• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الخروج من البودقة .
                          • الكاتب : احمد احمد .

الخروج من البودقة

وتعلمنا بان الله سبحانه وتعالى يحاسب الانسان ويرفع من قدره ومن شأنه سواء طريقاً الى الجنان ام يحط من قيمته وبذلك ينتهي به المطاف الى قعر جهنم واضعا العقل المحرك الحقيقي والمرتكز لعمل الانسان وبوصلته للوصول الى جادة النجاة في نهاية حياته من عدمه وهذا يعتمد على معادلة صعبة التنفيذ باستخدام العقل مرافقا مع ما يدخل الانسان تحت رحمة الباري ام يخرجه منها بطاعة أوامر الله والابتعاد عن نواهيه .

قد تكون تلك الاحجيات صعبة على البعض ولا يمكن لنا حلها او اكمالها لاننا ننقسم بذلك الى ثلاثة اصناف فالصنف الاول يعلم حل الاحجية الا انه عقله لايستوعب قدرته على حلها والصنف الثاني يعلم جيدا انه يستطيع فك رموزها وحلها لكن لايحلها خوفا من المجابهة والثالث لايعرف حلها ولايحرك ساكن في معرفة حلها لانه عقله برمج بطريقة ما .

قد ينتابكم لحضة من الصدمة او الانبهار وتبدا مخيلتكم ترسم لي طريق اخر يتصف بسمات اولها ناصبي واخرها ملحد حينما تعلمون ماهية هذا المقال الذي سيتدرج عقلا بالشكل والمضمون لاكثر مهنة قد كسب منها اصحابها المال الكثير بفضل سذاجة الناس وعدم رغبتهم في تشغيل عقولهم حتى الا وهي مهنة التدين التي باتت ذات دخل اقل مايقال عنه وفير

الامر لايحتاج اكثر من ارتداء خواتم وكي الجبهة وحفظ بعض من روايات اهل البيت (ع) شريطة ان تكون تخاطب وجدان الناس وعقولهم وتحرك مشاعرهم لتكون بذلك وسيلة مباحة لمد اليد بجيوب السذج من الناس بطريقة احترافية لايمكن لها ان تخطر على بال احد انها نوع من انواع السرقات بالتنويم المغناطيسي وايقاف العقل البشري عن العمل .

حينما وقف الامام علي عليه السلام على جماعة يقفون اثره مخاطبا اياهم من انتم قالوا شيعتك يا امير المؤمنين فتفرس بوجههم ثم قال فمالي لا ارى عليكم سيماء الشيعة قالوا وما سيماء الشيعة ياامير المؤمنين صفر الوجوه من السهر عمش العيون من البكاء حدب الظهور من القيام خمص البطون من الصيام ذبل الشفاه من الدعاء عليهم غبرة الخاشعين _وسائل الشيعة ج١ ص ٦٩، لكننا اليوم لا نرى المقصودين بكلام امير المؤمنين على ارض الواقع فهم يعيشون حياة مترفة بشكل كبير هم وابناؤهم وتجد وجوهم حمراء وردائهم من ماركات عالمية وسمات الترف مطبوعة على جباههم و يعتاشون على البذخ الوفير من عرق الفقير .

ولو دخلنا بمقارنة بسيطة جدا هم يدعوننا الى التضرع باهل البيت والالتجاء اليهم في حالة المرض وطلب الحوائج وحينما يصيبهم داء فبلاد واطباء الكفر موجودة ولايهم قيمة العلاج وكلفته حتى وان تجاوزت المعقول !! ولانعلم من اين لهم بهاوهم يدعون الزهد ؟؟ ناهيك عن ما يتسببه ذلك بعقيدة المسلم من ضياع لانهم يطلبوا من الفقراء التعايش مع الفقر والتعودعليه وهم لايعملون بما يقولون ويسردون لنا روايات محاولين ربطها باجزاء مبهمة من القران كي نسلمهم الجمل بما حمل هذا بعد ان اوهمونا بان القرآن فيه سبع بحور ولايفهم معناه الانسان العادي ليصبح طريق السرقة معبداً بالشكل الذي يريدوه وكأن القران كتب باحرف لاتينية .

