• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : البيت الثقافي في مدينة الصدر يحتفي بالشاعر باقر جعفر العلاق .
                          • الكاتب : لطيف عبد سالم .

البيت الثقافي في مدينة الصدر يحتفي بالشاعر باقر جعفر العلاق

تصوير / فايق الكاطع حسن

      تواصلا لنهجه في إقامة الأمسيات الثقافية في مجالات الادب والثقافة والفنون ونشاطات المنظمات غيــر الحكومية ، احتفى البيت الثقافي في مدينة الصدر التابع لدائرة العلاقات الثقافية في وزارة الثقافة بالشاعر والكاتب والفنان السيد باقر جعفر العلاق. وقد انيطت إدارة الأمسية التي أقيمت على حدائق البيت الثقافي في مدينة الصدر بالمخرج صادق عذاب بوصفه عريف الأمسية .   وعلى الرغم من صعوبة الوصول إلى مقر إقامة الاحتفالية بسبب إجراءات الأجهزة الأمنية الاحترازية في أعقاب التفجيـرات الإرهابية التي طالت عدد من المدارس والأسواق الشعبية في مدينــــــة بغداد ، فقد حضر هذه الأمسية  حشد من الشعراء والكتاب والفنانين والإعلاميين والمتابعين لحركة  الثقافة والأدب والفنون ، يتقدمهم الأستاذ جبار فرحان العكيلي رئيس الاتحاد العام للأدباء الشعبيين العرب والفنان ماجد ياسين والمخرج فلاح ثامر العزاوي والشاعر فايق الكاطع حسن .
   في بداية حديثه بهذه الأمسية ،عاد السيد العلاق بذاكرته التي أتعبتها تداعيات الزمن إلى عام 1968م ، بوصفه العام الذي يؤرخ البداية الحقيقية لانطلاقته الأدبية في مجال الشعر الشعبي التي حظيت باهتمــام ورعاية الشعراء الرواد ،حيث كان محظوظ جدا في بداياته مثلما يذكر في كل مناسبة  ، وهو ينهل من عطـــاء شعراء تلك المرحلة الكبار ، وفي مقدمتهم عريان السيد خلف ، كاظم إسماعيل كاطع ، كريم العراقي ، فالح حسون الدراجي وآخرون . 
 
 
 
 
  وقد تجسد نتاجه الأول الذي يعتز كثيـــرا بذكره  بقصيدة كتبها إلى ( الأم ) ، قبل أن يخص الوطن والحبيبة بكثير من القصائد التي وجدت طريقها إلى الجمهور عبر مختلف الوسائل الإعلامية . وقد اطرب السيد العلاق الجمهور الذي حضر الأمسية بقراءة أبيات من قصيدته عن الأم بعد أن أشار إلى أن والدته كانت أول من استمع لها ، وأشعرته حينها بأنه أمام جمهور غفير . ولأهمية هذه القصيدة في حياة الشاعر الادبية نقتطف منها بعض الأبيات:
أمي حلمـــــــت جـن اجاهـــــــــــا العـــــــيد ويبوس ايديها
أمي غيّرها الحزن بس ما تَغيّر طِيب اللي بيهة
ذبّي ثوب الحزن ما يصلَح يوالدتي النبيهة
وأمي من فكّت حزنها كل عصافير الصبح كالن نِجيها
ومايلوك الحزن لامي
 أمي ثوب الهاشمي لايك عليها
 
 
    وقد كان العلاق مثابرا على القراءة وحضور الأمسيات والمهرجانات الشعرية  التي كانت تقام في بغداد والمحافظات من دون ان يظهر فيها  بصفة شاعر ؛بغية متابعة الحياة الشعرية في البلاد بشكل متأني .وقد كلفه هذا الإصرار أربع سنوات من مسيرته الادبية ، كانت كافية لتدفع به إلى الظهور العلني لأول مرة مع نخبة من الشعراء في مهرجان قطري أقيم في عام 1973م على إحدى القاعات بمدينة الصــــدر ( الثورة سابقا ) . وقد فاجأ السيد العلاق الشعراء قبل الجمهور بقراءة قصيدة طويلة تغنت بالوطن ، غير ان صورتها الشعرية اثارة حفيظة قائمقام الثورة حينها الذي طلب منه مراجعة نفسه في إشارة منه إلى عدم رضاه عن مضامين القصيدة التي حظيت بإعجاب الشعراء المشاركين بهذا المهرجان الذين طلبوا منه الاستمرارفي نظم الشعر . 
وقد قرأ السيد العلاق بعض أبيات هذه القصيدة : 
مشتاق إلك ياوطن مشتاق لاصحابي
اليمّي كلهم غُرُب واليمّك أحبابي
مشتاق أشوف الأهل مشتاق
أدك بابي لهسة أنزف بعد ماطايب صوابي
 وياجرحـــــــــــــــي ميطيّــــــــــــبك بس ريحــــــــــــــــــــة ترابي
 
