• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الحرب أم اللاحرب ... رهن القراءة .
                          • الكاتب : محمد علي مزهر شعبان .

الحرب أم اللاحرب ... رهن القراءة

الايام تمر علينا ونحن في حيص بيص مرة، يتفقه البعض ليس هناك حرب ماخوذا بلسان حال، المدججين بالاساطيل والبوارج والغواصات وهي تبحر صوب الموقعه . وعلى الركن الساخن يصرح قيادات ايران ان الحرب أخر السبل . يا ترى هل همد النقع وخمدت النار ؟ اذن الجمرة التي زيتها من أرادوها حربا وأورها واوشكت ان تكون جحيما، عادت لسيرتها الاولى سوداء جامده، سوى القال والقيل، وقد قرأت الاحداث وما سيعقبها ان رماد الهزيمة سينثر على ارض من أوقد تلك النار واججها، وقد خمدت فورة الحماس، ورغم ان خوالجها لا تسكن تحت ظلال السكينة . النفوس وما امتلكت من ضغينه، والواقعة بين تهور القوي وسذاجة التفكير عند صبية حكام الخليج . هل أبوا الى حيث الادراك وجنبوا الاحقاد في ظل قراءة وان لم يستجب لها هوى النفس، بأن الحريق من الاتساع لا يطفأ أواره وان شرارته توميء الى مرارة الهزيمة للجميع ؟

أما من قرأها حربا متخذا ان للقوي سطوه، فهاهو القوي، يعلن اللاحرب مع تقديمه كل أدوات الحرب، ولكن بعد قراءة ربما تختفي وراء الاكمة الغايات والقرارات، حيث اللحظة المناسبة . والاخر يمتلك البراغماتيه والمراوغة وفن إدارة اللعبة وقراءة ما يدور في الكواليس . الاثنان يسيران على حبلين متوازين . صقور أمريكا بومبيو وجون بولتون وبعض اعضاء الكونكرس من الجمهوريين، وبريطانيا التي غطت شموس إمبراطوريتها الغيوم، وأضحت ذيلا تابعا مرة وتلاقي المصالح في اخرى، وضباع صبية الخليج يريدونها حربا . الا أن الرأي العام الامريكي يجدها تحطيما لامبراطورية العهد الحالي . حيث أن " دون كينشوتهم" بدأ يضرب بكل الاتجاهات مع روسيا حيث صرح بوتين : ان العلاقات وصلت مع واشنطن الى ادنى مستوياتها، والحرب الضرائبيه مع الصين وموقفها الصارم من انفراد امريكا دون الشرعية الدولية، اوشكت تنجز الانتقال من الاقتصاد الى التصادم، والهند فرضت ضرائب باضعاف المرات على الواردات الامريكية، وكوريا لازالت تتمختر بانتاج عابرات القارات النوويه مما يرجف الجارتين اليابان وكوريا الجنوبية، وايران يقول رئيس هيئة اركانها العامة اللواء محمد باقري إن بلاده قادرة على إغلاق مضيق هرمز، ولو أرادت فعل ذلك لأعلنت عنه صراحة، مشيراً إلى أنها لو أغلقته عندها لا يمكن إخراج قطرة نفط واحدة منه . فنزويلا التي اخمدت الانقلاب خلال ساعتين، والمكسيك سترد بالمثل على قرارات ترامب . اذن طواحين الهواء تعمل وترامب ربما تكسر عصاه .

ماذا وراء هذه المقدمات من ضرب السفن في " الفجيرة" والناقلتين في بحر عمان وتوجيه الاتهام الى ايران ؟ ايران تعلن ان سفن إنقاذها من نجدت44 من البحارة في السفينتين، ومادامت على التماس لابد انها وجدت لغم غير منفجر فرفعته. ومن فراغ الادلة والعقول اتخذت امريكا رفع اللغم من قبل المنقذين الايرانيين ذريعة بانها هي من فجرت. في حين فنّد مالك السفينة اليابانية المتضررة جراء الهجوم الذي طال ناقلتين للنفط في خليج عمان، الرواية الأميركية حول الهجمات التي طالت السفينتين . ضابط كبير في استخبارات " دبي " يؤكد ان من فجرالناقلتين هم الاماراتيين . والسؤال علام رفض طلب ايران بتحقيق دولي لكشف الحقائق، لكن التحالف السعودي وبريطانيا وأميركا رفضوا طلب إيران بشده ؟ المدرك لعقلية ايران التعامل في مثل هذه الظروف، هي ان لا تكن من " الدبق " ان تلم عليها عش الدبابير. وليس لها أي منفعة في ان تصعد امثال هذه المقدمات لان مصلحتها أن تكسب حولها تاييد الدول في مواجهة امريكا .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=134911
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 06 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29