• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : دجل الرئاسات العراقية .
                          • الكاتب : عبد الرسول الحيدر .

دجل الرئاسات العراقية

لاحظنا في اليومين الماضيين صخب إعلامي من قبل رئاسات البلد الثلاث (الجمهورية, الوزراء ومجلس النواب) وتسابق فيما بينهم لاستقبال (كرنفالي دعائي ) للطلبة الاوائل في الامتحان الوزاري للدراسة   الاعدادية تضمنت هذه الاحتفلات كلمات لاصحاب المعالي فيها إشارات الى إن البلد ( متمثلا بمؤسساته القيادية) سيولي إهتماماً بالمتفوقين دراسيا من أجل النهوض بالمستوى العلمي للبلد ووضعه في مقام كان من المفروض ان يكون فيه.

كانت هذه الكرنفالات الاعلامية تحت سقوف القاعات الفخمة بعيدا عن الصخب الذي في خارج اسوار هذه ( القلاع المحصنة). صخبٌّ مِن مَن؟ إنه صخب المعتصمين في محيطات هذه القلاع من الخريجين وحملة الشهادات العليا بمختلف التخصصات والذين ليس في مطالبهم ما هو خارج عن الدستور العراقي والذي ال م الحكومة بتوفير فرص العمل والعيش الكريم. المعتصمون منذ ما يقرب الشهرين في الطرقات تحت الشمس الحارقة ودرجات الحرارة التي هي الاعلى في كل بلدان الكرة الارضية من غير ان يكلف احد من اصحاب السيادة نفسه بالنزول لهم وتطييب خاطرهم بكلمة ابوية طيبة على الاقل.

هؤلاء الطلبة المتفوقين حين خروجهم من القاعات الكرنفالية ومراقبة (الكامرات السيادية) ويلاحظون حال هؤلاء المعتصمين هل ستومض في اذهانهم ومضة المقارنة بين الخطاب السيادي والواقع على الارض؟ هل سيتخيلون انفسهم بعد اكمال دراستهم انهم سيكونوا في نفس هذه الحالة يرفعون صوتهم للحصول على حقوقهم المشروعة؟ هل سيقولون في انفسهم او يتهامسون فيما بينهم " يا لدجل قادتنا وذكائهم في طمس الواقع"؟ هل يظنونا اغبياء الى هذه الدرجة لنصدق انهم يقدرون الكفاءات الوطنية؟

إن الواقع المزري للكفاءات الوطنية يستوجب على الحكومة بكل اجهزتها المناقشة الجدية لمنع هذا البركان الاجتماعي من الانفجار. يعلم السيد المسؤول إن المشاركين في الاعتصامات الحالية هو تمثيل فقط للكفاءات الوطنية المعطلة ولم يشترك جميع المغبونين ولكن لو إستمرت هذه الحالة بدون وضع وتنفيذ الحلول الناجعة فقد يشترك من لم يشترك لهذه اللحظة وهذا سيكون بركانا إجتماعيا يصعب الوقوف قبالته.

إن تكريم المتفوقين شيء رائع ويدفع أبناءنا إلى الابداع والتميز ولكن المطلوب الصدق من السادة الرؤساء وطرح بعض الحلول الواقعية والممكن تنفيذها على المدى القريب أو على الاقل الوعد باخذ هذه المشكلة والكارثة بعين الاعتبار.

الحلول لمشكلة الخريجين المعطلين لبست صعبة ويمكن الاستفادة من هذه الحلول لحل مشاكل اخرى من خلالها. مثلا بالامكان الاستفادة من الخريجين في بعض التخصصات في بناء المدارس والاستفادة من بعضهم في تاهيل المصانع المتوقفة عن العمل والاستفادة من بعضهم في عمليات التخطيط العمراني ومنع التشوهات الحاصلة في مدننا الحبيبة وكذلك قسم منهم في العمليات الاحصائية وآخر لسد النقص في مجال الكادر التدريسي ومنهم في تاهيل الطرق ومنهم في القطاع الخاص بعد تنشيطه وآخرين بدل من العاملين الاجانب في شركات النفط والشركات الاجنبية الاخرى العاملة في العراق وامثلة أخرى كثيرة. واحدة من الامثلة الواردة اعلاه كفيل باستيعاب نسبة عالية من الخريجين المعطلين.

يا سيادة الرؤساء الكفاءات المعطلة خير مستشارين لكم بدلا من مَن هم الآن في هذه المواقع لاسباب حزبية وهم لا تصور لهم في التغلب على ابسط المشاكل وقد يقدمون لكم إستشارات تضر أكثر مما تنفع. يا ايها السادة كرّمّو ابناءنا وبناتنا ولكن ضعوا الحلول لمن اجهد نفسه وكد وكدح وسهر الليالي وتحمل الصعاب لينهي دراسته ليكون ضمن العاملين وليس العاطلين. هل سيستمر الدجل في بلدي وعلى اعلى المستويات (الرئاسية)؟؟؟




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=136612
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 08 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29