• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : التصدي السياسي كالزواج .
                          • الكاتب : سلام محمد جعاز العامري .

التصدي السياسي كالزواج

"من لا يستطيع أن يقوم بواجب الأبوة، لا يحق له أن يتزوج و ينجب أبناء" جان جاك روسو, أديب وفيلسوف روسي.

إنَّ ما مر به عراقنا الحبيب, منذ أكثر من عقدٍ ونصف, وتكالب بعض الشخصيات السياسية على المناصب, أشبه ما يكون بمراهِقٍ همه الزواج, دون أي حسابٍ لمشروع بناء أسرة, فكيف يبني ذلك المحدود التفكير, من الساسة بناء دولة؟

هنالِكَ زواج حقيقي, هدفه تكوين أسرة تخدم المجتمع, بصورة حسنة متكاملة, وهناك آخر يأتي لإثبات السيطرة, خالٍ من الإحساس بالواجبات, الملقاة على الزوج, وهذا الثاني أشبه ما يكون, ببعض المتصدين للمناصب الحكومية والسياسية, لإثبات وجودهم بالبحث عن الجاه والسلطة.

إنَّ التصدي للقيادة يحتاج, إلى مقومات النجاح, وليس حساب أربع سنوات للسيطرة, على مقدرات البلاد وحكم العباد, فالتخطيط والإدارة هما الأساس, لتحقيق الخدمة المرجوة, ممن يتسنم أمور الشعوب, وليس هناك ما ينتقص من الرجولة, أن تتم عملية, مكاشفة الشعب عن الإنجازات وأسباب الإحباط, بل هي قمة العمل المثمر, الذي يثبت به الرجل رجولته.

تتساءلُ الأوساط العراقية بكل شرائحها, عما قامت به الحكومة, من تنفيذٍ برنامجها الحكومي, الذي مضى عليه عدةَ أشهرٍ, لم يلمس المواطن منه شيئاً, ما حدى زعيم تيار الحكمة الوطني, أن يقوم بذكر ذلك, في خطبة عيد الفطر, حيث قال" لقد قدمنا الدعم الكافي للحكومة, وتنازلنا عن استحقاقنا السياسي والانتخابي, من اجل ان تأخذ فرصتها الكاملة, في انجاز ما وعدت به, في عقدها وعهدها, مع الشعب امام مجلس النواب" كما عرج السيد عمار الحكيم, على مشاركة كتلته في الحكومة حيث قال" إنَّ خيار المعارضة السياسية الوطنية, لا زال قائماً, وانما تم تجميده, لإعطاء مزيدٍ من الوقت للتقييم والمراجعة."

الوضوح في طرح المشاريع, وتنفيذها ضمن سقوفٍ معلومة, يجعل العمل ناجحاً مثمراً, ما ينتجُ عنه إعادة ثقة المواطن, بالكتل السياسية التي تقود العراق, أما أن تستمر البلاد, بنفس وتيرة الأزمات, والاِختلافات السياسية, فلا يُفضي إلى راحة المواطن, بل عزوفه عن جميع الأحزاب, وعدم احترامه لكل ما يصرح به, ساسة العراق المتصدين, بل يعتبره تغطية عن الفساد والفشل, في حال عدم محاسبة حقيقية, وإعادة الأموال المسروقة.

إنَّ الوضع الاِقتصادي والسياسي, في خطر كبير, فمعركة التخريب من خلال حرائق المزروعات, بعد تسميم الأسماك, والسلاح المباح غير المسيطر عليه, من قبل الدولة, أمور تحتاج إلى حزم وإرادة قوية, لتُثبت الحكومة صدق أقوالها, التي طُرحَت أمام الشعب, من خلال التصريحات الحكومية.

متى تتم البراءة من السيئين, من أجل الإصلاح وتحقيق الاِستقامة, والعمل على بناء الدولة؟ متى يتم التَخلص من العفن, الذي ملأ مفاصل الدولة, وتحقيق الطهارة الإدارية؟

أسئلة تحتاج لجواب, لتحقيق حلم الشباب, في تكوين وطن يحلمون به, للعيش كأحباب مع حكومتهم.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=134767
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 06 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29