• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ذكرياتي عن ليلة الجهاد الكفائي.. ثانيا .
                          • الكاتب : كمال الموسوي .

ذكرياتي عن ليلة الجهاد الكفائي.. ثانيا

 يوم بلغت لقلوب الحناجر وزلزل العراقيون زلزال شديدا
الموت يتصاعد مثل الدخان ليغطي كل السماء
سبايكر.. سقوط الموصل .. ساحات الاعتصام.. تنهار كركوك وتتبعها ديالى وصلاح الدين ثم الانبار.. الموت صار قريب جدا على إطراف بغداد لمن يريد مشاهدته..!
الموت أطبق على كل مداخلها ومخارجها والناس لا تعرف أين المفر؟! الجميع في حالة من الذهول القصوى فلا يدركون ما هم عليه ألان..
كل شي تعطل إلا مكانة الموت فلا تزال تحصد الأبناء والأحبة.. برك من الدماء تتناقلها مواقع السوشيل ميديا والمحطات الفضائية.. ليس هناك إلا الله هو المخلص وهو الأقرب من حبل الوريد الذي لو ظفر به الداعشيون لقطعوه بسيف غلهم..
كان كل الجنوبيون متجهين صوب ملاذهم في ليالي النصف من شعبان مشيا على الإقدام.. فحرارة قلوبهم عادلت حرارة ذلك الإسفلت الذي أدمى إقدامهم بل وفاقت عليه.. انه كعبة الأحرار والذبيح الذي لم يعصم نفسه وأخيه أبا الفضل من الذبح لأجلنا..
كنت جالسا في ظهيرة تلك الجمعة بين جدران غرفتي إذ أتوقع دخول الداعشيون في اقرب فرصة.. أين اذهب بصغيرتي وزوجتي فأنا لا املك ثمن التنقل أو الهروب من الموت.. ما أسوء الاستسلام للموت!!
كنت أتخيل كيف سيكون شكل الموت على أيديهم؟؟ اليأس كان هو الناطق الوحيد في مخارج حروفنا
كنت ماسكا بين يدي الريمونت وأتنقل به ما بين قناة العراقية والحرة عراق والشرقية وقناة الفرات
كنت امسكه بكل ما لدي من أمل وكأنه أخر بصيص للنور لعله يخرج من تلك العتمة, بدأت الصلاة في الحسينية القريبة جدا من بيتي والمبنية جدا من أموال المتنفذين في الأحزاب السياسية, فيها خطيب لا يفقه من الدين سوى قصص عن الجنابة يقصها على أناس تقاعدوا عن غسلها منذ سنين, وأحيانا أخرى يحدثهم عن الحور العين وانهار خمر وعسل مصفى وأرائك عليها متكأين..
حاولت صم إذني بكل ما تبقى في يدي من قوة فأنا غير مستعد لسماع مثل هذه الخطب الدينية, إنا على شفى حفرة من الموت الموت المصحوب بالضياع ..
كانت عيناي تراقب صغيراتي وهن يتنقلن إمامي دون شعورهن بالخطر القادم القريب, إنا معهن يعتقدن إنني الأمان من كل مخاطر الكون ولم يدركن إن القادم أسوء..!
التفت لإحداهن.. حبيبتي أغلقي كل الأبواب والشبابيك وارفعي صوت التلفاز من على قناة كربلاء ولنتابع يا حبيبتي فنحن اليوم في كرب وبلاء.. مرت لحظات على خطبة الجمعة بصوت الشيخ الكر بلائي.. حتى انتقل إلى الثانية وهو يردد على مسامعي..
وان من يضحي منكم في سبيل الدفاع بلده وأهله وإعراضهم فأنه يكون شهيدا..!!
أحسست حينها وكأن شيء خفي لامس قلبي وشعرت إن الله اقري إلي من إي وقت مضى.. أحسست بيد الله قريبة مني جدا وإنها تمسح على قلبي, إلى أخر الخطبة وانأ أقف على قدماي المرتجفان دهشة واردد بالصلاة على محمد وال محمد (ص) فركضت مسرعا إلى تلك الحسينية المشغولين عبادها الشيبة بغسل جنابتهم فدخلت عليهم بكل ما لدي من قوة مخاطبا إياهم..
السيد السيستاني اصدر فتوة جهاد كفائي,, أنذهل الجميع من كلامي إذ لا يدركون حجم الجهاد الكفائي..
كانت في أقصى شاشة عملاقة لطالما حلمت بها وتمنيتها إن تكون لي لأتابع من خلالها مباريات الدوري الأوربي ومجريات بطولة كأس العالم, رفعت صوتها بالريمونت من على قناة العراقية وكانت العواجل تملئ واجهة القناة فتبسم كل من كان هناك من الشيبة وارتفع صوت الصلوات..!
يتبع.......




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=134795
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 06 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29