يقول اليهود والصهاينة أنهم إشتروا معظم الأراضى الفلسطينية من الفلسطينين عندما عرضوا عليهم أضعاف قيمتها , ويقول الفلسطينيون أنهم لم يبيعوا شيئا وأن اليهود قاموا بالإستيلاء على أراضيهم بالقوة, والحقيقة هى بين هذا وذاك, فقد بيعت الكثير من الأراضى الفلسطينية الى اليهود , وكان معظم ما بيع لليهود من أراضى كانت مملوكة لعائلات ( معروفة) ولكنها لم تكن تعيش فى فلسطين اصلا,وكانوا فى سوريا او لبنان او غيرها, وعندما بدأت السلطات البريطانية فى منع الهجرة الى فلسطين, واصبح من الصعب على أصحاب الأراضى الدخول الى فلسطين قاموا ببيعها لليهود ففيما يبدوا كانوا هم المشترون الوحيدون فى السوق , وهناك فى الحقيقة أسماء هؤلاء ومقدار ما باعوه, ولكن ذلك ليس فى مجال المقالة , ويقال ان ما باعوه لا يتعدى ما بين 20-40% من حجم الأراضى, وهذا ما ينافى ما يقوله الصهاينه, ويقال أيضا ان معظم الأراضى لم تكن مملوكة للفلسطينين بل كانت أراضى (حكومية) , كما يقال انه بعد أن فر الفلسطينيون فى عام 1948, كانت الأرض بلا أصحاب فأستولى عليها اليهود, وأن ما كان الفلسطينييين يمتلكونه من الحجم الكلى للأراضى لا يزيد عن 15-20% .

الخلاصة ان الحقيقة فيما يبدو ليست ما قاله الفلسطينيون او ما قاله اليهود, بل هى شيئ بين هذا وذاك..
ولكني وحسب اطلاعي الفلسطينيين لم يصونوا ارضهم ولم يدافعوا عليها الا ما ندر , ولم يهتموا اصلا ان احتلت اراضيهم ام لم تحتل , فالمهم عندهم ان يفترشوا الخيم وتقوم المنظمات الانسانية بفتح افمامهم واطعامهم , وهذا ما كنا نشاهده للاخوة الفلسطينيين في العراق حين خرجوا من بيوتهم بايام الطائفية وسكنوا في الخيم على الحدود السورية - العراقية . رغم انهم لا علاقة لهم بكل ما يجري في العراق , ولكن يبدو انهم حنوا على ايام الخيم فهي روحهم وترحالهم .
اليوم بداءت عملية صفقة القرن بمراحلها الاخيرة , واسرائيل حسب ما يورد انها سوف لن تعطي اي حق للفلسطينين بل انها لن ولم تتنازل عن اي اتفاق , ومنها عدم عودة اللاجئين لبلدهم . فهذه النقطة كانت مدروسة من قبل جهات عدة وتاكدوا ان عدم عودتهم لانهم في السابق قد قبضوا ثمن ارضهم التي بيعت لاسرائيل , وصفقة القرن اعتقد انها ستكون الرفسة الاخيرة للمنظمات الفلسطينية , فانا كسياسي وكنت سابقا وزيرا للاتصالات انصح الاخوة الفلسطينيين بتجنب اي اتفاق , واعلنوا النفير العام واعتصموا في شوارع بلدكم واتحدوا فيما بينكم .. وهذا هو الحل الوحيد للحفاظ على وطنكم