• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ذاكرتي عن ليلة الجهاد الكفائي.. ثالثا .
                          • الكاتب : كمال الموسوي .

ذاكرتي عن ليلة الجهاد الكفائي.. ثالثا

وكأن يد الله تمسح على قلوبنا بالشجاعة..

بعد تلك الصلوات التي كانت تصدر من تلك الحناجر المكبوتة, شعرت وكأنها تلامس السماء شجاعة وشعرت يدا خفية تمر على قلوب المصلين..توجهت الى متولي الحسينية ..سيدنا ما العمل؟؟ قال والله لا اعرف إنا في حالة من الذهول لم أمر بها من قبل, كان قريب منا رجل طاعن في السن لا يهتم كثيرا في غسل الجنابة التي قد يكون فارقها منذ عشرات السنين ولم تكن إذنيه بتلك القدرة الكبيرة للاستماع إلى ذلك الشيخ الذي ملئ مسامعهم من خطب الجمع وكيفية الوضوء,, القادم اكبر من إي وضوء أخر!! التفت ألينا الشيخ قائلا,, مالكم مذهولين وكأنكم جبنتم أتعلمون من معكم في هذا اليوم؟؟ الملبين منكم لهذا النداء كأنهم مع علي ع هذا العراق حسيني النداء لا تتركوه في رمضاءه وحيدا,, بكينا جميعا وتوجهت إلى منصة الصلاة مددت يدي إلى المايكروفون ورحت اقرأ

بسم الله الرحمن الرحيم

إذا جاء نصر الله والفتح.....

واعدوا لهم ما استطعتم من قوة.... إلى أخر الآيات ثم رحت أخاطب الناس وكأنني أخاطب الدنيا جميعها,,

على الشباب الذين يتمكنون من حمل السلاح التوجه فورا إلى الحسينية مستصحبين معهم ما عراقيتهم.. فبدأت الجموع تتوافد من كل صوب تزاحمت الناس اتصلت بمسؤول الأمن الوطني في ذلك القاطع جاء ومعه العديد من الضباط والمراتب .. اتفقنا معهم لإنشاء قوائم تتضمن اسم وعنوان ورقم هاتف المتطوع ورقم أخر لقريب منه واستمر العمل على هذا الأساس لساعات متأخرة من الليل.. ما أدهش ذاكرتي في تلك الليلة,, جاءني شاب بعمر الورد بحمل معه رشاش كلاشنكوف بقبضة واحدة يرتدي ملابس رثة وبالية سألته عن بطاقته فأشار لبندقيته!! قال سيدنا هي من تبث عراقيتي إلا تكفيك هذه!! أذهلني رده سجلت اسمه بعد عدة أشهر سمعت انه أصيب في معارك محيط سامراء..

جاءني رجل أخر يحمل بيده خمس بطاقات تعريفية ( الجنسية العراقية) ويقف خلفه أربع شباب كأنهم بدور مضيئة, سألته عنهم قال أنهم أولادي قلت لكن الجهاد كفائي قال سيدنا إن فاتنا نصر الحسين ع فلا تفوتنا نصرة ولده أبو محمد رضا,, قلت له لأدرج اسمين من أبناءك وأنت والأخريين عودا إلى أهلكم قال إذا لتدرج كبيرهم وصغيرهم تبسمت وقلت له لماذا هذا الاختيار.. قال لن ننالها حتى ننفق اعز ما نملك الكبير سندي في هذه الدنيا والصغير مدلل أمه,,, أدركت حينها إن النصر قريب جدا.. مرت الأيام فسمعت بأن الصغير نال الشهادة في إحدى معارك التحرير....

جاءني أربعة من أبناء إخوتي وخامسهم ولدي الوحيد الذي لا يتجاوز الصبا ويحملون بيدهم بطاقاتهم,, لما رأيتهم تذكرت قوله بابي هو وأمي ( صبرا على الموت يا أبناء إخوتي) أجلست بقربي ولدي المسمى ( علي الأكبر) قلت له يا حبيبي إنا ذاهب معهم وأنت واجبك إن تحرس بيتنا وان تطع أمك وأخواتك قال أو لم أكن رجل مؤهلا للقتال قلت لا يا حبيبي فليس بيننا من لم يكن مؤهلا ولكنها الواجبات تحتم علينا الذهاب وعليك بالبقاء ارجع لامك وقل لها إننا منتصرون,, أدرجت أسماء أبناء إخوتي أصيب احدهم في معركة مصفى بيجي وأصيب أخر في القصف الأمريكي على قصور البوكمال على كتائب حزب الله واستشهد ثالثهم في منطقة الاسحاقي...

توافد الناس من كل جانب ومنهم من كان ملتزم بوظيفة حكومية بل حتى كان بعضهم ينتمي إلى قوات FBS داخلية وبعض مفاصل وزارة الدفاع , كنت قد أبلغتهم حينها إنني لا اعرف كيفية التعامل معهم ولا حتى رجال الأمن الوطني لديهم التعليمات الكافية بهذا الخصوص فلننتظر التعليمات والوصايا, بلغت الإعداد كبيرة جدا سقطت كل التوجهات حينها الكل امتثل لأمر المرجع الأعلى والجميع لبى النداء دون استثناء حيث لا معترضين ولا محللين ولا معقبين الجميع مقتنعون بكل تفاصيل الفتوى..

حزمت قوائمي وتوجهت لمقر ضباط الأمن الوطني وكان معي متولي الحسينية وبعض الشباب فكان الاتفاق إن ننتظر حتى الصباح الساعة العاشرة تحديدا لعل هناك معلومات جديدة تأتنا من جهة مسؤولة..

عدنا وكان المئات من المتطوعين بانتظار عودتنا فلما أبلغناهم بما ابلغونا به رجال الأمن اعترض بعض الشباب المتحمسين رافضين هذا الكلام وقالوا إننا ذاهبون لمعسكر التاجي ومنه ننطلق إلى جبهات القتال فلقد سمعنا إن هناك توافد من أبناء الجنوب إلى معسكر التاجي... وفعلا توجهوا إلى هناك وبقينا نحن ننتظر التعليمات إلى صباح اليوم التالي....




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=134837
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 06 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29