   ثم عرج السيد العلاق على مسالة دخوله مجال الإعلام  موضحا انه كان كثير الاهتمام بمطالعة ومتابعة التحقيقات الصحفية التي تزخر بها الصحافة المحلية والعربية ، فضلا عن حرصه الشديد على اقتناء مختلف المجلات والصحف ؛ بغية ألتعرف على خفايا بناء التحقيق الصحفي ، و كتابة الحوار والاستطلاع ومختلف المجــــالات الإعلاميــة  . وأشار إلى جريـــــدة العــــــراق  ، بوصفها أول صحيفة كتب بها بعدها ، ثم  توالت كتاباتــــه بعد ذلك في عدد من الصحف ، مثل نبض الشباب واليوم الآخر والرقيب والصباح .
  
 
   وفي مداخلة مع احد الكتاب الذين حضروا الامسية ، اشار العلاق الى تاثره في بواكير مشواره الشعري بالشاعر كاظم اسماعيل كاطع ، غير انه سلك منحى خاص به يميزه عن بقية الشعراء مع اعتزازه بالكبير كاظم اسماعيل كاطع وغيره من الشعراء الشعبيين. ولم ينسى العلاق الرعاية والاهتمام  الذين احاطه بهما الشاعر الكبير عريان السيد خلف في مرحلة نضجه الشعري ، فضلا عن إشرافه على كثير من نتاجه وتحفيزه على مواصلة الكتابة في مجال الشعر . 
 
 
  وفي  مداخلة أخرى مع احد الفنانين ، ذكر الشاعر العلاق مشاركته في كثير من المهرجانات القطرية داخل البلاد ، وحصوله على عدد من الجوائز والشهادات التقديرية ، إضافة إلى مشاركته  في مهرجان القرية العالمية الذي أقيم في الدوحة تلبية لدعوة لدعوة هيئة السياحة القطرية . 
 
 
   وبعد هذه المداخلة ارتقى المنصة الشاعر جبار فرحان العكيلي  رئيس اتحاد الأدباء الشعبيين العرب ، فتحدث عن البدايات  الأدبية والفنية للسيد العلاق ، فضلا عن مروره ببعض ذكريات تلك المرحلة.ثم تلاه بالحديث الفنان ماجد ياسين مستذكرا بعض جوانب تجربة العلاق في بواكيرها . وفي معرض حديثه عن تجربته الادبية والفنية ، اوضح الشاعر باقر العلاق انه جرب الشعر الشعبي و الصحافة ومن ثم قاده شغفه بالفن الى التمثيل مغتنما الفرصة التي سنحت له ، فكان ان اصبح رصيده من  الاعمال الفنية يشمل عدد من عدد من المسلسلات التلفزيونية مثل بيت الطين ، حكايـــــــة جامعية ،دار دور ، والمصير القادم الذي كان من بطولة الفنان الراحل عبد الخالق المختار .  
   كذلك أشار الشاعر العلاق الى مساهمانه في مجال كتابة الأغنية وقصيدة الطفل بالفصحى الى جانب كتابة المسرحيات في هـــذا الحقل ، مثل مسرحية احتفال الدمى من إخراج الفنان جمال الشاطي . 
  
   وفي نهاية الأمسية أشار الشاعر العلاق إلى عمله مشرفا بلجنة فحص النصوص الغنائية التي كانت تضم حينذاك كبار شعراء الأغنية مثل اسعد الغريري ،كاظم السعدي ،حسن الخزاعي ،عادل محسن وماجد عودة .وقد عملت اللجنة على وفق ضوابط دقيقة ؛ لانتخاب الصالح من النصوص التي يجري إخضاعها للاختبار،بخلاف ما معمول به اليوم من رغبات يمليها المطرب او المنتج على الشاعر الغنائي . وقد شكل هذا التوجه خطرا على واقع  الأغنية العراقية، مما أفضى الى ظهور أغنيات لا تمت بصلة إلى تراث الاغنية العراقية واصالتها .     
 haylatif@yahoo.com 
باحث وكاتب



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=13546
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 01 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18