• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الخبرةُ سيِّد المَوقف في عمليَّات التَّمشيط .
                          • الكاتب : نزار حيدر .

الخبرةُ سيِّد المَوقف في عمليَّات التَّمشيط

*الأَمل هو أَوَّل مقوِّمات وقفْ حالات الإِنتحار
*سياسات طهران الحكيمة أَبعدت شبح الحَرب
*المُجتمع الدَّولي يعرِف جيِّداً منبع الإِرهاب

   ١/ إِنتشار ظاهرة الإِنتحار في البلاد مؤَشِّر على اليأس، ولذلك فإِنَّنا إِذا أَردنا أَن نقِف بوجهِ هذه الظَّاهرة فإِنَّ علينا أَوَّلاً وقبل كلِّ شَيْءٍ بعثِ الأَمل في نفوس النَّاس، ولا يتحقَّق ذلك إِلَّا بشيئَين؛
   *بالإِستيعاب النَّظري، فعندما يجد اليائس من يُصغي إِليهِ ليُشكيه همُومهِ ويبحث عندهُ عن حلُولٍ لمشاكلهِ ومن أَيِّ نوعٍ كانت، فإِنَّهُ لا يفكِّر بالإِنتحار، لأَنَّهُ عادةً آخر الطَّريق الذي يلجأ إِليهِ اليائس.
   والإِصغاء إِلى هذه النَّماذج من النَّاس مسؤُوليَّة المُجتمع بِدءاً من الأُسرة وفِي المدرسة وفِي محلِّ العمل وبين الزُّملاء والأَصدقاء.
   ينبغي أَن نهتمَّ بالجانب النَّفسي لليائسين كثيراً، وهذا يتطلَّب أَن تكثر في المُجتمع عيادات المُرشدين النفسيِّين والإِجتماعيِّين، جنباً إِلى جنب عِيادات الأَطبَّاء ومكاتب المُحامين والمُهندسين وأَمثالهم، ليُساهم المرشدون في حلِّ مشاكل اليائسينَ قَبْلَ ان يصلُوا إِلى نهاية الطَّريق وقبلَ أَن يتَّخذوا قراراهم الخطأ.
   *بالإِستيعاب العملي، كفُرص العمل وتحسين الحياة المعيشيَّة والأَمن المُجتمعي والفكري والثَّقافي وتحسين وتطوير مصادر ووسائِل التَّرفيه وكذلك تطوير فُرص التَّربية والتَّعليم وفُرص تحقيق رغبات الناس وتطلُّعاتهم.
   ٢/ وكل ذلك يتحمَّل مسؤُوليَّتهُ الدَّولة بكلِّ مؤَسَّساتها والمُجتمع، فثقافة الإِصغاء مثلاً هي مسؤُوليَّة تشارُكيَّة بين الجميع، كما أَنَّ خلق فُرص الإِستيعاب العملي مسؤُوليَّة تشارُكيَّة هي الأُخرى لا ينبغي اتِّكاء أَحدٌ على أَحدٍ.
   ينبغي الإِنتباه دائماً إِلى أَنَّ مخاطر ظاهرة الإِنتحار في المُجتمع عامَّةً وليست خاصَّةً فإِذا ظلَّت تتصاعد نسبتها في المُجتمع فسوفَ لن يأمن أَحدٌ من شرِّها المُستطير.
   ٣/ لقد بات واضحاً للعدوِّ قبل الصَّديق أَنَّ سياسات طهران الحكيمة، الثَّابتة والمُستقرَّة والشَّديدة والمرِنة في آنٍ واحدٍ، هي التي أَبعدت شبح الحرب عن المنطقة، ولو كُنَّا قد انتظرنا ما ستفعلهُ واشنطن وعبيدها في المنطقة لكُنَّا الْيَوْم في أُتونِ حربٍ مُدمِّرة، كما حصل في العام ١٩٩٠ عندما غزا الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين الجارة دَولة الكُويت!.
   في النَّقيض من هَذِهِ السِّياسة رأَينا التخبُّط والتشتُّت والتقلُّب والتَّناقض وعدم الوضوح في سياسات واشنطن وعبيدَها [آل سَعود وآل نهيَّان] وهو الأَمر الذي دفع حتَّى بالمؤَسَّسة التشريعيَّة الأَميركيَّة [البنتاغون] إِلى أَن يُصدر قرارهُ الأَخير الذي حجر فيهِ على الرَّئيس ترامب وحدَّد صلاحيَّاته في الحربِ وفِي توجيهِ الضَّربات العسكريَّة ضدَّ أَيَّ هدفٍ في العالَم.
