إبنتي في عامها الرابع عشر وقد كتبت اليها هذا الرسالة الذي أعتقدت أنه قد يهمكم سماعها ، ولست أدعي لرسالتي هذه الإلمام بكل المشاكل التي تهم ابنتي الحبية أو التي يجب علي أن أتحدث اليها فيها . ولست أزعم أن فيه علاجا لكل مشكلة بله أن يكون علاجا صحيحاً دقيقاً ، ثم اني لست أحب لسامعي أبدا أن يأخذوا بوجهة نظري في الأمور التي تواجه الفتاة المراهقة في مجتمعنا أو الأمور التي ستواجهها في مقبل أيامها ، أن ما أطمح إليه هو التنبيه إلى أهمية أعداد أولادنا ، بناتا وصبيانا ، لحياتهم المقبلة وتبصيرهم بالمهم من أمورهم وتوجيههم إلى ما فيه خيرهم وخير مجتمعهم فإن وفقت إلى هذا سعدت وقررت عينا وان أخفقت فعذري حسن النية وصفاء الطوية ولكم في كل حال شكري وتقديري .

وهذه هي الرسالة :

بنيتي الحبية ..

لطالما أحببت التحدث إليك في أمور أعتقد أن من واجبي أن أتحدث إليك فيها وان أبصرك بها ، وأنك لتعلمين يا بنية اني لم أضرب قط حجابا بيني وبينك ، وأننا نتحدث - انت وأنا - دوماً حديث الصديق ، الصديق الكبير الأكثر تجربة ، للصديق الأصغر الراغب في المعرفة المنفتح للحياة ، وبهذه الروح سأتحدث إليك الآن .

ولعلك سائلتني : لم هذا الحديث المكتوب ؟ وما المانع من حديث مرسل يسير كما كنا نفعل دوما ؟ وجوابي إني أؤمن بالكلمة المكتوبة ، أؤمن بقوتها في الإقناع وقدرتها على الخلود وقيمتها في التأثير .

ثم أني أحب لك ان تحتفظي برسالتي هذه وان تعودي اليها في مقبلات ايامك وان تقرأيها أكثر من مرة فقد ترين فيها عربونا لحب أب وخلاصة لخبرة رجل وهاديا لك في بيداء هذه الحياة .

نكمل معكم الرسالة في الحلقة القادمة ، فتابعونا .