• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الغاية الجيدة لا تبرر الوسيلة السيئة .
                          • الكاتب : علياء موسى البغدادي .

الغاية الجيدة لا تبرر الوسيلة السيئة

الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم.
نظريات التعليم عديدة ومتجددة وهي تهتم بتحسين أداء المعلم وتطويره وما يحدث  داخل الصف الدراسي وتزوده
بالأرشادات  والطرق التعليمية المفيدة من اجل تحقيق الاهداف التربوية التعليمية .والى جانب نظريات التعليم توجد نظريات التعلم التي تهتم بسلوك المتعلم وما يطرأ عليه من تغيرات إيجابية دائمة نسبيا كدلالة من دلالات التعلم وتهدف إلى تحسين سلوكه وتطويره وفق ما تظهره الدراسات الأبحاث العلمية.
ها أّذا علمنا أن العملية التعليمية عبارة عن مجموعة من العناصر والمهمات التي تقوم فيما بينها علاقات تفاعلية بحيث تشكل في النهاية نظامنا تربويا متكامل اللبنات للوصول إلى تحقيق أهداف المنظومة التربوية، وكذلك لتهيئة جيلا متعلما يساير ركب التطور العلمي والثقافي قادرا على خدمة مجتمعه، وطامحا إلى مستقبل زاهر مملوء بالإنجازات والنجاحات.
وان امكننا ان نعرف التعليم فنقول عنه :
(وهو العملية التي يقوم بها المعلم داخل الصف الدراسي لإكساب المتعلمين أهداف تعليمية منشودة وخبرات ومهارات معرفية.)
وان امكننا أن نعرف التعلم فنقول عنه :
(هي عملية يقوم بها المتعلم نفسه للبحث عن المعرفة دون معلم وبطريقة غير مباشرة كأن يتعلم المتعلم عن طريق الحياة أو عن طريق ما يشاهده او يستمع اليه من برامج متنوعة)
وبعض الباحثين في مجال التربية والتعليم صنف العملية التربوية التعليمية الى نوعين :
1-   تربية مقصودة قائمة على دورين مهمين اثنين أحدهما يأخذ دور المربي والثاني يأخذ دور المتعلم، ويتوقع كل منهما أن يحقق أهدافا تعليمية تعلميه مماثلة.
2-   تربية غير مقصودة قائمة على الاستفادة التعليمية المعرفية عن طريق الصدفة , لا تعكس جميع خصائص التربية المقصودة كوضوح الهدف، وحضور المربي والمتعلم ,عندما يستفاد الشخص من برنامج تلفازي او اذاعي معين للحصول على أفاده علمية او تربوية او تعليمية عن طريق الصدفة .
 