تدخل في مقارنة اخرى لكن هذه المرة لجيل اخر فنجد المدارس التي يدرس بها ابناؤنا لايتوفر فيها اي مقوم من مقومات كونها مدرسة تليق بطالبي العلم من ابناءالشعب المفترض هم عراقيين وترى اولادهم في الجهة الاخرى يدرسون في ارقى المدارس الاهلية وباشتراكات عالية الكلفة وتتوفر لهم كافة وسائل الراحة صيفا وشتاءاً ثم يتدرجون الى الدراسة الجامعية خارج العراق وباموال ايضا ذات ارقام مذهلة لمن يطلع عليها والسؤال الذي يدور في خلجي كما هو حالكم من اين لهم بتلك الاموال ومن اين تأتيهم وهم حسبما يدعون يستلمون رواتب ضئيلة من الحوزة وهي لاتتناسب مع حجم الانفاق !!.

نحن لسنا في صدد التسقيط او ضرب الاسلام كما يشيعون ع منابرهم دوما حينما يعلموا بان هنالك شخص قد كشف حقيقتهم ويزل اقدامهم عن الرمال الموهومة ويحاول ايضاحها للعامة فالضحك على عقول الناس والخزعبلات ماثلة للعيان كالشمس وهي لاتحتاج الى مفتي او رسالة علمية او مؤلفات كي نثبت صحتها من عدمه هكذا يجب ان نوقفهم حينما يقولوا نحن مسؤولون وان نبدا باستجوابهم والبدء بتطبيق مبدأ (من اين لك هذا) فان رضخوا وبينوا حقيقة اموالهم بدلائل حقيقية رفعت عنهم الشبهات وان رفضوا رفضا قطعيا بحجة انهم ولاة امور المسلمين وما شابه من هذه الكنيات والالقاب الرنانة فأقرأو على الدنيا السلام ، الم يكن علياً (ع) على بيت المال فلماذا لم يفعل فعلتهم ؟لكن حاشاه....

ولو عدنا بالزمن الى الخلف بحقبات متباعدة لوجدنا كل من كان يمثل خط الاسلام الصحيح ويتخلق باخلاق اهل البيت عليهم السلام ويسير على نهجهم ترى حياته عبارة عن زهد في زهد ومافي يده يصبح ملكا للفقراء والمتعففين وطبعا من باب اخفاها حتى لا تعلم شماله ماتنفق يمينه ارضاءا للرب ع العكس مما نراه اليوم فهم يذلون الفقراء وعوائل الشهداء بالتقاط الصور والنشر في مواقع التواصل الاجتماعي فقط لانهم يعطوهم مدفأة كهربائية او ماشابه لاتاتي قيمتها بخس دراهم كي يسجلوا بذلك تقرير او نشاط كما يسموه لا ليرضوا الرب انما لينالهم رضا اسيادهم؟؟

اذن الامر يحتاج الى وقفة والخروج من بودقة هذا ما وجدنا عليه اباؤنا وارجاع مفتاح العقول الى اليد كي تستخدموه جيدا وان تضعوا خطوط حمراء تحت اي مسألة مريبة او تثير الشك تصدر من اي شخص كان وان تضعوها تحت المجهر كي لاتكونوا في خانة السذج من الناس تعيشوا انتم وابناؤكم حياة بسيطة خالية من الرفاهية وغيركم يتنعم بما يسرقه منكم باراداتكم بحجة طاعة الولي فلا اساس لهذا الكلام ولاصحة له فالكل ستقف امام الباريء ويفتح سجل الاعمال فمن كانت صفحته بيضاء سيستمر طريقه ابيض الى الجنة حيث الانبياء والصالحين والعكس بالعكس وطريق الزكاة والصدقةموجود لمن اشترى الاخرةوهي ليست بنظرية فيثاغورس، ولاحقيقة لما يسرد ويحكى بانه سيكون هنالك مفهوم أسمه الشفاعة فعلى قدر عملك الصالح تثاب نقطة رأس سطر .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=134684
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 06 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20