
                          • الكاتب : د . ماجد اسد .

هل للطاغية حسنات ؟ تعالو نبحث عن حسنات الأنظمة البديلة !!

 عندما يكون من الصعب لأسباب لا تحصى العثور على حسنة واحدة لنظام الصوت الواحد أو لنظام الدكتاتور أو الطاغية كالحديث عن الاستقرار وهو نسبي في النهاية ، في الداخل أو ضمن العلاقات الدولية بعد ان يجد الباحث أو المؤرخ ان هناك ما لا يحصى من الصفات التي يتحلى بها هذا الطاغية عبر عقود طويلة من تربعه على العرش وهيمنته على مراكز السلطات كافة ، صفات سَندت نظامه وتسترت على عيوبها بل جعلت منه منقذا أوحدا وخلاصا ومن غير وجود أية بدائل ممكنة أو محتملة له أو لنظامه .

لكن قراءة التاريخ تفصح عن حقائق مغايرة تماما فالتاريخ لا يمشي الا فوق ضحاياه ان كأنو طغاة أو كانو ابرياء كي تبزغ الصفات المغايرة أو البديلة فتظهر شعاراتها ووعودها ولكن هذا لايحدث بطيب خاطر أو كأنها محض ألعاب الكترونية أو كأنها مباريات في الشطرنج أو كرة القدم أو كأنها في حدها الأقصى شبيهة بمصارعة الثيران .

فالتغيرات ان لم تبقى متوهجة من غير وقود وما دامت السلطة منذ وجدت مع ظهور التجمعات البشرية لم ترتقِ الى النظام الذي تتحقق فيه مصالح الجميع وليس مصالح كتلة أو فئة أو طبقة من المكونات الاجتماعية فأن مفهوم الصراع والتصادم لم يتحول الى مسلسلات تجري أحداثها عبر المسرح أو عبر شاشة التلفاز ومن غير خسائر موجعة .

والمواطن في ارجاء المعمورة يعرف هذه البديهات ويعرف في الوقت نفسه ان حلمه واماله بظهور دولة خالية من العيوب ومن الأخطاء ومن الفساد ليس وهما أو هرولة خلف السراب ولكنه بعد ان فقد الكثير وبعد ان استنزفت حياته وقواه وموارده وأحلامه يتساءل: ماهي الحسنات أو الصفات التي تتمتع بها الأنظمة اَي كان شكلها واي كانت محركاتها ودوافعها وغايتها البديلة ؟ لان هذا المواطن يعلن بصوت جهوري ومرتفع وبأعلى إمكانيات الصراخ بأستحالة وجود حسنة واحدة لنظام الرجل الواحد اَي نظام الطاغية الا اذا كان هذا الاستثناء من اتباع الصوت الواحد أو الأعمى الذي لم ير ما حدث من سلب للحريات والحقوق ولكنه لم يغلق فمه ازاء الأنظمة البديلة ولن يكف البحث عن حسناتها كي يتمسك بها عندما يجد مصيره ومستقبله فيها وليس ان يضطر بالرمز أو علانية الى الصمت أو للحديث عن حياته التي لم تهدر حتى في زمن اعتى الجبابرة والطغاة.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=132766
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 04 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28