أن ما يهمنا بعد هذه المقدمة المتواضعة عن نظريات التعليم ,هي العملية التربوية التعليمية داخل غرفة الصف الدراسي التي يتسيد  أدوارها (المربي – والتلميذ ) .هي عملية كبيرة ومهمة وسلوك متنوع يختلف من شخص لأخر حسب القدرات الشخصية والمعرفية (العلمية – والبيئية ).والمهم هنا هو دور المربي المعلم الذي يمتلك عنوان (اخلاقي وعلمي )كبير وسامي ومسئولية كبيرة في بناء ونجاح التنمية الاجتماعية هو (القائد المصلح ) وهو المجاهد المستحق أجر الجهاد لأنه يجاهد في بناء أنفس صالحة ومتعلمة ينقل النور من مكان الى مكان لا يسال كم أخذت بل يسال دائما كم اعطيت .بعيد عن من يبنون القصور يبني مدائن من العلم والادب والرقي .وبعيدا عن ارصدة البنوك رصيده دائما يكون في القلوب .
ورغم الظروف الصعبة التي يعيشها الكادر التعليمي والكادر الاداري من معوقات مؤثرة داخل المدرسة . يظل السلوك الذي ينتهجه المربي المعلم داخل الصف هو العامل المهم في القضاء على هذه المعوقات وتجاوزها . ولا تبرر أبدا للمربي أن يستخدم العنف داخل الصف من اجل غاية تربوية او علمية . المعلم الناجح هو الذي يقدر تعلم التلاميذ ويدفعه قدما للإفادة من العلم وهنا يكمن التشجيع وقد يكون التشجيع بسيط أحيانا يكفي لتحقيقه قول ( هذا جواب صحيح ) أو ( جواب حسن ) أو ( أحسنت ) أو غيرها .وقد يكون التشجيع متمثلا بتقديم هدية لتلميذ تفوق في امتحان . والتلميذ ذو شخصيه متكاملة واحترام مشاعره أمر من الضرورة أخذه بعين الاعتبار .فلا تمس كرامته من قريب أو بعيد وفي ذلك درء لا ي ضرر يلحق به من الناحية العقلية. إن قدرة المعلم الناجح تتمثل في نجاحه في معرفته لاستخدام أدوات التشويق  .ولا يوجد اي مبرر لاستخدام العنف ضد(( التلاميذ الاطفال))
اسمحو لي ان أعرف لكم الطفل   حسبما هو وارد في المادة 1 من اتفاقية حقوق  للضرورة :
الطفل: ”كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة، ما لم يبلغ سن الرشد قبل ذلك بموجب القانون المنطبق عليه “. وتعريف العنف هو التعريف الوارد في المادة 19 من الاتفاقية : ”كافة أشكال العنف أو الضرر أو الإساءة البدنية أو العقلية والإهمال أو المعاملة المنطوية على إهمال أو إساءة المعاملة أو الاستغلال بما في ذلك الإساءة الجنسية“.
التعريف الوارد في التقرير العالمي عن العنف والصحة ( 2002 ): الاستخدام المتعمد للقوة أو الطاقة البدنية، المهدد  بها أو الفعلية، ضد أي طفل من قبل أي فرد أو جماعة تؤدي إلى أو من المرجح للغاية أن تؤدي إلى ضرر فعلي أو محتمل لصحة الطفل أو بقاؤه على قيد الحياة أو نموه أو كرامته. عندما يصبح العنف وسيلة للتربية فهذه طامة كبرى يا مصلحين . ومع الاسف الشديد والحسرة الكبيرة يوجد بعض من المعلمين والمعلمات ولأسباب واهية ومبررات غير مقنعه , يستخدمون الضرب مع التلاميذ والطلبة مع توجيه العنف بكلمات غير تربوية وهذا يؤدي الى نفور الكثير من التلاميذ وهروبهم من المدارس ليبحثوا عن حريتهم ولو على حساب مستقبلهم ما يؤثر سلبيا على تربية ونشوء الطفل وبالتالي التسبب بهدم واضعاف المجتمع برمته, او لجوء التلميذ او الطالب للعنف ايضا .صحيح ان غاية المعلمة نبيلة وعلمية بدرجة اكبر لمعاقبة التلميذ او الطالب المقصر لكن الوسيلة جدا سيئة لأنها تهدم ولا تبني وهي علاج وقتي اثاره سلبية . صحيح  أن   التلاميذ في الفصل وحركاتهم مصدر لا ينضب من المشاكل فعلى المعلم أن يواجه هذه المشاكل الطبيعية بذاتها بعقله لا بعواطفه بهدوء واتزان وأن لا يثور لا تفه ألا سباب أن تفهم مشاكل التلاميذ أمر محتم على المعلم .أن الحزم مرغوب فيه شريطة أن لا يصل لدرجة القسوة التي تؤثر في شخصيات التلاميذ وتصعقها بدلا من نموها وتكاملها أو تؤدي بهم أحيانا إلى العصيان والقوة وكلا الحالين مستهجن لا تقره أية نظرية تربوية سليمة.
أن المعلم وما يمتاز به من كفاءات ومؤهلات واستعدادات وقدرات ورغبة في التعليم هو الوحيد القادر على مساعدة الطالب على تحقيق الأهداف التعليمية بنجاح ويسر. وبرغم كل التكنلوجيا التربوية العلمية المستحدثات في مجال التربية يبقى المعلم هو العنصر الفعال والحاسم في عملية التدريس .
ان التزام المعلم بقوانين التعليم و أن يكون على درجة كبيرة من المرونة بحيث يستطيع الاستمرار في المهنة ، فيكتسب المعارف والمهارات المختلفة التي يحتاجها في ممارسته لعملية التدريس, وان أن يكون ذا شخصية قوية ، يتميز بالذكاء والموضوعية والعدل ، والحزم والحيوية ، والتعاون والميل الاجتماعي .وان يؤمن بان الموقف التدريسي هو موقف تربوي لابد ان يكون فيه تفاعل بين عناصره الاساسية , أن يكون ذا شخصية قوية ، يتميز بالذكاء والموضوعية والعدل ، والحزم والحيوية ، والتعاون والميل الاجتماعي , أن يكون مثلا أعلى لتلاميذه ، فبشخصية المعلم تبنى شخصيات التلاميذ ، لذلك ينبغي أن يكون المعلم نموذج يحتذى به للتصرف السليم في جميع المواقف التي تعترضه , أن يمتلك القدرة على ضبط الفصل ، وشد انتباه التلاميذ لما يدرّس ، وحفظ النظام داخل غرفة الدراسة ، وخلق مناخ مريح ، ومشجع على التعلم , الإلمام بأكثر من طريقة أو أسلوب لتنفيذ عملية التدريس . بل يجب أن يستخدم أكثر من طريقة في شرح الدرس الواحد ، وذلك حسب نوع الدرس المطروح للبحث والمناقشة .يجب ان يتميز بصوت واضح مميز , وان يتميز بالصدق والأمانة ، والمرح ودماثة الخلق ، والتواضع والتأدب في الألفاظ ، والتزين بالمظهر العام التربوي والكثير من الصفات الحسنة التي تجعل منه قائد ومصلح حقيقي مؤثر كبير في نمو التمية الاجتماعية ونجاحها وتقدمها ليعكس بهذه الصفات الاخلاقية الفطرية سلوك متميز داخل الصف يستطيع ان يوصل كل الغايات النبيلة العلمية التربوية بوسائل جيدة مثمرة , بعيدا عن اصحاب نظرية
الغاية تبرر الوسيلة نقول  أن الثواب أقوى وأبقى أثراً من العقاب في عملية التعليم ، وأن الضرب يترك أثراً على جسم الطفل ونفسيته بل ورغبته في الدراسة والتعلم ، والقول بأنه يحقق لانتباه وأداء الواجب وحفظ الدرس ، نقول  إن الغاية الجيدة لا تبرر الوسيلة السيئة ، وهذه النتائج لطيبة ستتوقف بمجرد انتهاء وزوال التهديد والخوف ، لأن السلوك في حالة التهديد يتسم بالآلية الميكانيكية ) إذ يتم تحريكه من الخارج ، فالدافعية للتعلم لا تنبعث من دخيلة المتعلم . والتعليم الإكراه لا يمس صميم السلوك بل القشرة الخارجية منه، ويبقى اللب يتأثر بالإقناع والحوار التربوي . قال النبي محمد (صلى الله علية واله وسلم ) :
( إن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف ) صدق رسول الله صلى الله علية واله وسلم



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=13446
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 01 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19