• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : قراءتان شيعيتان للتشيع .
                          • الكاتب : سعيد العذاري .

قراءتان شيعيتان للتشيع

أخطأ الكاتب في اختيار العنوان، والأولى أن يكون العنوان (الشيعة في العراق) بدلا من (التشيّع في العراق).
فالتشيّع ثابت في مفاهيمه وقيمه وموازينه ومعاييره، أمّا الشيعة فهم يقتربون أو يبتعدون عن هذه الثوابت، فقد يجسدونها في ممارساتهم العملية وقد يخالفونها، وعلى سبيل المثال نهى التشيّع عن العصبية والعنصرية، في حين نجد أنّ بعض الشيعة عنصريين يقدّمون مصالحهم القومية أو الحزبية أو الشخصية على مصلحة التشيّع العامّة، فإذا أخطأ الشيعي في مسيرته أو في سلوكه فإنّ خطأه لا يُحسب على التشيّع وإن كان الخاطئ في أعلى مراتب القيادة الشيعية.
والتشيّع له قراءتان طبقاً للمتبنيات الفكرية التي يتبناها الشيعة الذين يختلفون في فهم التشيّع كنصوص وروايات وسيرة عملية لأهل البيت عليهم السلام.
اقامة الحكومة الاسلامية
القراءة الأولى
التشيّع حركة تصحيحية داخل المجتمع الإسلامي تسعى إلى إقامة حكم الله في الأرض بالعمل على تأسيس حكومة إسلامية تتبنى الإسلام منهجاً لها في الحياة على ضوء مفاهيم وقيم أهل البيت:، وتتبنى العمل السياسي ومن ثم الجهادي لإسقاط الحكومات الجائرة واستبدالها بحكومات عادلة.
القراءة الثانية
التشيّع حركة تصحيحية تسعى لنشر مفاهيم وقيم أهل البيت: ابتداءً بتخريج الفقهاء، ولا يجب العمل السياسي ولا الجهاد من أجل إقامة حكومة إسلامية، ويترك إقامتها لحين ظهور الإمام المهديعليه السلام.
الامامة من اصول الدين ام المذهب
القراءة الأولى
اعتبار الإمامة من أصول المذهب.
القراءة الثانية
اعتبار الإمامة من أصول الدين.
ولاية وقيادة الفقيه
القراءة الأولى
الفقيه الجامع للشرائط له ولاية عامّة كما للمعصوم  إلاّ ما أخرجه الدليل.
القراءة الثانية
الفقيه الجامع للشرائط ليس له ولاية عامّة، وتقتصر ولايته على جوانب معينة.
الامام علي وعلاقته مع الخلفاء
القراءة الأولى
مراعاة المصلحة الإسلامية العليا، وترى أنّ الإمام علياًعليه السلام تعاون مع الخلفاء من أجل هذه المصلحة، وشارك أبناؤه وأتباعه في الفتوحات التي قادها الخلفاء، وأنّ الإمام أرسل أبناءه للدفاع عن عثمان.
القراءة الثانية
يرى أنّ الإمام علياًعليه السلام لم يتعاون مع الخلفاء، وإنّما كانوا يضطرون لأخذ رأيه في مختلف الأُمور، وتنفي مشاركة أبنائه في الفتوحات أو الدفاع عن عثمان.
خلافة رسول الله (ص)
القراءة الأولى
عدم التركيز على نقاط الخلاف حول خلافة رسول الله(ص)، وحصرها في المنهج والحوار العلمي، وترى أنّ المسلمين اختلفوا حول الخلافة، حتى أصبح الحاكم الفعلي للمسلمين هو الحاكم الأمريكي أو البريطاني أو الفرنسي.
القراءة الثانية
التركيز على نقاط الخلاف حول خلافة رسول الله(ص)وعدم حصرها في المنهج والحوار العلمي، وعدم الاكتراث لما يجري من سيطرة الأجانب على مقاليد الأُمور.
الولاية بين المسلمين
القراءة الأولى

تقسّم الولاية إلى أقسام:

1 ـ ولاية الله تعالى.

2 ـ ولاية رسول الله(ص).

3 ـ ولاية أهل البيتعليهم السلام.

