• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : عنجهية أوردكان ...... وحكمة المالكي .
                          • الكاتب : جواد الموسوي .

عنجهية أوردكان ...... وحكمة المالكي

روي عن سيد البلغاء والمتكلمين أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال : من الحكمة أن لاتنازع من فوقك ولا تستذل من دونك ولا تتعاطى ما ليس بقدرتك ولا يخالف لسانك قلبك ولا قولك فعلك ولا تتكلم فيما لا تعلم .
من هذه المقدمة التي نريدها ان تكون مدخلاً لحكمة السياسين في التعاطي مع الاحداث وخاصة التدخل في الشأن العراقي من قبل كل من هب ودب , والمقصود رئيس الحكومة التركية رجب طيب أوردكان فتظهر لنا بين الحين والاخرى حركات أستعراضية يقوم بها الحاكم الحالم بعودة الامبراطورية العثمانية بعد ان فقط الامل في الانضمام الى مجموعة دول الاتحاد الأوربي بسبب عدم رعاية شروط الانضمام التي منها احترام حقوق الانسان وعدم الاقصاء والتمييز العنصري وكذلك السياسة غير الواضحة للحكومة التركية في الشأنين الدولي والإقليمي ,فهي تارة تؤيد الأنظمة الدكتاتورية المستبدة وتدعمها كنظام القذافي في ليبيا, وتارة تؤيد حركات الشعوب التحررية وتناصرها ومثال ذلك التدخل في الشأن السوري ومحاولة تبني مطالب الجماهير السورية الممثلة في الاصلاح والتغيير , ولا ندري باي حق تفسر تصرفات الحكومة التركية في تبني هذه المطالب وكأن سوريا قطيعة من الأرض التركية لها الولاية عليها ! 
وفي نفس الوقت تتغافل وتتجاهل سياستها الداخلية المتمثلة بأقصاء وتهميس جزء كبير من الشعب التركي وهم من القومية الكردية ليس هذا حسب بل محاربتهم وقتلهم وزجهم في السجون ومطاردتهم حتى لو اقتضى الامر اجتياح أو التجاوز على حدود أراضي الدول المجاورة , ومخالفة كل القوانين الانسانية والمعاهدات والمواثيق الدولية وعدم رعاية الاعراف الدبلوماسية والمتتبع في السياسة الخارجية والداخلية التركية يرى ذلك واضحا ويحدد هذا الاضطراب والتناقض الموثق بالادلة وكأن الحكومة التركية تعيش (عُقد الماضي والحاضر) فيظهر ذلك على سلوكها والحركات البهلوانية لاوردكان مع السياسيين الصهاينة ودعم المحاصرين في غزة والعلاقات الدبلوماسية بين تركيا والكيان الصهيوني تظهر العجب والاستغراب ! 
أما القومية الكردية في تركيا وما تعانيه بكل طبقاتها ليس فقط على مستوى الحقوق المادية بل حتى المعنوية منها التي وصلت الى تحقير هذه القومية في نظر الشعب التركي والشعوب الأخرى وإظهارها بصورة المجرمين الخارجين على القانون ووصفهم بالخيانة والعمالة والتجسس وكأنهم ليسوا جزء من الشعب التركي حتى أصبحت هذه ثقافة جديدة يتثقف بها الشعب التركي والشعوب الاخرى ويظهر ذلك على مستوى الاعلام التركي عبر البرامج الثقافية والسياسية والاجتماعية وحتى المسلسلات التركية التي تصل الينا (مدبلجة ) تروج بشكل واضح وصريح ومنذ زمن بعيد الى ضرورة تحقير هذه القومية والنفور منها و محاولة السلطات التركية ترسيخها في أذهان الشعوب وهي سياسة قائمة على التمييز العنصري والتهميش لمكون من مكونات الشعب التركي .
وكرد فعل لهذه السياسة حاول افراد هذه القومية اظهار مظلوميتهم ومعاناتهم وإيصالها الى العالم حتى ولو كان الثمن الانتحار حرقا في شوارع اسطنبول واذا كانت نار (بوعزيزي ) قد أحرقت عروش المستبدين في تونس فان نار كرد تركيا بردا وسلاما على عرش إمبراطور تركيا الحالم .
وأما الثائر التركي عبد الله اوجلان الذي اعتقل بعملية تثار حولها الشبهات في تعاون بين الاجهزة التركية وجهاز الموساد الاسرائيلي والذي يقبع منذ أكثر من اثنى عشر عاما في سجون السلطة التركية رغم المطالبات الدولية ومنظمات حقوق الانسان من اجل أطلاق سراحه وأنصاف أبناء جلدته من القومية الكردية الذي اصبح لهم هذا القائد رمزا للمطالبة بحقوقه وأملاً للتحرر من الأستبداد .
كل هذا تناساه اوردكان وهو يوجه خطابة ( الامري ) الى رئيس حكومة ديمقراطية منتخبة من قبل شعب حر له سيادته واستقلاله وله شأنه الداخلي الذي لا يسمح لأي كان التدخل فيه , وله كرامته التي لا يسمح التطاول عليها .
فهل كان يقبل أوردكان وحكومته التدخل في الشأن التركي والمطالبة بانصاف الشعب الكردي ونقد سياسة التمييز العنصري التي تمارس ضد كرد تركيا وهل يقبل أقتراح الحكومة العراقية أو رئيس وزرائها ان يطبق النموذج العراقي في التعامل مع المكون الكردي سواء الحكم الفيدرالي أو تخصيص الميزانيات في تركيا ؟
وهل يقبل اوردكان المطالبة بأطلاق سراح عبد الله أوجلان أو تهيئة محاكمة عادلة له أو نقل محاكمته الى أقليم كردستان العراق كما يطالب هو بالتعامل مع قضية الهاشمي ؟
وأذا كان يخشى الفتنة الطائفية في العراق فلماذا يحاول تأجيج هذه الفتنة بين أبناء الشعب السوري وهل يريد اوردكان أن يكون راعيا او واليا على ابناء السنة في البلدان الاخرى ؟
الحكومة العراقية واعية لما يحدث ويدور في الساحة الدولية والاقليمية وتفهم مغزى هذه التصريحات والتدخلات والمراد منها وقد سبق من تدخل وصرح بهذا من قبل فالقم حجرا وأقصد وزير الخارجية السعودي الذي تكلم عن احباط السنة في العراق فبادر اليه وزير الداخلية انذاك باقر جبر الزبيدي وخاطبه قائلا : من أنت لتعلم أبناء الرافدين طريقة سياستهم مع ابناء شعبهم الواحد الذي حاولتم تمزيقه وتشتيته واثارة النعرات الطائفية فيه, نحن أبناء الرافدين ابناء الحضارة فمن أنت ؟ وما حضارتك ؟ كل ما تملك من تراث هو تراث ( الجمال ) ( واحد من البدو راكب جمل) وذكره بالمشاكل السعودية الداخلية وضرورة الاهتمام بها قبل التدخل في شؤون الاخرين من قبيل أضطهاد الشيعة العرب والاسماعيلية وانتهاك حقوق الانسان ومنها حقوق المرأة السعودية فاخرس الرجل !
أخيرا , خيرا فعل المالكي في سكوته عن عنجهية أوردكان وقيل أذا تكلم السفيه فلا تجبه فخير من أجابته السكوت .
أوردكان :
أذا كان بيتك من زجاج فلا ترمي بيوت الناس بالحجارة



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=13569
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 01 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29