• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ذاكرتي عن ليلة الجهاد الكفائي... سادسا .
                          • الكاتب : كمال الموسوي .

ذاكرتي عن ليلة الجهاد الكفائي... سادسا

كيف تحولت زيارة الأربعين إلى معسكر التاجي؟؟

عند وصولي إلى معسكر التاجي ابهرني ذلك المنظر العجيب!! كان مخيف جدا ومهيب جدا كل ما فيه كان يفوق التصورات .. وكأنها زيارة الأربعين عند ضريح الحسين ع الجميع يطوفون حول ضريح المنايا مستأنسين بما يمتلكون من هدف سامي تحت ظل فتوى مقدسة..

لا اعرف لما تذكرت قوله ع ( لا أصحاب كأصحابي)..

قلت نعم لا أصحاب كأصحاب الحسين ع لا أصحاب كأصحاب السيستاني العظيم , كيف استطاع هذا الرجل من تحقيق هذا العدد المخيف من الناس كيف تمكن من تجنيدهم بهذه الطريقة السريعة والمذهلة, كيف تمكن بروحي هو إن يعطيهم كل هذا الحماس وكل هذا الاندفاع وكل هذه القوة, كان استعدادهم عجيب لدرجة إني شعرت أنهم يمتلكون القدرة على القتال فيما بينهم من اجل الذهاب أولا إلى جبهات القتال..

ضباط المعسكر" لم يكونوا على قدر كبير من المسؤولية لتحمل هذه الظاهرة التي لم يحدث مثيل لها عبر التاريخ حجتهم إن المكان لا يتسع لكل هذه الإعداد , لكن حقيقة الأمر مختلفة جدا كان هناك حقد واضع من ذوي النفوس الضعيفة فالخذلان مترسخ في قلوبهم حتى ظهر على ملامح تصرفهم مع هذه القضية, كانت محاولة منهم لإسقاط ذلك النداء السماوي,, وإلا ليس من المعقول إن يشكل لواء كامل تحت راية إحدى فرق الجيش مهمتهم تنظيف شوارع المعسكر أو المقرات !!! الناس تريد القتال بناء على تلك الفتوى كيف يكون التعامل معهم بهذا الأسلوب المقيت,, أخذت بعض الفرق العسكرية بعض المتطوعين من اجل إكمال إعداد أفواجهم وسراياهم لكن اغلب هؤلاء المتطوعين رفضوا ذلك وتوجهوا إلى فصائل المقاومة..

كنت استطلع أراء بعضهم حول هذه القضية كانوا ممتعضين جدا حتى قيل لي إننا جئنا إلى هنا من اجل تلبية النداء لنقاتل زمر التكفير والإلحاد كيف يتعامل معنا ضباط المعسكر بهذه الطريقة الغير محترمة, نحن لن نبقى هنا بعد اليوم سنتوجه إلى فصائل المقاومة,, وفعلا كان التوجه كبير جدا لتلك الفصائل والسبب يعود لسوء التعامل معهم..

كتائب حزب الله العراق انتشرت ببعض مقاتليها القلائل على إطراف مدينة بغداد وتوجهوا بعد إن ازداد عددهم بالمتطوعين إلى منطقة الهياكل..

عصائب أهل الحق كان محورهم معسكر التاجي صعودا إلى سامراء رغم قلة عددهم ,,وعدد منهم كان يقاتل في مطار تلعفر مع جهاز مكافحة الإرهاب..

بدر الجناح العسكري في معسكر اشرف محاصرون من كل الجهات بعد إن سبق عناصرهم فتوى الجهاد لينضموا إلى الفرقة الخامسة دفاع كفصيل إسناد.. توجه إليهم الآلاف من المتطوعين خاصة من المحافظات الجنوبية إذ وصلت إليهم أولى القوافل من مدينة البصرة لتلتحق بقوات بدر تحت قيادة الشهيد أبو منتظر!!

الأمن الوطني في مركز مدينة بغداد اخذ على عاتقه توزيع بعض المتطوعين على نقاط التفتيش الرئيسية خاصة في مداخل بغداد كون المدينة محاطة بمناطق طالما كانت حواضن لزمر الإرهاب والقتل والتكفير..

مرت الساعات والمتطوعين تكاد تنصهر قلوبهم من شدة حرارة الشمس وشدة العطش والتعب والإرهاق,, لم تصلنا قوافل الماء البارد وأبواب المعسكر مغلقة في وجوه الوافدين,, ما المني حقيقة هو وجود بعض المتطوعين من مناطق من خارج العراق ( اهوازيون) جاؤوا لتلبية النداء ليس إلا .حتى إن بعضهم كان لا يمتلك أجور العودة إلى بغداد أو ثمن وجبة طعام ,, كان كل شيء ضد المتطوعين في ذلك المكان إلا إن إصرارهم وعزيمتهم كانت اقوي من ذلك التحدي ولم تثنهم إي عرقلة..

الانطلاقة الحقيقة للمتطوعين المدافعين عن العراق ومقدساته والملبين لذلك النداء العظيم كانت بدايتها من معسكر التاجي. فالبرعم من كل العراقيل والمخاوف التي زرعها بعض ضعفاء النفوس وقلة الاهتمام بالمتطوعين وإغلاق كل الأبواب في وجوههم, إلا أنهم كانوا كالأسود خاصة بعد الموقف الايجابي من فصيلي العصائب وكتائب حزب الله... يتبع..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=135140
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 06 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19