4 ـ الولاية بين المسلمين.

وترى انّه لا يجوز قطع الولاية بين المسلمين وإن كان بعضهم لا يؤمن بولاية أهل البيت:، فيجب التعاون والتآزر والتناصر معهم.

القراءة الثانية

ترى قطع الولاية مع من لا يؤمن بولاية أهل البيت: فلا يجوز التعاون والتآزر والتناصر معهم.

المنافقون
القراءة الأولى
ترى أنّ الله تعالى أعلم رسوله(ص) بأسماء المنافقين، ولكن رسول الله لم يعلن أسماءهم لأحد، إلاّ المشهورة منها كعبد الله بن أبي.
القراءة الثانية
ترى أنّ رسول الله (ص) أعلن عن أسماء المنافقين وهم فلان وفلان وفلان.
النهضة الحسينية
القراءة الأولى
الإمام الحسين عليه السلام قاد مشروعاً إصلاحياً للمجتمع والدولة، فينبغي الاقتداء بمنهجه الإصلاحي لتغيير الواقع ووجوب إعداء القوةّ لإسقاط الحاكم الجائر، واستثمار الحزن والبكاء والشعائر من أجل الإصلاح والثورة، فالثورة الحسينية دماء وإصلاح وبناء النفس والمجتمع والدولة.
القراءة الثانية
الإمام الحسين عليه السلام قتل مظلوماً فيجب البكاء عليه وإقامة الشعائر للفوز بالجنّة والنجاة من النار والحصول على شفاعته.
فالثورة الحسينية بكاء ودموع وحزن.
ارض فدك
القراءة الأولى
فدك ملك للصدّيقة فاطمة الزهراء (عليها السلام) استولى عليها الخلفاء دون مجوز شرعي، وقد طالبت الزهراء (عليها السلام) بها إلاّ أنّه لم تسترجع لها، فتركتها ليوم القيامة، وقد أصبحت عنواناً للخلافة، إلاّ أنّ السنّي المعاصر غير مسؤول عن غصبها وإن كان متابعاً للخلفاء.
وإنّ في واقعنا المعاصر غصبت فلسطين وأفغانستان والعراق إلى آخره، فينبغي تحريرها.
القراءة الثانية
تحميل السنّي المعاصر مسؤولية غصب فدك لرضاه بما عمل الخلفاء، وعدم الاهتمام بمسألة فلسطين أو غيرها.
التقية
القراءة الأولى
التقية هي الخوف على الوجود والكيان الإسلامي من الضعف والتصدّع والانهيار، والخوف على وحدة المسلمين من التمزّق والتفتّت.
والتقيّة مداراة الآخرين من المخالفين لمنهج أهل البيت عليهم السلام وعدم المساس بمقدساتهم، ومشاركتهم في الصلاة وصلاة الجماعة وزيارتهم وتشييع جنائزهم، حتى يقال: (رحم الله جعفراً ما أحسن ما ربى أصحابه).
وهذه من الثوابت في جميع الظروف.
القراءة الثانية
التقيّة هي الخوف على النفس، فإذا خيف من القتل أخفى الشيعي مذهبه أو بعض ممارساته، وإذا لم يوجد خوف يجب الإعلان عنها وإن كانت تستهدف مقدّسات المخالفين.
الوحدة الاسلامية
القراءة الأولى

الدعوة للوحدة الإسلامية والتقريب بين المذاهب في المواقف العملية تجاه الأخطار المشتركة، مع احتفاظ كلّ مذهب بقناعاته الفكرية.

القراءة الثانية

الدعوة للوحدة الإسلامية تنازل عن المبادئ الثابتة، وأنّها لا تجدي نفعاً.

 

الاهتمام بأُمور المسلمين

القر اءة الأُولى

الاهتمام بأُمور المسلمين ومشاركتهم آمالهم وآلامهم.

القراءة الثانية

الاهتمام بأُمور المسلمين يعني أُمور الشيعة.

 

دور الفقهاء ومسؤوليتهم

القراءة الأُولى

نائب الإمام المهديعليه السلام  طبيب سيّار بطبه، يزور ويُزار بمعنى أنّه حركة في المجتمع يتحرك في جميع الميادين ويتفقد أحوال الناس ويتابعهم عن قرب.

