• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : من هم أنبياء أولوا العزم؟ .
                          • الكاتب : الشيخ محمد السوداني .

من هم أنبياء أولوا العزم؟

إن مقام أنبياء أولوا العزم من أرفع المقامات الوجودية التي خلقها الله تعالى بين خلقه وخاطبهم بقوله ( وما خلقت الجن والأنس ألا ليعبدون ) (١) فبرزوا أنبياء الله منصورين ومعززين فرفع الله مقامهم بين خلقه وعباده

والكلام هنا ليس من باب ما هي منزلتهم وشرفهم ومقامهم عند الله وخلقه وإنما الكلام من هم تحديدا ففي المسألة عدة وجوه منها :

 

الوجه الاول :

هم الذين بعثوا الى شرق الارض وغربها جنها وأنسها وعلى هذا يجب عد رسالة كل من قام الاجماع على كونه من الرسل - أولوا العزم - فتكون رسالته عالمية لا أقليمية .

وبما أن موسى وعيسى قامت الضرورة على كونهم من اولي العزم فتكون رسالتهم عالمية . (٢)

 

الوجه الثاني :

ان يراد من أولي العزم كل الرسل ولم يبعث الله رسولا الا كان ذا عزم وحزم ورأي وكمال وعقل ، وعلى هذا فلفظة ( من ) في قوله تعالى (من الرسل ) بيانية لا تبعيضية كما يقال كسيته من الخز ، وكأنه قيل أصبر كما صبر الرسل من قبلك على أذى قومهم ووصفهم بالعزم لأجل صبرهم وثباتهم .

 

الوجه الثالث :

من اتى بشريعة مستأنفة نسخة شريعة من تقدمه وهم خمسة أولهم نوح ثم ابراهيم ثم موسى ثم عيسى ثم محمد صلى الله عليه واله ، وقد روي عن ابن عباس وقتادة وهو المروي عن ابي عبد الله قال : ( وهم سادة النبيين وعليهم دارت رحى المرسلين )( ٣).

 

الوجه الرابع :

ان يكون (من ) للتبعيض ويراد من اول العزم بعض الأنبياء قيل : هم نوح ابراهيم موسى عيسى محمد ( صلوات الله عليهم اجمعين ) ويعقوب وايوب ويونس ( عليهم السلام )

ومعنى اول العزم : انهم سبقو الأنبياء الى الإقرار بالله واقروا بكل نبي كان قبلهم وبعدهم وعزموا على الصبر مع التكذيب لهم والاذى وتعرضهم للابتلاءات والامتحانات . (٤).

 

ومع ذلك فهذا القول أقرب الأقوال للصحة والقبول حيث فهموا من أولوا العزم من الرسل يدل على ان عزمهم القوي كان في تبليغ رسالاتهم ونشرها بين الناس لامجرد ابتلائهم بالشدائد والبلايا .

 

والحمد لله رب العالمين

 

 

١ - سورة الذاريات/ الآية: ٥٦

٢ - شبر، عبد الله، حق اليقين : ص ١١١

٣ - الطبرسي، مجمع البيان: ج ٥ ص ١٩٤

٤ - القمي، تفسير القمي: ج٢ ص ٣٠٠


كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : السلام عليكم ، في 2019/07/25 .

احسنتم شيخنا



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=135964
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 07 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20