   كما أَنَّ الهزيمة المدوِّية لدَولة الإِمارات [التي فقدت حكمَتها وصوابها منذُ رحيل مؤَسِّسها] من اليمن دليلٌ جديدٌ على عُمق الخلافات بينها وبين الرِّياض بشأنِ هذا الملفِّ تحديداً، ولذلك سعت إِلى تجنُّب ثمن الهزيمة مُسبقاً قبل الإِعلان عنها بشَكلٍ رسميٍّ.
   ٤/ المُجتمع الدَّولي، كأَنظمة ومؤَسسات دوليَّة ورأي عام يعرف جيِّداً مَن هو منبع وحاضِنة الإِرهاب [الدِّيني] في العالَم، وعندما صدرَ قانون [جاستا] من الكُونغرس الأَميركي قبل أَكثر من ٣ سنوات إِثر جلسة الإِستماع التي عقدها المُشرِّعون بحضور كبار الخُبراء من مختلف المُؤَسَّسات الديبلوماسيَّة والأَمنيَّة والعسكريَّة والذين أَجمعوا على أَنَّ الوهابيَّة التي يحتضِنها ويرعاها نظام [آل سَعود] هي المُلهِم لكلِّ التَّنظيمات [الإِسلاميَّة] الإِرهابيَّة بمُختلفِ مُسمَّياتِها، فإِنَّما توَّج هذا اليقين الذي دفعت الرِّياض أَموالاً طائلةً لتشويههِ لإِلغائهِ أَو على الأَقلِّ تأجيلهِ، إِلَّا أَنَّ الحقيقة هذه المرَّة كانت أَقوى من التَّضليل الذي يقودهُ البترودولار ولأَيِّ سببٍ كان.
   ٥/ لقد اكتسبت القوَّات المسلَّحة العراقيَّة بشتَّى صنوفِها خبرةً واسعةً في الحربِ على الإِرهاب، فهي عندما نجحت بتحريرِ كامل التُّراب العراقي من قبضةِ الإِرهابيِّين في فترةٍ لم تتجاوز ٣ سنوات في الوقت الذي كانت الدَّوائر الغربيَّة، الإِستخباراتيَّة والسياسيَّة والإِعلاميَّة، تتحدَّث عن مدَّةٍ لا تقل عن ١٠ سنوات قبل أَن تنجح في القضاءِ على الإِرهاب، إِنَّ ذلك أَكسبها الخِبرة والتَّجربة ولهذا السَّبب فهي الْيَوْم عندما تُطلق أَيَّة عمليَّات تمشيط فإِنَّ النَّجاح الخاطف والسَّريع يَكُونُ من نصيبها دائماً.
   ٦/ الإِرهاب سلاحٌ وسياسات، والعراقيُّون قضَوا على الإِرهاب كسلاحٍ كان يحتل الأَرض وبقيَ عليهِم أَن يقضُوا عليهِ كسياساتٍ وهي عبارةٌ عن عقيدةٍ فاسدةٍ يعتمدها المُتطرِّفون والمُتزمِّتون ومنها التَّكفير وإِقصاء الآخر واحتكارِ الحقيقةِ والحقوقِ، وسياساتٍ فاسدةٍ تعتمدها الدَّولة كالتَّمييز والتَّهميش والفساد المالي والإِداري.
   يلزم أَن تتغيَّر هذه السِّياسات، ثقافيّاً وفكريّاً، لقطعِ الطَّريق أَمام الإِرهابيِّين الذين يعتاشُون عليها لتجنيدِ المُغرَّرِ بهم سواءً بالفعل أَو بالقوَّة من خلالِ تحويلِ مناطقهِم إِلى حواضن دافِئة تحتضن الخلايا النَّائمة للجماعاتِ الإِرهابيَّة.
   ٧/ تعاون ومُساعدة أُوروبا للعراق في مرحلة الإِستثمار والإِعمار والبناء مهمٌّ جدّاً، خاصَّةً وأَنَّ سياساتها في الملفِّ العراقي تنسجم مع سياسات واشنطن.
   ٨/ صفقات التَّسليح على مرِّ التَّاريخ المُعاصر هي صفقات سياسيَّة بالدَّرجة الأُولى، وبرأيي فإِنَّ أَنقرة سئِمت من سياسات واشنطن المُتقلِّبة وغَير المستقرَّة القائمة على الإِبتزاز ولذلكَ أَدارت ظهرها لواشنطن وذهبت إِلى روسيا لتشتري منها السِّلاح الذي تحتاجهُ. 

‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=135727
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 07 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28