• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الديمقراطيون فشلوا في العراق.....فخسروا الكونكرس .
                          • الكاتب : جودت العبيدي .

الديمقراطيون فشلوا في العراق.....فخسروا الكونكرس

السياسة الخارجية للديمقراطيين والرئيس اوباما كانت ولاتزال قائمة على اساس ترك الوضع في العراق على ماهو عليه الان والتهيوء للانسحاب وتقليص الدور الامريكي هناك والسبب في ذالك انهم ارادوا ان يضغطوا نفقات وزارة الدفاع , لغرض استخدام الاموال واستثمارها في تحفيز الاقتصاد الداخلي الامريكي وخلق فرص عمل للمواطنين,هكذا قالوا,ولكن وبعد مضي سنتين على تلك الاستراتيجية اثبتت الظروف فشلها الذي ادى الى فقدانهم الكونكرس , وهذا يعني فقدان الرئاسة الثانية لااوباما وبشكل واضح.
لكن ماذا سيحصل لو كانت ادارة الديمقراطيين قائمة على اساس دعم استقرار العراق,بالتاكيد ستكون الفائدة للعراقيين والامريكيين  على حد سواء ولكان الديمقراطيون قد احتفظوا بالكونكرس ولحظي الرئيس اوباما بفرصة اكبر للفوز برئاسة ثانية. ان تاثير الملف العراقي على السياسات الخارجية الامريكية  باتت واضحة فما ان يحصل هجوم ارهابي يسقط ضحيته المئات من العراقيين والامريكيين حتى تناقل الاخبر من قبل وسائل الاعلام الامريكية والعالمية بشيء من التفصيل وتسليط الضوء على استراتيجية اوباما والتي تقضي بالانسحاب بدلا من لعب دور اكبر وتحمل مسؤولية اوسع في ترسيخ الاستقرار في العراق.
لقد وعد الرئيس اوباما بالانسحاب من العراق وكان يعتقد بانه سوف ينجح لكن الواقع الذي حصل هو ان الوضع في العراق لايزال هشا ضعيفا من الناحية الامنية وخير دليل هو استمرار العمليات الارهابية التي باتت تحصد الاف من ارواح العراقيين على مختلف انتمائاتهم اللدينية والعرقية لابل نرى من الواضح استمرار تحرك الارهابيين والمجرمين بحرية تمكنهم من اختيار اهدافهم وتنفيذ جرائمهم بالوقت الذي تتكبد الخزينة العراقية الملايين من الدولارات لغرض مواجهة هذا الضعف الامني الواضح.اما على المستوى السياسي فنرى ان العملية السياسية لاتزال واهنة تستند على ارضية رخوة سببها المحاصصة الطائفية التي سوف تبقى تعيق السياسيين من بناء الدولة وستبقى العملية السياسية برمتها عرضة للعواصف والتجاذبات و مهددة بالانهيار في اي لحظة, واخر الادلة على صحة مانذكره هو الازمة  التي عصفت في البلاد على نحو ثمانية اشهر على تشكيل الحكومة العراقية عقب الانتخابات الاخيرة والتي لم تنتهي بشكل كامل بعد ,  واذا كنا متفائلين بان الحكومة سوف تتشكل اي انها تتشكل بعد تسعة اشهر  وهو خير دليل بان هنالك خلل كبير في العملية السياسية الا وهو الذي اشرنا الية.
 ولقد بدت ادارة الرئيس اوباما ضعيفة غير قادرة على انجاز اي تقدم على المستويين السياسي والامني في العراق , ولو كان الديمقراطيين قد نهجوا طريقا اخر ولو عملوا على ترسيخ الاستقرار في العراق لكانت النتائج افضل بكثير  وماكانوا ليخسروا انتخابات الكونكرس 2010 الذي يعني بطبيعة الحال خسارة متوقعة في انتخابات الرئاسة الامريكية 2012.
كاي سياسي في العالم جاء اوباما مرشح الديمقراطيين قاطعا بوعود لن يستطيع تحقيقها ولن تمكنه  مؤهلاته الشخصية من انجازها. لقد إستبشر العالم بقدوم الرئيس الديمقراطي للبيت الأبيض ولكن سرعان ماتبدد هذا الإستبشار ليصبح سرابا وكأن شيئا لم يكن فما سمعناه من خطابات ومن كلمات ومن مواقف جعلت الكثيرين بان يعتقدوا بأن السلام قادم ليعم الارض خصوصا فى العراق  وان العراقيين سيتنفسوا الصعداء بقدوم الديمقراطين لقيادة القوة العظمى بالعالم . ولكن تبعثرت احلامه بالتغير ..الا نسحاب من العراق.... سلام الشرق الاوسط .. اغلاق غوانتنامو ... الاقتصاد .. البطاله ..  . كل وعوده لم يتحقق منها شيء يذكر.
 المشكلة الآن التى تواجهها الشعوب فى الغرب والشرق هى سوء الآحوال المعيشية والتي ولدت معها وعيا جماهيريا واضحا, وتلك المشكلات لن ينفع معهما أحاديث عذبة و وعود براقة ., فالناس فى كل مكان يريدون حلولا انية لمعاناتهم اليومية , لكن بعض  السياسيين لا يملك هذا النوع من الحلول بل ان  كل  مايملكونه عبارة عن وعود واجندات  يعملون على تحقيقها على مدى سنوات وهذا النوع من السياسين سيفقد تاييد الجماهير التي انتخبتهم وبسرعة....المواطن الناخب في كل مكان يريد ان يصوت اليوم على ان يرى الحل في اليوم التالي, فكان على الديمقراطيين وعلى اوباما تحديدا ان لايضع اجندة بعيدة التنفيذ اولا ثم ماكان له ان يطلق الكثير من الوعود لضمان محافضته على استمرار تاييد الجماهير له لانه سوف يحتاجهم فيما بعد.
أقر الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتحمله مسؤولية خسارة الديمقراطيين للأغلبية التي كانوا يحظون بها داخل مجلس النواب، داعياً الجمهوريين إلى التعاون مع إدارته من أجل التوصل إلى حل لكافة القضايا الجوهرية، والتي يختلف كلا الحزبين حولها,واستعاد الجمهوريون السيطرة على مجلس النواب، وتجاوزوا المقاعد الـ39 التي كانوا يحتاجونها لتحقيق أغلبية 218 صوتا.العراق دولة وشعبا مازال رقما صعبا في المعادلات السياسية لايمكن لاحد لامن الغرب ولامن الشرق ان يتجاهله والعراق مؤثر وبشكل واضح على قرارات القوى العظمى وان اهمال استقرار العراق يعني الاخلال بالتوازنين الاقليمي والدولي واعتقد ان ادارة الديمقراطيين كانت غير موفقة في ادارتها للملف العراقي وفشلها في العراق  تسبب في فقدانها الكونكرس في الوقت الذي كان بالامكان السعي لتحقيق الاستقرار في العراق وتحقيق الكسب السياسي للديمقراطيين الامريكين...هذا هو شان العراق.
 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=1362
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 11 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28