القراءة الثانية

نائب الإمام المهديعليه السلام  يُزار ولا يزور.

 

المرجعية الدينية

القراءة الأُولى

المرجعية مؤسسات ودوائر وأجهزة متنوعة، فإذا مات المرجع تبقى عاملة في ظل إشراف المرجع الجديد.

القراءة الثانية

المرجعية فردية تتكون من حواشي ووكلاء، فإذا مات المرجع تشتت حواشيه ووكلائه.

 

الخمس والحقوق الشرعية

القراءة الأُولى

الحقوق الشرعية أمانة ووديعة لدى بيت المال الذي يشرف عليه المرجع، فهي ملك لمنصب المرجعية وليس لشخص المرجع، فلا يحق له التصرّف إلاّ ضمن الموازين الشرعية الثابتة في القرآن والسنّة، والمرجع له حقّ ثابت كراتب شهري أو سنوي، أو هي جزء من موازنة الدولة.

القراءة الثانية

الحقوق الشرعية ملك شخصي للمرجع يتصرف بها حيث شاء، فإذا مات انتقلت إلى ورثته.

 

مخالفة روايات السنة

القراءة الأُولى

إذا وردت روايات صحيحة صادرة عن الإمام المعصومD ولكنها متضادة، فاختيار الرواية المخالفة لرأي العامّة تعني: إنّ الإمامD كان يجيب كل سائل حسب مذهبه، فيجيب السنّي الحنفي على رأيه والسنّي المالكي على رأيه، والشيعي على رأي الإمامD، فالرواية المختارة هي الرواية المخالفة لرواية أو رأي العامّة.

ويرى بعضهم: اختيار الرواية المخالفة لرأي فقهاء البلاط الحاكم، والتي صدرت من أجل خدمة سلطانه.

القراءة الثانية

اختيار الرواية المخالفة لرأي العامّة للإيحاء بالاختلاف في كلّ شيء.

 

الموقف من المخالفين

القراءة الأُولى

يجب الوقوف مع المخالفين إذا دخلوا في معركة مع الكفار، أو تعرضوا لهجوم منهم.

ويحرم بيع السلاح القاتل للفئات الضالة التي تتقاتل فيما بينها والتي تنتسب إلى الإسلام، ويجوز أو يجب بيعهما السلاح أو المعدّات الواقية لهم من القتل.

القراءة الثانية

جعل بأسهم فيما بينهم، و>نارهم تأكل حطبهم<.

 

مصدر الفتن

القراءة الأُولى

إثارة الخلافات الطائفية بخطاب أو إشاعة أو ممارسة عملية كالقتل والتهجير والعدوان، هي من مخططات أعداء الإسلام، وأنّ مثيري الخلافات ليسوا من الشيعة ولا من السنّة.

القراءة الثانية

تحميل أبناء المذاهب الأُخرى المسؤولية دون التطرّق إلى الأعداء.

وهذا التقسيم ليس دقيقاً جدّاً، فقد تتداخل الآراء، فيؤمن البعض بجميع ما ورد في قراءة واحدة، وقد لا يؤمن إلاّ ببعض، وقد تتعدد القراءات.

وهذه الآراء اقتبسناها أو توصلنا إليها من خلال دراسة أفكار وكتابات فقهاء وعلماء ومفكرو الشيعة أو السماع منهم، إضافة إلى متابعة سيرتهم في التعامل مع الأحداث والمواقف المحلّية والإقليمية والعالمية، وفي حكمهم على الأفكار والآراء والوجودات والمواقف.

وهذه القراءات تعتمد على وعي متبنيها وعلى طريقة التلقّي، وأحياناً تعتمد على محيطه الذي يعيش فيه من حيث انعكاسه على فكره وعاطفته وتفاعله مع ما يزخر به من موازين وعادات وتقاليد.

 

...............

الموضوع مستل من كتابي (الشيعة في العراق وصلاتهم مع المرجعية وايران) وهو رد على كتاب الكاتب الايراني رسول جعفريان  وعنوانه (التشيع في العراق وصلاته مع المرجعية وايران)




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=13649
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 01 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29